الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الانتخابات المكسيكية وصعود نجم «بنيا نيتو»

20 مايو 2012
خلال حملته الانتخابية يظهر المرشح الأوفر حظاً في الرئاسيات المكسيكية وصاحب الوجه الوسيم، "إنريكي بنيا نيتو"، ملوحاً بيديه في إحدى الملصقات الإعلانية مخاطباً الجمهور مع ابتسامة سينمائية تعلو وجهه "أنتم تعرفونني"، لكن الحقيقة تبقى أن العديد من المراقبين، بل حتى المواطنين المكسيكيين لا يعرفون من يكون "بنيا نيتو" الذي قفز إلى الصدارة في وقت وجيز. فمع اقتراب موعد الانتخابات الرئاسية المقررة في الأول من يوليو المقبل يظهر تفوق "بنيا نيتو" على باقي المرشحين متقدماً برقم من عددين في استطلاعات الرأي التي تبوؤه الصدارة. ومع ذلك ما زال العديد من الناخبين المكسيكيين والمراقبين الأميركيين يعترفون بجهلهم لأجندة المرشح الأوفر حظاً وما يمثله حقيقة في الساحة السياسية المكسيكية، كما أنهم غير متأكدين من الطريقة التي سيحكم بها المكسيك التي تعتبر إحدى الشركاء التجاريين المهمين للولايات المتحدة، فيما هذه الأخيرة تعد بدورها حليفاً وثيقاً للمكسيك في محاربة عصابات المخدرات. وفي محاولة للإجابة عن السؤال، يقول المعلق المكسيكي "روي كابوس": "هل يعرف المكسيكيون بنيا نيتو؟ لا، لكنهم يودون التعرف إليه ومعرفة ماذا يمثل بالضبط". ورغم مساعي التشويه التي تطاله من قبل خصومه السياسيين الذين ينعتونه بالدمية الجميلة، استطاع "بنيا نيتو" بدهائه السياسي وانضباط خطابه الموجه بعناية للجمهور وبأدواته التسويقية المعقدة التي يعتمد عليها في الترويج لنفسه لدى الناخبين ومن فرضه نفسه كرقم صعب في المعادلة السياسية. هذا بالإضافة إلى صعوده السابق كوجه بارز في الحزب المؤسسي الثوري الذي يترشح باسمه في الانتخابات الرئاسية والذي حكم المكسيك بمزيج من السلطوية والفساد طيلة عقود من الزمن لم تنتهِ إلا في 2000 عندما انهزم في الانتخابات الرئاسية ودخلت المكسيك حقبتها الديمقراطية. وقد ولد "بنيا نيتو" في بلدة صغيرة تبعد بساعات شمالي شرق العاصمة، وهو منذ نعومة أظافره احتك بالسياسة لترعرعه وسط عائلة تتعاطى العمل السياسي، وحتى عندما كان صبياً عُرف عنه انضباطه الشديد وجلوسه إلى طاولة الكبار لمناقشة السياسة، كما أنه استفاد من التجربة السياسية لأسرته التي تولى خمسة من أفرادها منصب حاكم ولاية مكسيكو التي تعتبر أكبر ولاية من حيث السكان في البلاد. وبحلول 2005 جاء دور"بنيا نيتو" نفسه لتولي المنصب الذي يبدو أنه مهد له الطريق للوصول إلى الانتخابات الرئاسية، لكن رغم توليه منصباً عاماً واصل خصومه السياسيون تشكيكهم في قدراته والتساؤل حول هويته، وهو ما يعبر عنه "أندريه مانويل"، المرشح الرئاسي عن اليسار قائلاً "من هو بنيا نيتو؟" فهو منذ بدايته يتبع خطاً واحداً وكأنه يقرأ من كتاب"، ويضيف "جينارو فيلاميل"، الصحفي بإحدى الصحف المحلية واسعة الانتشار أن المرشح "بنيا نيتو" ليس أكثر من صنيعة المؤسسة الإعلامية، "تيليفيزا"، التي تعد الأكبر في المكسيك. وفي مقالاته التي يستشهد بها الخصوم، يقول "فيلاميل" إن المرشح الأوفر حظاً دفع ملايين الدولارات للمؤسسة الإعلامية من خلال عقود إعلانية لضمان ظهوره على شاشتها، وهي التهمة التي يرد عليها "بنيا نيتو" بالقول إنه كان يشتري مساحات إعلانية لعرض برنامجه شأنه في ذلك شأن باقي المرشحين في احترام كامل للقانون الذي يبيح ذلك. وفي حملة الترويج لنفسه، يقول "بنيا نيتو" إن الشعب المكسيكي يرغب في التغيير، وأنه الأداة الأمثل لتحقيق ذلك، لا سيما وأن الرئيس الحالي "فيليبي كالديرون" من حزب الحركة الوطنية لا يستطيع بمقتضى الدستور الترشح لولاية أخرى. وكان "كالديرون" المعروف بصرامته يصور نفسه كرجل صلب وجنرال قاس في مواجهة عصابات المخدرات والطبقة السياسية المتجذرة التي يمثلها الحزب المؤسسي الثوري الذي أعاق تطبيق أجندة "كالديورن"، وفي مقابل هذا الأخير يبدو"بنيا نيتو" شخصاً ودوداً لا يحب الدخول في الصراعات. وضمن حملته الانتخابية، يحاول "بنيا نيتو" الترويج لنفسه بأنه صادق في وعوده، لذا قام بجولة حملته إلى الولايات المكسيكية كافة البالغ عددها 31 ولاية ليلتقي مع الناس حاملاً معه ورقة ليسجل مطالبهم، واضعاً إشارة أمام المشاريع التي تتطلب الإنجاز في مختلف المناطق سواء كانت مدرسة، أو مستشفى، أو طرقاً، أو غيرها. وبهذه الطريقة يسعى "بنيا نيتو" إلى الظهور كقائد أكثر من سياسي، لكن رغم ذلك يجد المتتبعون لحملته الانتخابية صعوبة في التعرف إلى برنامجه الانتخابي، لأنه يظل غائماً في أحسن الأحوال وتنقصه التفاصيل الدقيقة، لا سيما وأنه يبدو مزيجاً من أفكار اليمين واليسار والوسط، مكتفياً بالتعهد أمام الناخبين بأنه سيكون مدبراً جيداً للحياة السياسية وأنه سيعمل على إقرار الإصلاحات الأساسية التي من بينها تأهيل البنية التحتية وخلق الوظائف. نيك ميروف وويليام بوث المكسيك ينشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست وبلومبيرج نيوز سيرفس»
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©