الخميس 28 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الرياضة

ليبي يخرج ايطاليا من جلباب الكالشيو

14 فبراير 2006

لا شك في ان العقلية الهجومية التي دخلت اجواء كرة القدم الايطالية في الماضي القريب تركت اثرا على طريقة لعب المنتخب الايطالي الذي اصبح يتغنى بامتلاكه اقوى الاسلحة الهجومية في اوروبا المتمثلة بمهاجمي فيورنتينا لوكا طوني وميلان البرتو جيلاردينو وروما فرانشيسكو توتي وريال مدريد انطونيو كاسانو الى مدرب يتقن توظيف المهارات الهجومية للاعبيه من دون خشية·
وقبل تسلم مارتشيلو ليبي مهمات الاشراف على المنتخب الازرق طاولت الانتقادات مرات عدة الاسلوب الممل الذي تظهر به ايطاليا ولعل ابرزها في بطولة الامم الاوروبية 0002 عقب المباراة امام هولندا في الدور نصف النهائي·
واضحى الفوز بفارق هدف مرادفا لغالبية مباريات المنتخب الايطالي·
وفي حالات اخرى كان التعادل سيد الموقف فتم استبعاد الايطاليين من قائمة المرشحين لاحراز الالقاب الكبرى·
وادرك ليبي انه اذا اراد تحويل منتخبه فريقا هجوميا لا بد من اشراك مهاجمين في الوقت عينه بدلا من اعتماد طريقة سلفه جيوفاني تراباتوني الذي دأب على اشراك كريستيان فييري في مركز رأس الحربة وتوتي او اليساندرو دل بييرو في مركز المساند له مما قلص الفرص الهجومية وبالتالي تسجيل الاهداف·
وتبدو توجهات ليبي مختلفة اذ تتجلى افكاره الهجومية في الاعتماد على ثنائي هجومي لينزع عن المنتخب الازرق صفة 'الكالشيو' (اي التكتل الدفاعي) في الوقت الذي يعاني من تخمة المهاجمين المميزين الذين اوقعوه في حيرة حول اختيار افضلهم لخوض غمار الرحلة المونديالية·
الا ان طريقة غير تقليدية قد تساعد ليبي على الخروج من دوامة الاستفهام وذلك عبر النظر الى ايجاد الحل للمعضلة من ناحية مغايرة ترتبط بالقدر الذي يقال بأنه يلعب دورا رئيسيا في عالم الرياضات المختلفة·
واذ تبدو هذه المقولة مثيرة للاستغراب، فإن المدرب الايطالي قد يتطلع اليها بمزيد من الاهتمام بالنظر الى المفارقات التي ترافقت مع فوز ايطاليا بكأس العالم عام 2891 للمرة الثالثة في تاريخها·
ويصعب على الايطاليين نسيان ذاك الاسبوع السحري من العام المذكور والذي بدأت فصوله في مدينة برشلونة الاثنين الخامس من يوليو بفوز ايطالي مدوي على البرازيل (3-2) على لعب 'ساريا' في الدور الثاني·
ولم يكن الانتصار الايطالي بفضل ثلاثية باولو روسي التي حجبت الوهج عن افضل منتخب عرفته البرازيل ونجومه زيكو وسقراطس وجونيور وفالكاو وسيريزو الحدث الوحيد الذي شهده اليوم المذكور اذ تزامن مع ولادة افضل مهاجمي الحقبة الحالية البرتو جيلاردينو في مدينة بييلا·
ولم تمض اكثر من ثلاثة ايام حتى حول روسي حلم ايطاليا الى حقيقة بتسجيله هدفي الفوز على بولندا في الدور نصف النهائي (2-صفر) على ملعب 'نو كامب' قبل ان يشهد ملعب 'سانتياغو برنابيو' في 11 يوليو احراز رجال المدرب انزو بيرزوت الكأس الذهبية على حساب المانيا الغربية (3-1)·
وفي اليوم التالي لهذا الانجاز ابصر انطونيو كاسانو النور في مدينة باري المواجهة لالبانيا على الساحل الجنوبي للبحر الادرياتيكي في الوقت الذي كان فيه الرئيس الايطالي السابق ساندرو برتيني يلعب الورق مع بيرزوت والحارس دينو زوف والجناح فرانكو كاوزيو على متن الطائرة التي اقلت الفريق من مدريد الى روما·
هذه المصادفات التي حدثت بعيدا عن اضواء وسائل الاعلام منذ 42 سنة اثارت حفيظة علماء الفلك الايطاليين الذين اعتبروا ان تواريخ ولادة جيلاردينو وكاسانو تحمل رسالة واضحة لهذا الثنائي المقدر له قيادة ايطاليا نحو لقب عالمي رابع·
ومهما يكن من امر يستعد ليبي لوضع اللمسات الاخيرة على خياراته الهجومية في مونديال المانيا ويتطلع بعين الامل والاهتمام الى اكثر من عشرة مهاجمين متعددي المواهب·
واذ تبدو فرص هؤلاء متساوية الى حد ما، ضمن قائد روما توتي مبدئيا مكانه في تشكيلة المنتخب الازرق عقب تصريحات ليبي حول اهمية اللاعب بالنسبة للمجموعة 'اعتقد ان توتي الوحيد الذي لا مثيل له في التشكيلة ومن دونه سيكون علينا تغيير طريقة لعب المنتخب برمتها'·
ولن تكون مفاجأة اسناد دور اساسي الى الشاب جيلاردينو افضل لاعب في البطولة الايطالية الموسم الماضي بعدما جذب انظار المتابعين باهتمام في الموسمين الماضيين رغم انه كان يلعب مع بارما الذي كان مهددا دائما بالهبوط الى الدرجة الثانية·
من جهته كان طوني متصدر هدافي الدوري الايطالي برصيد 22 هدفا محط اهتمام ليبي مذ شكل ثنائيا ناجحا والسييراليوني محمد كالون مع فيتشنزا موسم 0002-،1002 حتى اضحى مهاجما يتمتع بصفات الكمال اذ يمتاز بقوة تسديداته بالقدمين ومهاراته النادرة رغم طوله الفارع الذي جعل منه لاعبا قويا في الصراعات الهوائية·
وفي خضم التحدي المتأجج حول هوية المهاجمين الذين سيخوضون غمار الرحلة الى المانيا او البقاء لمتابعة المونديال عبر شاشات التلفزة يرجح ان خيارات ليبي الاضافية ستتجه نحو اللاعبين الذين شاركوا في كأس العالم 2002 في كوريا الجنوبية واليابان امثال اليساندرو دل بييرو وكريستيان فييري وفيليبو اينزاغي، وخصوصا انه سبق له ان اشرف عليهم مع فريق يوفنتوس·
الا ان هذا الامر لا يلغي حظوظ مهاجمي روما فيتشينزو مونتيلا واودينزي فيتشينزو ياكوينتا وليفورنو كريستيانو لوكاريللي هداف الدوري الموسم الماضي الى ماركو دي فايو الذي فضل الانتقال الى موناكو لرفع اسهمه بحجز مكان في التشكيلة المونديالية·
واعتمد فييري الخطوة عينها بدلا من ملازمة مقاعد البدلاء مع ميلان في موازاة انتقال كاسانو الى ريال مدريد لانعاش مسيرته الكروية علما بأنه المفضل لدى ليبي الذي لا يستطيع تجاهل مستواه المميز في بطولة الامم الاوروبية التي استضافتها البرتغال عام 4002 لا شك في ان ضجة 'تخمة المهاجمين' في ايطاليا الدفاعية اصبحت مادة دسمة للصحف الايطالية المتخصصة التي تحاول فرض نظرياتها على ليبي في الوقت الذي يصر فيه علماء الفلك انه في يوليو 2891 اصطفت النجوم والكواكب في شكل نادر لتحمل المجد الى الكرة الايطالية وتمنحها تعويذة الحظ المتمثلة بجيلاردينو وكاسانو·
فهل سيلجأ ليبي الى حكمته الفنية ام الى طريقة غير مسبوقة في اختيار اللاعبين متجاهلا المقولة الشهيرة 'كذب المنجمون ولو صدقوا'
المصدر: 0
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©