الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

العلاج الإيجابي للفكر المتطرف «3 - 3»

23 أغسطس 2017 23:22
بالنسبة للعاملين في حقل التربية، يجب انتقاء المشرفين التربويين من أصحاب الخبرة والكفاءة لتوجيه المعلمين أولاً، ولخلق مدرس ذي مهارات عالية في تنبؤ ما يعترض الطالب من صعوبات أسرية أو دراسية مع الوقوف على مسبباتها وكيفية تلاشيها بمساعدة الأطراف الأخرى كالإدارة المدرسية، والمدرس الاختصاصي، والأسرة وغيرها. وكذلك لا نغفل دور الاختصاصي الاجتماعي الذي بات ذا صفة «إدارية إشرافية» أكثر منه حاضنة «اجتماعية» يفرغ فيها الطلبة والمعلمين همومهم ومشاكلهم، فيجد لها الحلول وفق خبراته ومهارته، فلا بد من «تفعيل» دوره المهني لمراقبة أساليب التعامل الديمقراطي، واستقراء حالات الشذوذ الفكري، وإبراز دوره الإيجابي الفعال في إشاعة الجو النفسي المتفائل والمتعاون بكافة صوره وأشكاله، فليس لنا مصلحة في أن يسلبنا الغير المنحرف فلذات أكباد الوطن. ولا شكَّ في أنَّ للقيادة المدرسية الواعية دورا بارزا في احتواء الطالب واعتباره أساس ومحور العملية التعليمية «فعليّاً» وليس «تنظيراً» كما تعودنا في مقالاتنا وأطروحاتنا الفكرية والتي نجد «عكسها» في واقع الممارسة «الفعلية»، فأينما وجدت القيادة المدركة تجد الإنجاز المدروس الواثق بنتائجه ومخرجاته العلمية والفكرية، «فأوَّل» عنصر لنجاح العملية التعليمية برمَّتها، هو «جذب» الطَّالب، والعمل على تسخير كافة العناصر المكونة للعمل المدرسي من مدرس ومشرف وإداري وإمكانات مادية وبشرية لخدمة هذه «النواة» التي يتشكَّل «فيها ومنها وعليها» مستقبل الوطن وتصاغ مكتسباته، مما يوجب العمل على التَّدقيق في «اختيار» الكفاءات القياديَّة، والبحث في كفاءاتها «النفسيَّة» والفكريَّة قبل «المؤهلات» العلمية لتكون ريادية التفكير، استشرافية التطلعات، محيطة بالأحداث، واعية لحاجات الطالب والمدرس في آن واحد. وأخيراً، هذا الثالوث التعليمي «المنهاج، المعلم، الأسلوب» بتكامل أدواره، وتناسق خطاه، تصبُّ جميعاً في بوتقة بيئة مدرسية آمنة فكريّاً قبل أن تحقق الأمان الماديَّ، إن أحسنَّا التعامل معه وفق خطط استراتيجية معدَّة سلفاً لتحقيق رؤى واقعية عملية، والله الموفق. د. نفلة مهدي الأحبابي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©