خبراء: دبي تؤسس بنية تحتية تنقلها إلى عصر «مدن الطيران»

تؤسس دبي لعصر جديد من مدن المستقبل تشكل صناعة الطيران والنقل الجوي المحور الرئيسي لخريطتها الجغرافية وبنيتها التحتية، وذلك من خلال استثماراتها الحالية والمستقبلية في هذا القطاع والمقدرة بنحو 400 مليار درهم، بحسب خبراء اقتصاديين. وأكد خبراء خلال ندوة اقتصادية أمس بدبي أن الإمارة سبقت مدن العالم في التأسيس لعصر”مدن الطيران” من خلال تهيئة بنيتها التحتية الخاصة بالطيران لتصبح أحد المراكز المحورية التي تربط العالم وتستحوذ على نسبة كبيرة من حركة المسافرين والطيران، وهو ما تعكسه معدلات التشغيل الحالية لمطار دبي الذي يشهد تسيير ستة آلاف رحلة أسبوعياً لنحو 150 شركة تحلق إلى 210 وجهات عالمية. واوضح خبراء، خلال الندوة التي ناقشت دور البنية التحتية في دفع عجلة النمو الاقتصادي، أن مواصلة دبي استراتيجيتها في صناعة الطيران، تضعها ضمن قائمة المدن الـ60 التي ستحرك النمو الاقتصادي العالمي خلال العقدين المقبلين، لاسيما مع اكتمال تنفيذ مشروع دبي ورلد سنترال الذي تقدر تكاليفه الإجمالية بنحو 33 مليار دولار، والذي من المتوقع أن يستوعب 100 مليون مسافر و12 مليون طن شحن جوي سنوياً. وأكد هؤلاء خلال الندوة التي نظمها مركز دبي المالي العالمي، وركزت على تطوّر المراكز الاقتصادية الحضرية من “مدن للطيران” أو ما يعرف بمدن “إيروتروبوليس”، تمتع دبي بجميع المقومات التي تضمن نجاح هذا النموذج من مدن المستقبل. ولم تعتمد دبي على إنشاء مطارات أو وجود اكبر شركات الطيران، بل عملت على ترسيخ موقعها كمركز عالمي للتجارة والاعمال والخدمات اللوجستية والشحن والسياحة، وهي المقومات التي تسهم في دعم هذا التوجه، وذلك إضافة الى الربط مع ميناء جبل علي الذي يمثل اكبر ميناء بحري في العالم بعد سنغافورة وروتردام، وفقاً للخبراء. وقال الدكتور ناصر السعيدي، رئيس الشؤون الاقتصادية والعلاقات الخارجية في سلطة مركز دبي المالي العالمي “يؤدي الاستثمار في مشاريع البنية التحتية إلى تغيير في البيئة الاقتصادية بشكل إيجابي كما أنه الأساس لعملية التنمية المستدامة وإعادة إعمار الدول”. واشار إلى التزام مركز دبي المالي العالمي بتطوير الحلول الاستثمارية اللازمة لبناء وتحسين البنية التحتية وقطاع الخدمات اللوجستية في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا وجنوب آسيا، والتي تحتاج إلى استثمارات سنوية بقيمة تتراوح بين 75 و100 مليار دولار. وناقشت أول جلستين النماذج التي اتبعتها إمارة دبي لتعزيز دورها كمركز أعمال إقليمي وتحقيق مكانة دولية بارزة في قطاع الخدمات اللوجستية. وتلتها جلستان حول أهمية تمويل الطيران في الأسواق الناشئة وقطاعات البنية التحتية المختلفة التي يتعين تطويرها في المنطقة. ومن جهته، قال راشد بوقراعه، مدير العمليات التنفيذي لمشروع دبي وورلد سنترال إن المرحلة الثانية من المشروع قيد التصميم حالياً وسيجري تنفيذها على فترة تمتد لعشر سنوات تنتهي عام 2020. وتشمل إقامة مباني للمسافرين تستوعب 100 مليون مسافر سنوياً، إضافة الى تعزيز طاقة مباني الشحن لتصل الى 12 مليون طن سنوياً. وقال إن تكلفة المرحلة الاولى من المشروع بلغت 14 مليار درهم، وشملت إقامة مبنى للمسافرين بطاقة استيعابية تصل إلى 5 ملايين مسافر ومبنى الشحن بطاقة 250 ألف طن ترتفع في مرحلة لاحقة إلى 600 ألف طن. وأوضح أن هناك اكثر من 100 شركة طيران وخدمات لوجستية تعمل حالياً انطلاقا من مشروع دبي وورلد سنترال الذي يضم منطقتين حرتين وهما مدينة الطيران ومدينة دبي اللوجستية. خيارات التمويل وناقشت الجلستان الأخيرتان خيارات التمويل المتاحة لمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في ظل هذه الأوقات المتقلبة. وقال السعيدي “تنفق البلدان النامية نصف حاجتها فقط من الاستثمارات المطلوبة لتطوير البنية التحتية”. بدوره، أشار عادل مرغب، مدير مشاريع البنية التحتية لمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في ‏المؤسسة الدولية للتمويل إلى ارتفاع قيمة الاستثمارات في مشاريع البنية التحتية في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا من المستويات المتدنية عام 2009. إلى ذلك، رشح جريج لندساي، مؤلف كتاب “إيروتروبوليس: الطريقة المستقبلية للعيش” دبي لأن تكون ضمن قائمة المدن الـ60 التي ستدفع نمو الاقتصاد العالمي خلال العقديين المقبلين من خلال النموذج الذي اختارته لمدن المستقبل، والذي ستكون صناعة الطيران احد محاوره الرئيسية. وتقدر متطلبات تمويل طلبيات الطائرات من شركتي “ايرباص” و”بوينج” خلال العام الحالي بنحو 77 مليار دولار، مقارنة بـ62 مليار دولار عام 2010، بحسب مارتن ستون نائب رئيس مجموعة بيمبروك التابعة لبنك ستاندرد تشارترد. وقال إن الأسواق الناشئة ستقود النمو في صناعة الطيران اذ من المتوقع ان تستحوذ على 60% من إجمالي الطلبيات المستقبلية.