الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

قراء «الاتحاد» يناقشون مكانة المعلم في المجتمع الإماراتي

قراء «الاتحاد» يناقشون مكانة المعلم في المجتمع الإماراتي
23 مايو 2011 19:12
في مقال شديد الحساسية فتحت الكاتبة عائشة سلطان عبر زاويتها الأسبوعية «أبجديات» جرحا نازفا في المجتمع، يعاني بسببه الوطن ككل؛ وذلك في حديثها عن احتياجات قطاع المعلمين عبر مقال «في حق المعلم والمعلمة»، وعلاقة ذلك بصميم عملية تطوير التعليم؛ وربط ذلك أساسا بتقديم أعلى مستويات التقدير للمعلم ماديا ومعنويا بالتوازي والتساوي. وقد أثار هذا المقال شجون الكثيرين من المعلمين المغبونين، فشاركونا همومهم بالتعليق على مقال الكاتبة، ليصبح بذلك أكثر المقالات تعليقا خلال الأسبوع الماضي. «قم للمعلم وفّه التبجيلا كاد المعلم أن يكون رسولا»، بيت من الشعر غاب عن أذهان الكثيرين، بعد أن ذهب زمن الرسل والأنبياء، والمعلمين أيضا؛ على هذه النتيجة، اتفق أغلب العاملين في قطاع التعليم ممن شاركوا في التعليقات على مقال الكاتبة عائشة سلطان في زاويتها اليومية «أبجديات» بصحيفة «الاتحاد» في مقالها «في حق المعلم والمعلمة»، حيث ربطت تطوير العملية التعليمية بالتقدير الذي يجب أن يحصل عليه المعلم، كاستحقاق لا يمكن غض الطرف عنه؛ ولم تكتف الكاتبة بإطلاق كلمة التقدير، إنما فسرتها «بإقرار هياكل وظيفية، ومرتبات عالية، وتوصيف وظيفي، وسلم ترقيات وبدلات وإجازات ومواصفات توازي تلك التي يحظى بها الموظفون في مجالات مختلفة لا يبذلون ربع ما يبذله هؤلاء من جهد وتعب، ولا يتوازى دورهم بأهميته وحساسيته وخطورته مع أدوار المعلمين والمعلمات». وأقرت الكاتبة في نهاية زاويتها اليومية، بأن المعايير المتعامل بها مع المعلمين «غير منصفة». وظيفة متعددة المهام كتب متصفح ذيّل مشاركته بـ«الإماراتي» يقول «أولا أشكر الكاتبة على هذا الكلام الصحيح بخصوص المعلمين، وأنا أردت أن أوضح أن للمعلم دوراً كبيراً في المجتمع، فعندما نرى أن المعلم فقد هيبته واحترامه فكيف سيصلح التعليم؛ فالمعلم يقوم بوظائف كثيرة تبدأ بالتحضير المدرسي في المنزل، وعمل استراتيجية وضع الدرس، ثم يبدأ التكليفات الجانبية كالإشراف على الطلاب أمام الحافلات المدرسية لدخولهم وخروجهم؛ وكذلك تنظيم الصف والإشراف على عملية وقوف الطلاب بالطابور المدرسي، واستقبال المدرس لأولياء الأمور للوقوف على مستوى تعليم الأبناء؛ ومراقبة الطلاب أثناء خروجهم ما بين الحصص وبعض الأحيان يتحول المعلم إلى مستشار نفسي وأسري من أجل حل المشكلات التي تقف عائقا أمام كثير من الطلاب، وكذلك متابعة الكتاب المدرسي وتصحيحه وهنالك الكثير من التكليفات». وبعد هذا الاستعراض المطول للمهام التي يقوم بها المعلم يتساءل «الإماراتي» لماذا لا نهتم بتلك الفئة المظلومة؟ أما «معلمة متعبة» التي اختارت لها هذا الاسم، فعرضت الأمر بشكل نظامي لا يخلو من الكوميديا السوداء، فكتبت تحت عنوان «دور المعلم والمعلمة» أن «المهن كلها تتحدث عن نفسها، ولكن أن تكلمنا قليلاً عن «المعلم» فهو: 1 يعلم التلاميذ. 2 يمسك حصص احتياط. 3 يضبط طاولات الصف في الامتحانات. 4 ينزل الطلبة من الحصة إلى الفرصة. 5 يشتغل بياع بالمقصف. 6 يمنع التجول «المناوبة». 7 يذهب بالطلاب إلى الطبيب. 8 يحضر وينظم ورش عمل وندوات ومحاضرات. 9 يعمل مندوبا بين المدرسة والتوجيه والوزارة على حسابه الخاص. 10 محاسب أيام المقصف يجمع ويطرح». ولم تقف الكاتبة عند هذا الحد، بل عرضت قائمة ممنوعات لا يحق للمعلمة أن تأتي بها في المدرسة، ومنها «العلك ممنوع، تمسكين تيلفونك ممنوع، تأكلين لو ككاوة بالحصة عشان الهبوط والسكر والضغط والبنكرياس ممنوع، تضحكين مع البنات ممنوع، تصيحين قدام البنات ممنوع، تتحرطمين ممنوع، تحطين بقلبج ممنوع، الطابور مب ماشي عدل تتمصخرين، الطالبات مشاغبات انتي شخصيتج ضعيفة، الطالبات غبيات انتي مُدرسة ما تفهمين، الطالبات غابو انتي السبب». وغيرها العديد من الممنوعات التي يمكن العودة لها عبر موقعنا الإلكتروني؛ واختتمت «معلمة متعبة» تعليقها بالقول إنها «أتعس وظيفة بأقل راتب بين الوزارات». خجل من المهنة رغم الطريقة الساخرة التي تقطر تعاسة فيما تم تصويره في المشاركة السابقة، إلا أن المرارة كانت أكثر وضوحاً في تعليق «دفا الكون» رداً على مقال الكاتبة عائشة سلطان حيث قالت «بصراحة أنا واحدة من المعلمات اللاتي يستحين من أن يعترفن أنهن معلمات عند ما تُسأل؛ وذلك رغم حبي وانغماسي واجتهادي الذاتي في تخصصي ومهنتي وتجديدي ومرونتي وابتكاري في مجالي رغبة في تقديم الأفضل لطلابي؛ إلا أني أخجل بدون مبالغة في تعريف مهنتي. لأنها لم تعد وظيفة مُقدرة؛ فالمعلم في عيون الآخرين كله عيوب، ولا يمتدح إلا بالمجاملة أمامه». وتؤكد الُمعلقة أهمية بعد التقدير المعنوي، فتقول «المشكلة ليست مادية فقط، ولكنها معنوية أيضا. لولا تمسكي بمهنتي وحلمي الذي طالما حلمت به منذ صغري ونجحت في تحقيقيه، لكنت أول من هجر التعليم. ولكن حبي لتخصصي والفئة التي أتعب لأجلها وألاقي نجاحي في ثمارهم. والأجر الذي أكسبه من رب العالمين. لما جلست في هذا العمل الشاق ذي المردود والتقدير الضعيف. والسموحة. ولكن هذا واقعي أنا وواقع كل معلم». وتتساءل المتصفحة «وردة»، التي قدمت مشاركتها تحت عنوان «المعلم المظلوم»، قائلة «منذ سنوات ونحن نسمع عن مكانتنا في المجتمع والوضع السيئ الذي يعانيه المعلم المواطن، ولكن ما من مجيب! أين المسؤولون من همومنا ومعاناتنا؟ حتى الكادر يأخذونه عنا في الإجازات! ونصف الراتب يذهب على أغراض المدرسة وتطوير الحصة. والله المستعان ولا حول ولا قوة إلا بالله». وتحت عنوان «تعبنا» كتبت «معلمة» في مشاركتها «جزاك الله خيراً على هذا المقال الذي أتمنى من قلبي أن يغير شيئا، بالفعل تعبنا مخلين عيالنا وبيوتنا ليل ونهار «نكرف» للمدرسة، وفي النهاية راتب طالب خرج من سابع وراح الجيش أعلى منا، يعني شهادة الجامعة ليس لها اعتبار؛ وبالفعل هذه الحقيقة أدركها إخواننا المعلمون الذكور. أعرف واحد اشتغل معلم 15 سنة واستقال، وراح الجيش راتبه أعلى بثلاث مرات؛ ونحن ما نسمع إلا وعود من الوزير وقت الاستقالات عن كادر جديد، يعني الحين المناهج إللي تتغير كل سنة، والفلوس التي تصرف، مب أولى بها المعلم، إنه الأساس.. الله يكتبلي الاستقالة عن قريب يا رب». البديل الإلكتروني بالرغم من أهمية المهنة، هناك من لا يجد لها أي مبرر، وتحت عنوان «انتهت وظيفة المعلم» كتبت معلقة وقعت مشاركتها بـ«معلمة من 20 سنة» تقول «وظيفة المعلم انتهت بوجود التقنيات الحديثة من فضائيات وإنترنت، وتواصل اجتماعي، خلاص خلوا الطلاب يدرسون عن طريق تلك الوسائل التقنية ويجتمعون من وقت لآخر في الشهر مرة مثلاً عند خبير في إحدى المواد، وآخر العام يقدمون مشروعا للتخرج من المادة، وأخذ شهادة تثبت حصوله على العلم في التخصص المطلوب». وسادت النظرة السوداوية على تعليقات المشاركين من زوار الموقع حول مقال الكاتبة عائشة سلطان، وغابت وجهات النظر المغايرة لما طرحته الكاتبة، وهو ما يستلزم التنويه له، فالقضية لا تتعلق بالمعلم وحده، وإنما بكل الإنتاج التعليمي الذي يقوم على هذا المعلم؛ وعلى شكل المستقبل الذي نتوقعه للبلد. ويمكن الاطلاع على مزيد من المشاركات أو إضافة مشاركاتكم حول الموضوع نفسه عبر موقعنا الإلكتروني على الرابط التالي: http://www.alittihad.ae/columnsdetails.php?category=1&column=14&id=45988&y=2011
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©