السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

شرطة أبوظبي تضبط مشعوذين مارسوا السحر مقابل المال

شرطة أبوظبي تضبط مشعوذين مارسوا السحر مقابل المال
20 مايو 2013 20:12
أوقفت شرطة أبوظبي، مشعوذين قاموا باستخدام أساليب سحر متنوعة تخلّل بعضها تذوّق مشروب القهوة بنكهة الهيل، حيث تمكّنت في غضون 3 شهور، من ضبط 4 أشخاص، منهم مدرّب خيول في 4 قضايا منفصلة، قاموا بإبهار زبائنهم (الضحايا) بحيل وتجارب وهمية من أجل كسب المال بطريقة غير مشروعة. وتلقى ظاهرة "الشعوذة" اهتماماً بالغ الأهمية لدى شرطة أبوظبي، إذ يقول اللواء محمد بن العُوضي مدير عام العمليات الشرطية في القيادة العامة لشرطة أبوظبي، إن تخليص أفراد المجتمع من شرور "السحرة" يشكّل غاية لدى شرطة أبوظبي، ويستحوذ على أجندتها في التصدي للجريمة، مؤكداً أنها لن تسمح للمشعوذين التفرد بالأعمال التي يمارسونها، باستخدام أساليب سيئة لتحقيق أغراضهم، بالتكسب أو إلحاق الأذى بالناس. وأعلن أبرز ملامح المبادرة التوعوية التي تطلقها شرطة أبوظبي لتوعية المواطنين والمقيمين بمخاطر المشعوذين، قائلاً إنها ستكون مفتوحة وتتضمن بث رسائل توعوية عبر التلفزيون والإذاعة ونشر مواد صحفية، واستخدام الشاشات الإلكترونية المنتشرة في مختلف مناطق إمارة أبوظبي ببث عبارات التوعية للجمهور بمخاطر اللجوء للسحرة، وتعريفهم بمسؤولياتهم المجتمعية في هذا الشأن. وذكر أنه سيتم من خلال المبادرة كشف أساليب المشعوذين عبر الضبطيات والقضايا الواردة إليها، للاستفادة والاعتبار من تلك القصص، ويضيف "ولكن على المواطنين والمقيمين أن يسهموا في تلك الجهود بعدم التردد في الإبلاغ عن أي دجال أو مشعوذ أو الأوكار التي يختبئون فيها، حال توافرت لديهم المعلومات الموثوقة، بالإتصال على بدالة أمان على الهاتف المجاني 2626 800 وعبر إرسال بريد إلكتروني على aman@adpolice.gov.ae أو رسالة نصية قصيرة SMS على الرقم 2828 أو. أو التوجه إلى أقرب مركز شرطة لإبلاغ عن أي أمر مريب يدور حولهم. وكشف العقيد الدكتور راشد محمد بورشيد، مدير إدارة التحريات والمباحث الجنائية في شرطة أبوظبي، هوية المشتبهين في تلك القضايا المختلفة، وهم مدرّب خيول، أوروبي الجنسية يدعى "أ. س" (47 سنة)، وكاتب في إحدى الجهات الحكومية الخدمية بأبوظبي، عربي الجنسية يدعى "ع. ف" (57 سنة)، وسائحان عربيان قدما بتأشيرة سياحية يُدعيان "م. ص" (25 سنة) و"ح. ح" (38 سنة). وقال العقيد بورشيد: إن عناصر الشرطة سارعت بإلقاء القبض على المذكورين كل على حدة، بمجرد وصول معلومات تؤكّد تورطهم في أعمال السحر والشعوذة، نظير مبالغ مالية، وصل بعضها في جلسة الدجل الواحدة؛ إلى 75 ألف درهم. وأرجع تفاصيل الوقائع، إلى الأشهر الثلاثة الأولى من العام الجاري، حيث تبيّن امتهان المشتبه بهم لنشاط الدجل والشعوذة، مستدرجين الضحايا، من النساء خاصة، عبر ادّعاءات كاذبة بقدرتهم على إبطال السحر والتوفيق بين الأزواج المتخاصمين، إلى جانب مضاعفة الأموال عبر "عقد سحرية" تبهر الزبون (الضحية) خلال تجربة وهمية، مستغلين ضعف وجهل البعض منهم. ونقل العقيد بورشيد، إفادة المشتبهن واعترافهم بجرائمهم، رغم زعمهم وتبريراتهم بأنها أعمال رقية شرعية، وليست أعمال سحر وشعوذة. فيما أوضح مدير "تحريات" شرطة أبوظبي، أن المواد المضبوطة، تعتبر من الأصناف التي تُستخدم عادة في السحر والشعوذة والتعاويذ، منها، قصاصات ورقية من الطلاسم والأحاجي برموز غير مفهومة، وأوراق داخلها أسماء أُناس مطويّة باستخدام إبرة وخيط، فضلاً عن بخور ومسابح وريش طير، كُتب عليها عبارات وأرقام ورموز تستخدم عادة في مجال السحر، وعبوات تحتوي مواد سائلة وجافة وأتربة وقطعاً من اللبان وقهوة وهيل، تدخل جميعها في استخدام التعاويذ والسحر والدجل. القرآن يحذر واعتبرت الهيئة العامة للشؤون الإسلامية والأوقاف السحر والشعوذة والدجل أمراضاً تنخر في الجسد فتمزقه. وقال الشيخ طالب الشحي، مدير الوعظ في الهيئة: "إن هذه الظاهرة تفتك بالأفراد والمجتمعات، فكم مزقت أواصر المحبة وروابط الأخوة وأضرمت نار الشقاق والعداء بين الأرحام والخلان والناس أجمعين، مشيراً إلى أن التحذير جاء في كتاب الله تعالى، وفي سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم التي نصحت بعدم تعلم السحر أو تعليمه أو الذهاب إلى السحرة والمشعوذين والكهنة والعرافين". وأشار الشيخ الشحي إلى أن كل ما تعلق بالسحر من تعلم أو تعليم أو ذهاب لسؤال، أو تصديق لمتعاطيه وعمل السحر حرام، وهو من الكبائر بالإجماع. وأضاف: "إن الذي أصابه سحر أو عين فعليه بالرقية الشرعية، ولا يشترط أن تكون الرقية من شخص معين. فبالإمكان أن يرقي المسلم نفسه أو زوجته أو أولاده، فهو أفضل وأحرص على سلامتهم متى ما صاحب ذلك التقوى وحسن التوكل على الله تعالى". رأي الطب النفسي من جانبهم، نصح مختصون اجتماعيون ونفسيون الأفراد بعدم التعامل مع المشعوذين، وعليهم معالجة مشاكلهم عند أصحاب الاختصاص. واعتبر الدكتور محمد أبو العينين أستاذ علم الاجتماع بجامعة الشارقة، لجوء أي كان من الأشخاص إلى المشعوذين سلوكاً سلبياً، حيث إن الشخص لا يقوم بهذا السلوك إلا بعد حالة من اليأس ناتجة بعد أن أوصدت الأبواب أمامه. وأضاف الدكتور أبو العينين أن المشكلات الصحية أو الأسرية، أو الاجتماعية أو المادية يجب أن نلجأ فيها إلى الأطباء والاستشاريين الأسريين، والاجتماعيين والاختصاصيين النفسيين، فيما نلجأ في المشكلات المادية إلى المحللين والمستشارين لمعالجتها كل حسب اختصاصه، واصفاً لجوء الإنسان إلى الشعوذة بكونه جنون وامتهان للعقل ولا يعود بالنفع على صاحبه، وإنما يدخله في دوامة ربما لا تنتهي، فهو قد ينفق الكثير من أمواله على المشعوذين الطماعين الذين يستغلون ضحاياهم أبشع استغلال. ولفت إلى أن مرضاً بسيطاً قد يتطور إلى مرض خطير على يد المشعوذ، ومشكلة نفسية، أو أسرية صغيرة قد تتفاقم بسبب استشارة شخص غير متخصص. وفي المقابل، فإن النصيحة من المتخصصين في دراسات علم النفس والاجتماع هي أن يتدبر الأفراد أمورهم على نحو عقلاني، وبطريقة بعيدة عن السحر والشعوذة لأنها في النهاية تزيد الأوضاع سوءاً ، وربما يخسر الفرد صحته أو أسرته أو حريته. ظواهر دخيلة أما الدكتور عبد اللطيف العزعزي "خبير أسري وتربوي"، فاعتبر الشعوذة والدجل من الظواهر الدخيلة على مجتمع الإمارات، ويعزو وجود هذه المشكلة إلى تعدد الثقافات، والمعتقدات التي أفرزت في الآونة الأخيرة ظواهر لم تكن مألوفة في دولة الإمارات، وفق تعبيره. وأرجع هذه الظاهرة إلى قلة الوعي والاستعجال في الحصول على نتائج سريعة؛ حسب الهدف المطلوب، مضيفاً أن الحالة النفسية الناتجة عن المواقف الضاغطة للإنسان، ولجوءه إلى الخبرات السابقة للآخرين، والتعامل معها بثقة مطلقة مع الشعور بالضعف أمام المشكلة، تدفع بعض الناس إلى الارتماء في أحضان المشعوذين والدجالين. أما الدكتور محمود الشاذلي، استشاري نفسي في مؤسسة زايد العليا للرعاية الإنسانية، فقال إن فضول الإنسان يدفعه إلى البحث عن الأشياء المرتبطة بهذه الغيبيات مثل: تفسير الأحلام، وقراءة الأبراج، واللجوء إلى قارئي الكف، والمشعوذين، وما يتعلق بالبحث عن إجابات أو محاولة تفسير أشياء غير محسوسة أو ملموسة.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©