الثلاثاء 16 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

خطاطون يبدعون جماليات الحروف العربية

خطاطون يبدعون جماليات الحروف العربية
3 يونيو 2014 21:10
نال المعرض المفتوح التي نظمه مركز دبي لفن الخط العربي للزوار والمهتمين مؤخراً، بندوة الثقافة والعلوم بالممزر، شهرة واسعة، واستحسان العديد من أفراد الجمهور الذي حرص على الحضور، والاستمتاع بالتحف الخطية المعروضة، والتي تؤكد مكانة هذا الخط العريق الذي يتميز بالأشكال الانسيابية، والرسومات الهندسية المعقدة. وأثبت الخط العربي الذي شارك فيه العديد من الخطاطين من جميع أنحاء العالم أنه ليس مجرد كتابة يدوية، وأداة للتسجيل والاتصال، بل هو فن أصيل له تاريخ عريق، وتعاقب على مراحله المختلفة العديد من الخطاطين الأساتذة الكبار الذين رسخوا له تقاليد ثابتة تدرس على مدى سنوات، ولم يقتصر فن الخط العربي فقط على القصور والمساجد فحسب، بل امتد ليصبح الشكل الزخرفي الذي أخذ مكان الرسوم والصور على الملابس والسجاد والمخطوطات الأدبية، فلذلك أطلق عليه الفيلسوف إقليدس بأنه «الفن الروحي» يتدفق من أقلام الخطاطين العرب والمسلمين منذ ثلاثة عشر قرناً بلا انقطاع. حقاً أن الأبجدية العربية مكونة من 28 حرفاً مشتقة أساساً من 17 شكلاً أساسياً، لكن «ويلش» يقول عنها: عند كتابة الأحرف العربية من دون نقط ولا علامات ترقيم، فإنها تبدو مسطحة وغير جذابة، ولكن بعد إضافة النقاط وعلامات الترقيم، فإن الحياة تعود للأحرف كحديقة في الربيع. تسعة خطوط لقد حققت الكتابة العربية على مر القرون مستوى رفيعاً من التقدم، حيث أصبحت الخطوط تتنوع كثيراً بين الخطوط المقوسة، مثل النسخ، والثلث، والأخرى ذات الزوايا، مثل الكوفي، إلا أن الخطاط والباحث السوري أحمد عبد الباري: يؤكد أن «أنواع الخطوط الرئيسة التي اعتمدها الخطاطون الكبار حتى أوصلوها إلى درجة الكمال تسعة خطوط هي: الثلث، والنسخ، والكوفي والفارسي، «النستليق»، والرقعة، والديواني، وجلي الديواني، والشكستة، والإجازة. وإذا كانت أنواع الخطوط مجتمعة كأفراد الأسرة يكون على رأسها خط الثلث بمنزلة الجد في الأسرة، ويضيف: الثلث خط متميز عن غيره، لما يتصف به من براعة الشكل، وكثرة تزييناته التي تحيط به، واستخدام أكثر من ثلاثة أقلام: فالقلم الأول للكتابة الرئيسة مع الهيكل، والثاني لتشكيل التزيينات، والثالث لتهذيب حروفه بعد الكتابة حتى نقف على الشكل المطلوب، ويعد هذا النوع من أصعب أنواع الخطوط، أما خط النسخ، فيستخدم غالباً في تدوين القرآن الكريم، ومنه اشتقت المطابع الحرف ليصبح متداولاً لطباعة الكتب والمجلات، وبالنسبة للخط الفارس (النستليق)، وهو فارسي الأصل ويسمى (عروس الخطوط) لبساطته وجماليته. وهناك خط الشكستة، أي «الخط المكسور»، وهو يشابه خطنا الديواني العربي الذي يستخدم في المناسبات الخاصة والخط الديواني الجلي، وهو زخرفي، أما خط الرقعة فأعتبره الخط القومي الذي يستخدم في معظم الدول العربية. خطاطون مشاركون الخطاطة فاطمة البقالي، من مواليد دبي عام 1974 حصلت على شهادة معهد الخط العربي والفن الإسلامي بدرجة امتياز، درست الخط في معهد الخط العربي قم مركز الشارقة لفن الخط العربي والزخرفة، وتلقت دروس الخط العربي على يد الدكتور صلاح الدين شيرزاد، وخطي الثلث والنسخ على يد الشيخ حسن جلبي وداوود بكتاش، وشاركت في العديد من المعارض في الإمارات وخارجها، وفازت بالعديد من الجوائز في الإمارات وخارجها. أما البروفسور مصطفى أوغوردرمان، فهو من مواليد باندرما، تركيا 1935 عمل محاضراً في الفنون التقليدية التركية في جامعة معمار سنان في إسطنبول، ثم أستاذاً سنة 1997، شارك في فعاليات فنية، وله كتب عديدة منشورة في حقل فن الخط العربي وفنونه المصاحبة، نال جوائز وشهادات التقدير من مراكز وأكاديميات داخل تركيا وخارجها. نال لقب الحافظ الأستاذ الخطاط حسن جلبي: ولد في قرية انجي بولاية أرضروم بتركيا سنة 1873، وفي صباه درس القرآن الكريم إلى أن حفظه ونال لقب الحافظ. درس الخط في البداية عند الخطاط مصطفى حليم، ثم حامد الآمدي حتى نال الإجازة، تبعها إجازة أخرى في خط التعليق من الخطاط كمال بتاناي. اتخذ الخطاط حسن جلبي مسارين اثنين في حياته الفنية، أولهما الإنتاج الفني الكثيف والثاني تعليم الخط للطلاب من مشارق الأرض ومغاربها. أقام وشارك في العديد من المعارض الشخصية والجماعية في أماكن شتى في العالم، كما كان عضوا في اللجان الفنية التحكيمية، وفي حقل الكتابة على واجهات وقبات المساجد، التي ناف عددها السبعين مسجداً في أماكن مختلفة من العالم، أعماله مقتناة في المتاحف، ودور العرض، والمجموعات الخاصة. الدكتور صاواشجويك: من مواليد أنطاليا بتركيا، وهو خطاط كلاسيكي، بالإضافة إلى أعمال الفن الحر، درس الفن في أكاديمية الفنون في إسطنبول، وحصل على درجة الماجستير، ثم الدكتوراه في الكتابة اللاتينية، وقد نال العديد من الجوائز العالمية، ويشارك حالياً في معرض المحقق بعدد من اللوحات. الخطاط أحمد فارس: خطاط من مصر، ولد في المملكة العربية السعودية سنة 1980، حاصل على شهادة ليسانس في الآداب ودبلوم الخط العربي، يعمل خطاطا في قطاع الفنون التشكيلية في وزارة الثقافة ومركز دراسات الشرق الأوسط، شارك في العديد من المعارض والمسابقات الدولية، له أعمال مقتناة في عدة دول، وقد نال الإجازة من أستاذه محمد أوزجاي في خطي الثلث والنسخ. (دبي - الاتحاد) أول سيدة تنال الإجازة في الخط الخطاطة آيتنترياكي: من مواليد أوردو، تركيا سنة 1961، تخرجت في كلية الشريعة بجامعة أنقرة بدرجة ماجستير، بدأت دراستها في الخط على يد الشيخ حسن جلبي عام 1983، وحصلت منه على الإجازة في خطي الثلث والنسخ سنة 1989. وهي أول سيدة نالت الإجازة في الخط في ذلك الوقت، كما حصلت على الإجازة في الزخرفة عام ،1986. وحصلت على جوائز في المسابقات الدولية «ارسيكا»، ومسابقة البركة وغيرها. محاضرات وورش أثرى الخطاطون المعرض عبر سلسلة المحاضرات وورش العمل، فمنها محاضرة «الفروقات التفصيلية بين خطي الثلث والمحقق»، التي قدمها الدكتور الخطاط التركي صاواش جويك، ومحاضرة للدكتور نصار منصور حول «الخط المحقق عبر العصور»، ومحاضرة الخطاط أسامة الحمزاوي حول الفروق بين الريحاني والمحقق، وورشة الدكتور نصار للحضور حول الطرق الصحيحة لكتابة حروف خط المحقق، وورشة، أعدها أسامة الحمزاوي حول الفروقات بين الخطين الريحاني والمحقق، وكتابة حروفهما.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©