الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

«المساعدة الدولية»... في مرمى «طالبان»

«المساعدة الدولية»... في مرمى «طالبان»
8 أغسطس 2010 21:52
جاء قتل 10 أشخاص يعملون لحساب فريق طبي في إحدى المناطق النائية في شمال أفغانستان تعبيراً عن التكتيك الجديد الذي تحدث عنه متمردو "طالبان": استهداف المدنيين الغربيين، وبخاصة غير المسلمين، باعتبارهم "غزاة أجانب". فقد تبنت "طالبان" المسؤولية عن هذه العملية التي تعد إحدى أكثر الهجمات دموية حتى الآن على عمال مساعدات في أفغانستان، قائلة إن عمال المنظمة الخيرية المسيحية كانوا يقومون بأنشطة تبشيرية تستهدف القرويين الفقراء -وهذه التهمة تنفيها "بعثة المساعدة الدولية" التي أرسلت الفريق. وقد تم اكتشاف جثث ستة أميركيين وبريطانية وألمانية ومترجمين أفغانيين يوم الجمعة في جزء تغطيه الغابات من إقليم بدخشان في شمال أفغانستان النائي -الذي كان يعتبر حتى عهد قريب منطقة تنعم بسلام نسبي ومعروفة بالخصوص بين هواة الأسفار والمغامرات. ولم ينجُ سوى شخص واحد من المجموعة، وهو مترجم محلي، أحجم المهاجمون عن قتله بعد أن عمد إلى تلاوة آيات من القرآن الكريم، حسبما نقلت وكالة "أسوشييتد برس" للأنباء. وقد أسفر هذا الهجوم عن أكبر عدد من القتلى في صفوف المدنيين الأميركيين في أفغانستان منذ ديسمبر الماضي، عندما قام انتحاري بقتل سبعة أفراد من فريق تابع لوكالة الاستخبارات المركزية الأميركية "سي. آي. إيه". كما يشير إلى إمكانية التطبيق العملي لنية متمردي "طالبان" المعلَنة في استهداف عمال المساعدات الأجانب غير المسلمين. وحسب جرد لعمال المساعدات الذين قُتلوا في 2008 فقد "سُجل ارتفاع في الهجمات ذات الدوافع السياسية" ضد عمال المساعدات، ذلك أن "العديد من المجموعات المتمردة لم تعد تنظر إلى عمال المنظمات الإنسانية على أنهم محايدون أو مستقلون". يذكر هنا أنه بعد مقتل أربعة عمال مساعدات في 2008، أصدرت "طالبان" بياناً تزعم فيه أن منظمتهم تعمل لحساب "قوات الغزو الأجنبي". وقد عاصرت "بعثةُ المساعدة الدولية" في أفغانستان الملوكَ وزعماء الحرب و"طالبان" منذ أن بدأت نشاطها هناك في 1966، مما يجعلها أقدم منظمة غير حكومية تعمل في البلاد. وتعليقاً على مقتل أفراد فريقها الطبي، كتبت المنظمة على موقعها الإلكتروني تقول: "إن هذه المأساة تؤثر سلباً على قدرتنا على الاستمرار في خدمة الشعب الأفغاني مثلما كانت تفعل منظمتنا منذ 1966"، مضيفة "ولكننا نأمل ألا توقف عملنا الذي يستفيد منه أكثر من ربع مليون أفغاني كل عام". والجدير بالذكر أن الفريق الطبي كان يضم طبيب العيون الأميركي "توم ليتل" الذي اعتُقل وطُرد من أفغانستان من قبل "طالبان" في 2001 بسبب نشاطه التبشيري المفترض؛ ولكنه عاد إلى أفغانستان بعد الغزو الأميركي في أعقاب هجمات الحادي عشر من سبتمبر الإرهابية. ويوم الجمعة، كان "ليتل" من بين القتلى في منطقة "كران مونجان" من إقليم بدخشان حيث وقعت عمليات القتل. يذكر أن عدد عمال المساعدات الذين قُتلوا عبر العالم قفز من 29 في 1999 إلى رقم قياسي هو 122 في 2008. وفي أفغانستان وحدها، قُتل 33 شخصاً في 2008. وقد قُتل خلال الشهر الماضي فقط أربعة أشخاص يعملون مع شركة التنمية "داي" التي يوجد مقرها في الولايات المتحدة بعد أن أغار مسلحون على مكاتبهم في إقليم قندز . وكان الفريق الطبي الذي تعرض للهجوم عائداً إلى كابول بعد جولة دامت 15 يوماً قام خلالها بتقديم فحوص وعلاجات طبية للقرويين في وادي بارون. وحسب معلومات نشرتها قبل الرحلة الطبيبة ضمن الأطباء القتلى، "كارن وو" من بريطانيا، فـإن جزءاً من الرحلة الشاقة شمل السفر على الخيول عبر قمم جبلية شاهقـة يبلـغ ارتفاعهـا 4800 متر. وفي هذا الإطار، كتبت الطبيبة "وو" على موقع إلكتروني تقول: "إن الرحلة ستتطلب الكثير من الجهد الجسمي والذهني ولن تكون بدون أخطار، ولكنني في الأخير أعتقد أن تقديم العلاج الطبي أمر ذو أهمية قصوى ويستحق الجهد من أجل مساعدة الناس الذين هم في حاجة إلى المساعدة". وقد تبنى المتحدث باسم "طالبان" ذبيح الله مجاهد المسؤولية عن الهجوم في مكالمات مع صحفيين غربيين. ونُقل عنه قوله: "إن إحدى دورياتنا واجهت مجموعة من الأجانب... وقد كانوا مبشرين مسيحيين فقمنا بقتلهم جميعاً". ومن المعروف عن "طالبان" تبنيها المسؤولية أحياناً عن هجمات نفذها في الواقع أفراد عصابات وأمراء حرب مستقلون. ولكن صحيفة "لوس أنجلوس تايمز" الأميركية نقلت عن الجنرال "آغا نور كمتوز"، قائد الشرطة في بدخشان، قوله إن تلك المنطقة أصبحت خطيرة في الشهر الماضي، حيث اندلعت معارك عنيفة بين "طالبان" وقوات الأمن الأفغانية المدعومة من قبل القوات الدولية. باتريك جونسون كاتب ومحلل سياسي أميركي ينشر بترتيب خاص مع خدمة «كريستيان ساينس مونيتور»
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©