الخميس 28 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

35 عملاً تشكيلياً ونحتياً تجسد رؤى عشرة فنانين إماراتيين للحياة

35 عملاً تشكيلياً ونحتياً تجسد رؤى عشرة فنانين إماراتيين للحياة
20 مايو 2012
نظم عشرة فنانين من الشباب الإماراتي مساء أمس الأول في جامعة نيويورك بأبوظبي معرضاً قدموا فيه خمسة وثلاثين عملاً فنياً، توزعت بين التشكيل والنحت والطباعة، وحضر افتتاح المعرض جمهور متنوع من الفنانين، كما شهده صحفيون ووسائل إعلام مختلفة، ويستمر المعرض ثلاثة أيام. اشترك خالد بن حمد وريما ممدوح بخمسة أعمال لكل منهما، ونورة سليمان المزروعي بثلاثة أعمال وأمل العقروبي بعملين ومريم الزعابي بستة أعمال، كما قدم حمد المزروعي وميسون صالح ونورا أحمد المزروعي أربعة أعمال لكل منهم، ولبنى الشامسي عملين، وحصة الكتبي قدمت مجلدات خاصة بأعمالها التشكيلية، وأشرف على تنظيم المعرض الفنانة أمل العقروبي وبإدارة وهج أحمد راشد ثاني وأحمد عبدالله الحسام، وصممت برنامج المعرض حصة أحمد الملا. اشتغل المشتركون بالمعرض في تنفيذ أعمالهم بمختلف المواد، ومنها الاكرليك والورق المقوى والجبس والطباعة، وحازت الأعمال المعروضة اهتمام الحضور بما فيها من تمثلٍ للطروحات الفنية الشبابية الحديثة في العالم، ومما تعكس الروح الحية لهؤلاء الشباب، وإمكاناتهم على تقديم فنهم بشكل يوحي بقدرتهم على إنتاج فن راق. قدمت نورة سليمان المزروعي أعمالها للمرة الأولى بأحجام كبيرة واشتغلت على الأبيض والأسود التي كان تجانسهما رائعاً لفتاة تعكس حركتها رقة الحياة وجمالية الأداء، وعكس هذا التمازج بين السواد والبياض مرحلة متقدمة - كما يبدو - من عمل هذه الفنانة التي قالت لـ“الاتحاد” خلال شرحها لموضوعة صورتها أنها تجاوزت مرحلة الاشتغال على اللون، وأنها تجد في الأسود والأبيض مادة تعبيرية أكثر صرامة وعمقاً مما يلائم الموضوعة التي تريد قولها. ومن جانبها قدمت ميسون صالح باشتغالها على الاكرليك عوالم تجريدية تدعو إلى التأويل المتعدد، وبالأسود والأبيض أيضاً “أمي وأنا” و “ذاكرة رأسي”، وبدت في أعمالها ذات رؤية فلسفية متعلقة بالموت والحياة واللعب على مساحة من التصور الفنتازي للعالم. ولفتت أعمال ميسون صالح الأنظار إليها لما فيها من اللا عادية والذهنية المتجاوزة للمفهوم الواقعي، وكان استغلالها للأبيض والأسود عميقاً في التصور. وقدم خالد بن حمد “احذر الحليم إذا غضب” و “أسرار ناصر” و”هاروت النرجسي” و “هدوء سعيد” و “جموع الخيل في سواد الليل”، وحاول خالد أن يلعب على مساحة واسعة من اللا متوقع، حيث جسد الغضب والسر والنرجسية والهدوء والجموح وهي أشياء لا مرئية من الصعب تحويلها إلى المرئي كصورة، لكن خالد يبدو أنه أقنع المتلقين بنجاح مهمته. حاولت ريما ممدوح أن تقدم عوالم كلاسيكية بمنتهى الواقعية من خلال لوحاتها الخمس “القطط الناعمة” و “الرطب” و “الغروب” و”نافذة في الصيف” و “الحناء”، ومما يلفت فيها هو حفاظها على رؤية واحدة هادئة بالرغم من تنوع موضوعاتها، ففي لوحة “نافذة في الصيف” اجتهدت لكي تقدم عوالم صيف القرى من خلال رموز “الشباك والاخضرار” والمسحة الزمنية القديمة، مما تثير المشاعر حول الاحتياج لتمثلها، وفي لوحاتها الحناء كانت أبعاد لوحتها دقيقة لفتاتين تجلسان بهدوء، وقد تزينتا بالحلي الذي يجانس ليلة الحناء، وربما بدا في لوحة القطط الناعمة أن هناك أبعاداً هندسية للأشياء المنفذة تحتاج إلى المزيد من الدقة في التنفيذ. كما قدمت أمل العقروبي لوحتي “الناقة” و “لا سمك” وحاولت من خلالهما أن تبدو عوالمها أكثر بهجة باستخدام الألوان “الأصفر والأزرق والأحمر والأخضر”، وهي رئيسية في تنفيذ لوحتيها، حيث شغفت من خلالها بالطبيعة المرمزة والتجريدية. وفي أعمال نورا أحمد المزروعي “بين الليل والنهار”، و “الشمس المشرقة” نلاحظ اشتغالاً على عوالم الخيال والتصور والدقة في الحركة، وحتى بالأسود والأبيض نراها تمتلك منهجاً خاصاً بها يبدو فيه وجه وحركة الفتاة متشابهاً في جميع اللوحات، إلا أنها تقدم موضوعات مختلفة التوجه والأهداف. وكانت أعمال مريم الزعابي الستة لرؤوس فتيات وتعبيراتهن الهادئة والصادمة والمتأملة والضاجة تعبر عن عالم خاص بتلك الشخصيات، اشتغلت على الأبيض والأسود والألوان، وتمركزت ترميزاتها بالعيون التي أعطتها بعداً للتعبير عما تريده في اللوحة. وكانت لبنى الشامي قد اشتغلت النحت “اليد” و “رأس الفتاة” بالجبس لتقدم رؤية تشريحية راقية عبر المنحوتة، وبخاصة في ملامح وجه الفتاة، وفي تجسيد الملامح العضوية في هاتين القطعتين، إذ إن تعرجات سطح الكف ونفور جزئيات غائرة فيها أعطاها مساحة من التأمل الدقيق. وأخيراً كان لمحمد المزروعي مساهمة في وجوهه الفلسفية التي احتلت وسط قاعة العرض احتفاء به كونه يقدم دائماً رؤى إنسانية عبر هذه الوجوه، التي تحكي قصص حياتها وآلامها، فرحها، غضبها، إن محمد المزروعي في وجوه لوحاته تلك أسهم بشكل فاعل في دفع المعرض نحو نجاح آخر وبعد آخر مضاف.
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©