الخميس 28 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الشرطة الأميركية بين العسكرة والثقة المجتمعية

20 مايو 2015 22:10
كانت الفكرة تبدو معقولة في ذلك الوقت: فالجيش الأميركي كان لديه فائض من العتاد وكانت إدارات الشرطة المحلية سعيدة لأن تأخذ هذا الفائض– مجاناً. كان ذلك في عام 1997، حينما كانت «الحرب على المخدرات» مستعرة، ثم جاءت هجمات 11 سبتمبر، 2001، وتدفقت الأموال من وزارة الأمن الوطني التي تم تشكيلها حديثا لمساعدة المجتمعات المحلية للدفاع عن نفسها ضد الإرهابيين. ومرة أخرى، امتلأت مخازن إدارات الشرطة بالمعدات ذات الطابع العسكري. وبحلول صيف 2014، عندما اندلعت أعمال الشغب في مدينة فيرجسون، ميزوري، إثر مقتل مراهق أسود على يد الشرطة، كانت صور منطقة الحرب لا لبس فيها؛ ضباط مدججين بالسلاح ولوازم القتال، وبعضهم فوق عربات مدرعة، ما يدعو إلى مقارنتها بالقوات الأميركية في دورية بالعراق. ويوم الاثنين الماضي غيرت الولايات المتحدة عسكرة الشرطة، حيث أعلن أوباما حظراً على توفير بعض أنواع المعدات لإدارات الشرطة المحلية، وكان الهدف هو بناء الثقة بين الشرطة والمجتمعات المحلية. وقال أوباما في خطاب في «كامدن» بنيوجيرسي، «لقد رأيتم كيف أن العتاد العسكري يمكن أن يعطي الناس أحياناً شعوراً بأن هناك قوات محتلة في مقابل قوة هي جزء من المجتمع الذي يحميهم ويخدمهم. وهذا من شأنه أن يفزع ويرهب السكان المحليين ويبعث برسالة خاطئة». وفي الخارج، توجد المركبات المدرعة المجنزرة والحراب وقاذفات القنابل والأسلحة النارية من العيار الثقيل، والحلات المموهة. وسيتم فرض قيود على نقل الأنواع الأخرى من المعدات، مثل المركبات المدرعة مقاومة للألغام والكمائن ودروع مكافحة الشغب؛ ومن أجل الحصول عليها، يتعين على إدارات الشرطة تبرير استخدامها. وقد أعرب خبراء في مجال إنفاذ القانون عن دهشتهم أن بعض قوات الشرطة المحلية أصبحت تبدو وكأنها جيوش صغيرة. وقال «جيمس آلان فوكس»، أستاذ علم الجريمة والقانون والسياسة العامة بجامعة «نورث إيستيرن»، بوسطن: «بمجرد أن يكون لديهم هذه المعدات على الطراز العسكري في ترساناتهم، فإنهم سيميلون إلى استخدامها حتى وإن كان ذلك غير ضروري، لأنها موجودة». وترى «ماريا هابرفيلد»، أستاذ علوم الشرطة بكلية جون جاي للعدالة الجنائية في نيويورك، في أن استخدام العتاد ذو الطراز العسكري يعد إشكالية في حد ذاته. إن الأمر يتعلق بالافتقار إلى التدريب، وإذا تلقت قوات الشرطة تدريباً حول كيفية وأوقات استخدام هذه المعدات، فلن يكون هناك هذا النوع من ردة الفعل التي أدت إلى إعلان يوم الاثنين. ومع ذلك، ففي بعض المجتمعات، تأرجح البندول نحو العودة إلى نموذج الشرطة الذي كان معمولاً به في عهد كلينتون. فقد اعتاد الرئيس كلينتون الحديث عن لعب «كرة السلة في منتصف الليل» كوسيلة لإبعاد الشباب عن المتاعب. وبعد مرور 20 عاما، تعود كرة السلة. وفقا لنموذج «الشرطة المجتمعية»، كما يقول أوباما، فإن دور الضابط «ليس فقط القيام بدوريات، بل أيضا معرفة السكان بإقامة مباريات لكرة السلة، والتطوع في المدارس، والمشاركة في برامج للقراءة، والتعرف على المشروعات الصغيرة في المنطقة». وفي خلال عامين من تحول كامدين إلى نظام «الشرطة المجتمعية»، تراجعت معدلات الجريمة بشكل كبير. وأكد أوباما أن «معدلات جرائم العنف في كامدين قد انخفضت بنسبة 24%، وتراجعت جرائم القتل بنسبة 47%، وانخفضت أسواق المخدرات المفتوحة بنسبة 65%. كما تراجع زمن الاستجابة لمكالمات 911 من ساعة إلى خمس دقائق فقط. وربما الأكثر أهمية أن هناك بناء للثقة بين الشرطة والسكان». كما أعلن أوباما عن مبادرة بيانات الشرطة التي تهدف إلى تعزيز شفافية الشرطة مع الجمهور. وقد وافقت 21 ولاية قضائية، من بينها كامدين، على إطلاق مجموعة من البيانات لم تكن متاحة من قبل للجمهور. وأعلنت وزارة العدل عن مِنح تشغيل بقيمة 163 مليون دولار للوظائف التي تركز على بناء الثقة المجتمعية. ليندا فيلدمان ينشر بترتيب خاص مع خدمة «كريستيان ساينس مونيتور»
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©