الثلاثاء 23 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

غدا في وجهات نظر..أكثر من رئيس لمصر

غدا في وجهات نظر..أكثر من رئيس لمصر
3 يونيو 2014 20:39
أكثر من رئيس لمصر أكد محمد خلفان الصوافي أن الاختيار الحالي للمصريين أبعد من السيسي نفسه ومن رئيس للجمهورية؛ إنه البحث عن الذات المصرية داخلياً وخارجياً. الانتخابات الرئاسية المصرية التي أشارت إلى فوز المشير عبدالفتاح السيسي رئيساً خامساً لمصر. اللافت في عمليات الفرز لنتيجة الانتخابات أن المرشح المنافس حمدين الصباحي جاء بعد السيسي بفارق كبير مع أنه يتمتع بجماهيرية كبيرة بين المصريين اكتسبها من عمله السياسي منذ السبعينيات ومن تجربة الانتخابات الرئاسية لعام 2012 والتي جاء فيها في المرتبة الثالثة. لكن ما تشير إليه نتائج الانتخابات الأخيرة أن المصريين ليسوا بحاجة إلى رئيس بقدر حاجتهم إلى قائد يعيد للشعب ثقته بدولته وبقدراتها الاستراتيجية في الإقليم على منوال رؤية المفكر المصري جمال حمدان في كتابه «شخصية مصر». النتيجة انتقدت من الكثيرين (لضعف الإقبال في الانتخابات)، لكن فارق النتيجة بين المرشحين عاد بنا إلى ذكريات قدرة شخصيات معينة صاحبة «كاريزما» في استقطاب الناس حولها ولعب دور الملهم لهم؛ نلسون مانديلا، أول رئيس أسود لجنوب أفريقيا. كما أن الحديث اليومي للمصريين (وهو ما يمكن الإشارة إليه بأنه استطلاع للرأي) حول المرشحين يوضح رغبتهم في أن يكون السيسي رئيساً لبلادهم. فهو تؤيده أغلب مكونات الشعب المصري، الشباب والنساء والأقباط والمسلمون المعتدلون والبدو. المسألة لو نظرنا إليها كتعبير عن عاطفة شعبية تميل لشخصية السيسي الذي أعاد للمصريين الأمل، فإنه يمكننا اعتبارها تعبيراً حقيقياً عما يعرف بـ«العاطفة العقلانية». أعتقد في هذا الموقف أنه لا يمكن انتقاد العاطفة المصرية أو السخرية منها ولا حتى العاطفة العربية التي تفاعلت مع المصريين، وتمثل بعضها بأغنيات، لأن الجميع تقريباً يعيش «أزمة البحث عن قائد». وللعلم فإن هذه الأزمة تعيشها كل دول العالم تقريباً بل إن هناك دولا تعمل على إيجاد مؤسسات سياسية لصناعة القادة الملهمين وأصحاب المواقف الجريئة في اتخاذ القرارات. ومن غرائب الأشياء أنه حتى قبل ما يسمى «الربيع العربي» أو الفوضى السياسية العربية، كانت الشعوب العربية تختار زعماءها من خارج الإقليم، مثل طيب أردوغان رئيس وزراء تركيا، لأنه وقف في وجه إسرائيل من خلال قضية «سفينة مرمرة». وأحمدي نجاد؛ الرئيس الإيراني السابق صاحب القنبلة النووية الإيرانية. وحسن نصر الله؛ زعيم «حزب الله» اللبناني مفجر الاستقرار في لبنان والمنطقة. الفراغ في لبنان.. إلى متى؟ يقول د. وحيد عبدالمجيد: دخل لبنان، منذ ظهر 26 مايو الماضي، في فراغ رئاسي كان متوقعاً. خرج الرئيس ميشال سليمان من قصر بعبدا بعد أن سعى إلى استعادة دور الدولة ومكانة المنصب الرئاسي وحقق نجاحاً جزئياً هنا وهناك. لذلك كان مرجحاً أن يخرج من القصر قبل انتخاب خلفه بسبب إصرار القوى التي لا تريد استعادة دور الدولة على تعطيل هذا الانتخاب. وللسبب نفسه، وُئدت فكرة التمديد له حتى انتخاب رئيس جديد في مهدها. ومع شغور منصب الرئاسة، وفي ظل احتمال توسع نطاق الفراغ ليصير سياسياً وليس فقط رئاسياً، أصبح السؤال ضرورياً عما إذا كان هذا الفراغ سيطول وإلى أي مدى. فالمشكلة هذه المرة تتجاوز انتماء الرئيس الجديد، لأنها تتعلق بالمعركة حول مستقبل الدولة اللبنانية وعلاقاتها مع محيطها. وهذه معركة تاريخية بين القوى التي تريد إعلاء شأن الدولة والمحافظة على ما حققه سليمان بشأن استقلال استراتيجيتها الدفاعية عن أي قوى سياسية للبناء عليه في الفترة القادمة، وتلك التي تسعى لأن يبقى سلاح «حزب الله» فوق الدولة وليس فقط خارجاً عن شرعيتها. ويمكن لمعركة بهذا الحجم أن تعطل انتخاب رئيس جديد لفترة قد تتجاوز الحدود التي يستطيع الوضع اللبناني الهش أن يتحملها. فليس هناك ما هو أسهل من تعطيل الانتخابات الرئاسية في الوضع الراهن، بسبب عدم وجود أغلبية حاسمة لأي من طرفي هذه المعركة في مجلس النواب الذي ينتخب رئيس الجمهورية. وهذا وضع يفرض التوافق، إلا إذا حدث اختراق لبعض الكتل النيابية. ذكريات سفير: تجربة ثرية وعلاقات متطورة يقول دومينيك جيرمي سفير بريطانيا لدى دولة الإمارات : يستمر السفراء في عملهم فترة قصيرة، ويبلغ متوسط مدة عمل سفراء بريطانيا في الخارج نحو ثلاثة أعوام، لذا أبدو حالة نادرة، إذ قضيت أربعة أعوام في منصبي كسفير لدى دولة الإمارات منذ أبريل 2010 وحتى نهاية الأسبوع الجاري. وقد تم إنجاز كثير من الأعمال المهمة خلال تلك الفترة، على الأصعدة السياسية والتجارية، إضافة إلى رعاية الجاليتين البريطانية والإماراتية. وخلال هذه الفترة، أُرسيت بين بريطانيا والإمارات أساليب عمل جديدة، ربما أكثر فعالية من أي وقت مضى منذ قيام دولة الإمارات العربية المتحدة. ورغم الأهمية الكبرى لكل ذلك، فإن المهمة الرئيسة للسفير هي أن يمثل رئيس دولته، وفي حالتي، منحتني جلالة الملكة خطاب «اعتمادي» لصاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، ونصه: «أمنح اعتمادي لخادمي المخلص والموثوق دومينيك جيرمي»، وقد سلمت هذا الكتاب شخصياً. لكن أكثر حدث استثنائي بشأن هذا المنصب لم يكن فقط أن الملكة زارت الإمارات في عام 2010، حيث بدأت عملي في الدولة، وإنما أيضاً أن صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان قام بعد عامين بزيارته الرسمية الكريمة إلى المملكة المتحدة. مجتمع القوة وسلسلة الأوامر يقول د. خالص جلبي : في تعبير لطيف للمفكر الجزائري مالك بن نبي يقول إنه حين تبزغ شمس الفكرة يختفي ليل الصنم. بكلمة أخرى هناك محور للحركة في نوعين من المجتمعات؛ مجتمع الفكرة والإيمان والعقلانية، مقابل المجتمع الوثني القائم على الأوامر والطاعة المطلقة واللاعقلانية. بكلمة محددة مجتمع التوحيد ومجتمع الوثنية. مجتمع القناعة والإيمان المحور الأساسي لقيمه هو الفكرة، فلا يتحول الفرد فيه إلى عصا تضرب أو بندقية تطلق أو بوق ينفخ. وهنا نقف أمام مسألة «سلسلة الأوامر». ونموذج ذلك هو الطيار الذي يلقي بالبراميل المتفجرة على رؤوس الناس في حلب. إنه إنسان البندقية الذي تنازل عن آدميته. كان النازيون يقدمون إلى المحاكم بعد سقوط الرايخ الثالث، وكان جوابهم على السؤال «كيف فعلتم ما فعلتم؟»، إنها الأوامر التي لا نملك لها دفعاً ولا رداً! وفي الحرب العالمية الأولى حاول الجنود الألمان والإنجليز التصالح في الخنادق، بعد أن أنشدوا ترنيمة أعياد الميلاد من الخنادق المتقابلة؛ فهرع الجنرالات يطفئون هذه الروح بكل سبيل ممكن. واليوم، الألمان والفرنسيون والإنجليز، إخوان في الاتحاد الأوربي، ودّعوا الحرب والقتل ويغنون سويةً ويعبرون المانش من تحت البحر. أما بشار الأسد فيقتل ويفجر بآلة من بشر، وآلية من «سلسلة الأوامر»؛ وهو يعطي الأمر لجنرال مشترك معه في جرائمه، وهذا يعطي الأمر لمن هو أقل رتبة ممن تحولوا إلى عصي وبنادق؛ كي يكملوا السلسلة الجهنمية؛ فيتم التنفيذ بيد أقلهم شأناً من العساكر كي يمارسوا القتل المباشر بالرصاص والخناجر! المشهد العالمي.. واتساع دائرة العنف ترى كريستين لورد رئيسة معهد السلام الأميركي أنه لا يمكن اختزال العنف في الصراع، بل قد ينتج العنف عن المنظومات الفاشلة التي تجعل من محاربة الفقر أمراً بالغ الصعوبة ويعكف البيت الأبيض، ووزارة الخارجية الأميركية على بلورة وثيقتين أساسيتين من شأنهما وضع اللبنات الأولى لسياسة الأمن القومي الأميركي، خلال ما تبقى من إدارة أوباما وحتى بعدها، والوثيقتان هما: استراتيجية الأمن القومي التي يُشاع أنها ستصدر خلال الصيف الجاري، والمراجعة الربع سنوية للدبلوماسية والتنمية التي سترى النور أواخر السنة الحالية. وبالطبع سيرافق إعداد الوثيقتين، وما يتضمناه من معطيات وتحليل، مشاحنات بين الأجهزة المختلفة حول ما يجب التركيز عليه وما يتعين تركه، كما أن الإدارة ستجد نفسها في سباق مع الزمن لتحديد الأولويات وسط طيف واسع من التحديات، وندرة البدائل والفرص المتاحة. لكن رغم تزاحم الإشكالات الأمنية التي من المتوقع أن تشير إليها الوثيقتان يبرز تحدٍ واحد باعتباره الأهم والأكثر إلحاحاً ،والذي يُفترض أن يحتل مركز الصدارة في الوثيقتين الاستراتيجيتين، متمثلاً في التهديد المتنامي الذي يطرحه العنف المتصاعد عالمياً وضرورة التصدي للصراعات العنيفة قبل تفاقمها. وليس خافياً أن تزايد العنف بات التحدي الأكبر على مستوى العالم، فالصراعات الخطيرة والدموية تمتد من أفريقيا إلى الشرق الأوسط، بل وصولاً إلى جنوب آسيا، وهي كلها تنطوي على احتمالات التمدد والانتشار خارج دائرتها الضيقة إلى مناطق أوسع. ماذا تريد إيران من العرب؟! يقول تركي الدخيل: ربما تكون زيارة أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الصباح علامة مهمة في هذه المرحلة، الكويت ترأس القمتين العربية والخليجية، ولها دورها الوسيط في كثير من مشكلات المنطقة، تأتي الزيارة الأولى للأمير منذ توليه مقاليد الحكم في 29 يناير 2006 لتضع إيران أمام امتحان حقيقي. وهناك تواطؤ إيراني سوري بملفات عديدة من بينها أزمة سوريا والأزمة السياسية بلبنان، هذا فضلاً عن الحالة العراقية المؤسفة بقيادة نوري المالكي الذي يقوم بإدارة البلاد على أسس طائفية وعنفية. ربما يقول البعض إن السؤال الصحيح: ماذا يريد العرب من إيران؟! لكن هذا السؤال معكوس وخاطئ، ذلك أن العرب ليست لديهم تدخلات في الشأن الإيراني، بينما إيران تتدخل في البحرين والسعودية ومصر وكل بلدان المنطقة تقريباً. مشاكلنا مع إيران عديدة كما تحدث الشيخ عبدالله بن زايد يوم السبت المنصرم، لكن الأهم أن تقوم إيران بإبداء نوايا حسنة تجاه منطقة الخليج. يعتبر الدكتور عايد المناع، أستاذ العلوم السياسية بالكويت، أن إيران تحتاج إلى إبداء حسن النية تجاه المنطقة من أجل نجاح الحوارات الخليجية الإيرانية. والذي يجري الآن هو حالة من اختبار الانفتاح الإيراني الذي بشّر به الرئيس روحاني منذ بدء حملته الانتخابية وإلى اليوم. مبادرات عديدة طرحت من دول خليجية آخرها دعوة الأمير سعود الفيصل لوزير الخارجية الإيراني إلى السعودية للحوار حول الملفات العالقة بين البلدين. قصص كثيرة تحتاج إلى استيضاح من إيران، في لبنان عجز سياسي حقيقي، وتدخل «حزب الله» بسوريا أحرج لبنان، بل وأشعله، تفجيرات بالضاحية واغتيالات مستمرة. عناد سياسي من فريق الثامن من آذار عطل العملية السياسية والآلية الانتخابية. الكل يعلم أن أصغر مسؤول إيراني يمكنه أن يأمر ذلك الفريق لإنعاش الأمور السياسية، ولإعادة لبنان ليكون وجهة سياحية كما كان من قبل!
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©