الثلاثاء 23 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

شعراء ونقاد يتلمسون أوجاع الشعر العربي المعاصر في دمشق

30 نوفمبر 2008 02:52
اختتمت في دمشق فعاليات ''ملتقى الشعر العربي المعاصر'' المهداة إلى روح الشاعر الراحل محمود درويش ونظمتها مؤسسة سلطان بن علي العويس الثقافية بالتعاون مع الأمانة العامة لاحتفالية دمشق عاصمة الثقافة العربية 2008 وبمشاركة أربعين شاعرا وناقدا عربيا· وفي ختام فعاليات الملتقى يوم الخميس الماضي التي استمرت ثلاثة ايام في جامعة دمشق، قدم عضو مجلس أمناء مؤسسة العويس ناصر حسين العبودي درعاً تذكارية إلى الدكتورة حنان قصاب حسن أمين عام احتفالية دمشق عاصمة الثقافة العربية ،2008 كما تقدمت الدكتورة حنان بالشكر لمؤسسة العويس الثقافية التي ساهمت في دعم هذا النشاط المميز شعرياً· وكان اليوم الأخير للملتقى بدأ نشاطه بشهادات إبداعية لخمسة شعراء تحدثوا عن تجاربهم الكتابية، فقد سرد الشاعر السوري عادل محمود جزءاً من سيرة إبداعه متصلة بسيرة عيش غذت مزاجه الشعري والصداقات التي يحمل عبقها في ذاكرته، ثم أدلى الشاعر اللبناني اسكندر حبش بشهادة مر من خلالها على الحرب الأهلية اللبنانية وظلالها على قصيدته، في حين قال الشاعر الأردني زياد العناني إنه ضد التجارب الشعرية وشرح وجهة نظره الخاصة حول مفهوم الشهادة الكتابية ومغزاها، واختتم الشهادات الشاعر السوري حسين درويش بلمحة مكثفة عن بداياته الشعرية من حلب وصولاً إلى دبي مروراً بعمله الصحفي طيلة عشرين عاماً خارج وطنه· ثم أقيمت أمسية شعرية شارك فيها كل من: طه خليل ''فلسطين''، زياد عبدالله سوريا ''سوريا''، محمد دريوس ''سوريا''، علي جعفر العلاق ''العراق''، الطاهر رياض ''فلسطين''· كما شهد الملتقى يوم الاربعاء الماضي جلسة عن ''الشعر والتلقي'' ترأسها الشاعر السوري الدكتور إبراهيم الجرادي وشارك فيها علي جعفر العلاق من العراق وخضر الآغا من سوريا وعماد أبو صالح من مصر· قدم أبو صالح مداخلة رومانسية عن الشعر والمتلقي بدأها بالتساؤل ''كيف حال الشعر؟ هل مات حقاً؟ هل نشيع جنازته؟ لا أبداً إطلاقاً، اطمئنوا''· وبعد أن شكا أبو صالح من الذين طردوا الشعر وآذوه وغربوه من الأصدقاء والأعداء معاً، قال ''إن الشاعر الحقيقي كائن خارق وروح غير عادية، وهو ليس خارقاً بقوته البدنية بالطبع، لكن بما فيه من ألم، وبقدرته على ضبط ذبذبة روحه وجسده على مؤشر لحظة العالم''· وقال أبو صالح ـ مستعيراً القول من رامبو ـ ''إن الشاعر هو كائن منحه القدر نفس النعمة التي منحها لقطعة خشب تحولت إلى كمنجة، ستظل تعزف الأنين والألم، ولا تقامر أبداً بأن تعود قطعة خشبية خرساء في كرسي أو طاولة!''· وبدا أبو صالح متفائلاً بمستقبل الشعر وعلاقته مع المتلقي قائلاً ''أشعاري التي لم تقرأ! المبعثرة فوق الغبار في المكتبات، حيث لا أحد اشتراها ولن يشتريها، أشعاري تلك، كما النبيذ المعتق، سيأتي دورها''· وحملت مداخلة الشاعر السوري خضر الآغا اعترافاً بشكل ما بأن ''النص الشعري الحداثي غامض، وعصي على الفهم، والقارئ المتلقي يعتبر الغموض صفة سلبية''· وأشار الآغا إلى أن ''البعض اعتبر أن للقارئ المتلقي مطالب يجب أن تلبى، إذ لا يمكن للشعر أن يكون ليس لأحد''، وذكر أنه ''في إحدى المرات بدمشق قرأ محمود درويش قصيدة خالية من مفردات فلسطين، فلم يصفق له الجمهور، فارتبكت نظراته قليلاً، وقام بتصحيح الموقف عبر عودته لقراءة قصائد تثير التصفيق!'' وأضاف ''إن نزار قباني كان يزيد من شتم الأنظمة العربية في أمسياته فينال تصفيقاً أكثر!''· وعن مكانة الشعراء عند الجمهور المتلقي قال الآغا ''لقد تحول الشاعر الكبير إلى نجم إعلامي وثقافي، أو أن الشرط الذي يجب أن يتحقق ليكون الشاعر كبيراً هو أن يكون نجماً، وإلا لن يكون أبداً''· وأضاف ''إن نظرية التلقي جعلتنا نعلي من شأن محمود درويش لأنه جماهيري، ونظرية التلقي جعلتنا نعلي من شأن أدونيس لأنه ليس جماهيرياً!''· واختتم الآغا بالتشاؤم حين قال ''نحن جميعاً شعراء ونقاداً وقراء، متسمرون أمام الفضائيات، وقد علقنا بكبسة زر واحدة في خيوط الشبكة العنكبوتية''· وتلت مداخلتي أبو صالح والآغا نقاشات شارك فيها عدد من الشعراء، وركزت على علاقة الشاعر بالجمهور، وتراجع الاهتمام بالشعر· وأعقبت الجلسة أمسية شعرية شارك فيها: اسكندر حبش من لبنان، وجيهان عمر من مصر، ومحمد زايد الألمعي من السعودية، وبيان الصفدي من سوريا، ومحمد بنيس من المغرب، حيث ألقى كل منهم قصيدة مختارة من شعره
المصدر: دمشق-دبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©