الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

بوش: انْسَ مسألة العفو !

30 نوفمبر 2008 02:47
سيدي الرئيس بوش لا تمنح أولئك المغرورين عفواً· وأنا أقصد بالمغرورين هؤلاء الأشخاص في إدارتك، الذين كانوا مصممين على جعل بعض الناس يصرخون من الألم، والذين تعاملوا مع قانون الإجراءات الجنائية الأميركي، كما لو كان كتاباً عتيقاً للطبخ من النوع الذي تستعين به جداتنا· إنني أقصد هؤلاء الذين لم يجدوا غضاضة في وضع بعض البشر في ظروف غير إنسانية في معتقلات معزولة، وأقصد أيضاً من خانوا الملايين من الأميركيين الذين يقدمون الشكر كل عام في العيد المسمى بهذا الاسم، لأنهم يعيشون في بلاد لم تكن تعرف شيئاً عن السجون السرية، ولا عن التعذيب· إنني أقصد ديك تشيني، ودونالد رامسفيلد، وكل هؤلاء الذين ابتكروا، وأمروا، ونفذوا عملية ''التسليم الاستثنائي للمتهمين'' وسمحوا بإجراء استنطاقات مشددة، وباستخدام وسائل للتعذيب لم نكن نعرفها من قبل· إنني أعرف أن بعضاً من أصدقائك كانوا يحثونك -ولا يزالون- على استخدام الصلاحيات التي خولك الدستور إياها كي تضمن أن أحداً من رجال إدارتك الذين أقصدهم بحديثي، لن يُقدم إلى العدالة بسبب جرائم ''ربما'' قد يكونون ارتكبوها في نطاق ''الحرب على الإرهاب''· وأعرف كذلك أن الدستور لا يضع تقريباً حدوداً على صلاحياتك في منح العفو، كما أعرف أن القيود الدستورية لم تكن أبداً من ضمن المسائل التي تهتم بها أثناء فترة حكمك· كما أن الدستور يمنحك الحق في منح العفو لأشخاص، ممن ارتكبوا إساءات ضد الولايات المتحدة الأميركية، وأن المحكمة العليا قد رأت منذ فترة طويلة أنه يمكنك أن تسامح شخصاً ما -أو مجموعة من الأشخاص- حتى قبل أن توجه إليهم تهمة من التهم· لذلك، ليس هناك مانع قانوني يحول بينك -سيدي الرئيس- وبين العفو عن تشيني، ورامسفيلد، وعشرات من الشخصيات الأقل رتبة من مستشارين، وصناع سياسة، ومحققين، وحراس وغيرهم ممن كانوا يفتخرون باستخدام نفس الأساليب التي كانت مطبقة في الـ'' كي·جي·بي''، ضد المتهمين بالإرهاب· وربما احتاجت المسأله أن يكون أمر العفو الذي ستصدره طويلا· نعم لربما احتاج الأمر منك إلى ذكر اسم الشخص، أو الأشخاص الذين ستعفو عنهم، وإلى أن تسرد قائمة طويلة بالتهم التي تعفو عنها، وقد تصدر عفواً عن جميع الإساءات التي ارتكبت ضد الولايات المتحدة، أو تكتفي بإصدار عفو عن تهم محددة ارتكبت بعد إصدار أوامرك التنفيذية· لا تشغل بالك كثيراً بذلك يا سيدي، فأنا على يقين بأن طاقم المحامين الخاص بك سيكون قادراً على التعامل مع هذا الأمر· وعندما تصدر عفوك، سيكون بإمكان رجالك أن يناموا قريري العيون بعد أن ضمنوا السلامة والحصانة من المحاكمة، ولكن عليهم ألا ينسوا أن صدور عفو رئاسي أميركي لن يعفيهم من المحاكمة بارتكاب انتهاكات تخضع للعقاب بموجب القوانين الجنائية الدولية أو بموجب قوانين الدول الأجنبية، وهو ما يدفعني إلى أن أتقدم إلى مسؤوليك بل وإليك أنت شخصياً بعدم قضاء العطلات في أوروبا مستقبلًا· نعم أنصحك بذلك لأن الإرث الذي تركته يا سيادة الرئيس ليس بالإرث الطيب أبداً· وأقترح في نفس الوقت يا سيادة الرئيس ألا تصدر مراسيم العفو هذه، لأنك لو فعلت ذلك فسيكون بمثابة بداية النهاية لعصر الديمقراطية والبداية لعصر الطغيان· لا تفعل ذلك، ودع العدالة تأخذ مجراها وخصوصاً أن إدانة كبار المسؤولين ستكون أمراً غير محتمل إلى حد كبير في أية قضية من القضايا، ولكن لا تكن أنت الشخص الذي يقرر ذلك· دع إدارة أوباما تشكل مجلساً للتحقيق، ودع الحقائق ترى النور، ودع وزارة العدل تكون هي الجهة التي تقرر ما إذا كان إصدار أحكام بالإدانة في هذه التهم والانتهاكات أمراً مبرراً أم لا· إننا نقترب يا سيادة الرئيس من عيد الشكر، ويمكنك بهذه المناسبة أن تعفو عمن شئت من أصدقائك من الذين ارتكبوا إساءات أو انتهاكات، ولكن لا تعفُ أبداً، عن هؤلاء الأشخاص الذين تورطوا في أعمال تعذيب، لأنك لو فعلت ذلك فستكون قد أثبت أنك أول من يستحق العقاب· روزا بروكس كاتبة ومحللة سياسية أميركية ينشر بترتيب خاص مع خدمة لوس أنجلوس تايمز وواشنطن بوست
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©