الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

العاصمة الجزائرية تودّع وردة بجنازة رسمية وشعبية مهيبة

العاصمة الجزائرية تودّع وردة بجنازة رسمية وشعبية مهيبة
20 مايو 2012
ودّعت الجماهير العربية ظهر أمس السبت النجمة الكبيرة وردة الجزائرية، حيث تم دفن جثمانها بمقبرة “العالية”، التي تعد أهم مقبرة في الجزائر ومدفون فيها زعماء ورؤساء الجزائر الراحلون، بالإضافة إلى أشهر الشخصيات من مختلف المجالات بعد أن تم نقل الجثمان من القاهرة، حيث منزلها إلي مسقط رأسها الجزائر علي متن طائرة عسكرية أرسلها الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة. كانت وردة قد رحلت عن الدنيا مساء الخميس الماضي أثر أزمة قلبية في منزلها وفور انتشار خبر الوفاة سيطرت حالة من الحزن والأسى على منزل المطربة الجزائرية بحي المنيل المطل على نيل القاهرة، حيث توافد عدد كبير من أبناء الجالية الجزائرية على منزل الراحلة لإلقاء نظرة الوداع على جثمانها قبل نقله إلى الجزائر وكان أول الموجودين في منزلها سفير الجزائر بالقاهرة، نذير العرباوي وذلك لتسهيل الإجراءات الرسمية لنقل جثمان الراحلة، حيث سخر كافة صلاحيات السفارة لتسهيل إجراءات نقل الجثمان، بعد أن أبلغته الخارجية الجزائرية بقرار الرئيس الجزائري بوتفليقة بإرسال طائرة إلى القاهرة لنقل الجثمان على الفور إلى الجزائر ورفضت وداد ابنة الراحلة وردة دخول أي وسيلة إعلامية إلى منزل الراحلة، نظراً لعدم وجود شقيقها ونجل الراحلة وردة “رياض”، الذي كان موجوداً بالجزائر لحظة وفاة والدته. صدمة أهل الفن بعد ذلك توافد عدد من كبار الفنانين والمطربين المصريين على منزل الراحلة المطربة وردة الجزائرية بالمنيل، حيث سارعت الفنانة شيرين وزوجها محمد مصطفى والمطربة أنغام لتقديم واجب العزاء، بالإضافة إلى الفنان إيمان البحر درويش نقيب الموسيقيين والمخرجة ساندرا نشأت والموسيقار صلاح الشرنوبي، الذي وصل إلى منزلها في حالة انهيار نتيجة الصدمة والفنان الكبير محمود ياسين الذي قال إنه منذ أن سمع خبر وفاة وردة شعر و”كأن جبل المقطم سقط، حيث كان يعتبرها رمزاً ليس جزائرياً فقط بل مصرياً، حيث ارتبط المصريون بها لذا كان وداعها المفاجئ صدمة وفجيعة، ولكن لا نملك الآن سوى الدعاء لها بالرحمة”.. أما صديقتها المقربة نبيلة عبيد فقد انهارت من البكاء، وقالت إن أغاني وردة كانت دوماً رفيقاً لها سواء في أوقات الفرح أو الحزن، وإنها كانت تعتز بها بشكل كبير، لكن وإن كانت وردة ماتت فإن أغانيها ستجعلها دوماً حية وموجودة بيننا. وظل عدد من النجوم في منزل الراحلة حتي الساعات الأولى من صباح الجمعة.. الساعات الأخيرة وكانت الساعات الأخيرة من حياة المطربة الكبيرة وردة، قد شهدت إصابتها بحالة من الدوار وعدم الاتزان وهبوط حاد في الدورة الدموية، فاتجهت إلي غرفتها للنوم كعادتها ظهر كل يوم عقب تناولها طعام الغداء وخلال تلك الفترة اتصل بها الإعلامي الكبير وجدي الحكيم فأبلغته سكرتيرتها “نجاة” بأنها نائمة، ويقول الإعلامي وجدي الحكيم إن “نجاة” كانت قد لاحظت علي وردة تعرضها للتعب والإرهاق، خاصة أنها لم تستيقظ في موعدها المعتاد فقامت باستدعاء طبيبها د. طارق فياض ليكتشف وفاتها في السادسة مساء بأزمة قلبية حادة. وكانت وردة قد عادت إلي مصـر منذ عدة أيام بعد أن أجرت في باريس مجموعة من الفحوص الطبية التي اعتادت عليها عقب نجاح عملية زراعة الكبد التي أجريت لها خلال الســنوات الماضية، علاوة على قيامها بتركيب جهـاز جديد لتنظــيم ضربات القلب. وفي طريق عودتها إلي القاهرة قامت بزيارة أسرتها في الجزائر، حيث أمضت عدة أيام مع أفرادها، وأصرت علي أن توجد بمصر قبل الانتخابات الرئاسية، لتشارك فيها كمواطنة مصرية، حيث كانت قد حصلت علي الجنسية المصرية عقب زواجها من الموسيقار الراحل بليغ حمدي واختارت منطقة المنيل لتعيش فيها بعد انفصالها عنه. الجثمان من مصر إلى الجزائر وفور الانتهاء من تجهيز الفقيدة والإجراءات الرسمية لنقل الجثمان تم تشييع الجثمان عقب صلاة الجمعة من مسجد صلاح الدين بالمنيل، حيث تم نقل الجثمان ملفوفاً بعلمي مصر والجزائر وتقدم تشييع الجثمان السفير نذير العرباوي وأعضاء السفارة الجزائرية بالقاهرة ونقيب الموسيقيين إيمان البحر درويش وممدوح الليثي رئيس اتحاد النقابات الفنية وأشرف عبدالغفور نقيب الممثلين والمطرب هاني شاكر والموسيقار محمد سلطان والمنتج محسن جابر والإعلامي وجدي الحكيم والموسيقار هاني مهني والفنان سامح الصريطي والنجمة لبلبة والموسيقار صلاح الشرنوبي والنجم كمال أبو رية، ومجموعة كبيرة من عشاق فنها ومحبيها من الجماهير وكبار المطربين والفنانين والإعلاميين، حيث رافقوها إلي مطار القاهرة وقد قامت سلطات مطار القاهرة الدولي بإنهاء إجراءات شحن الجثمان بكل سهولة وسرعة على الطائرة الخاصة، حيث سمحت سلطات الأمن بالمطار بدخول الجثمان الذي نقل من مقر إقامتها بالمنيل إلى المطار من باب قرية البضائع بالمطار، وكان يرافقه الملحن صلاح الشرنوبي والإذاعي وجدي الحكيم ودينا، وتم إنزال الجثمان ملفوفا بعلمي مصر والجزائر من السيارة التي نقلته ليتم شحنه على الطائرة الجزائرية الخاصة، والتي أقلعت به لدفنه فى الجزائر، حيث رافق الجثمان أثناء السفر من القاهرة إلى الجزائر نذير العرباوي سفير الجزائر بالقاهرة ويرافقه اثنان من أعضاء السفارة. وقد وصلت الطائرة للعاصمة الجزائرية في الثامنة مساء الجمعة وتم نقل الجثمان الي منزل الأسرة، وفي العاشرة من صباح أمس السبت تم وضع جثمان الفنانة الراحلة بقصر ثقافة “مفدى زكريا” بالعاصمة لإلقاء نظرة الوداع من قبل جميع أفراد الشعب قبل تشييعها إلى مثواها الأخير بمقبرة “العالية”، التي تعد أهم مقبرة فى الجزائر ومدفون فيها زعماء ورؤساء الجزائر الراحلون، بالإضافة إلى أشهر الشخصيات من مختلف المجالات وقد أقيمت لها جنازة رسمية وشعبية، شارك فيها عدد من كبار المسؤولين في الدولة والفنانين والأدباء الجزائريين، بالإضافة إلى مختلف فئات الشعب. رغبة ابنها رياض خلال تجهيز جثمان الفقيدة بالقاهرة تردد بقوة أن خلافا نشب بين رياض نجل الفنانة الراحلة وردة الجزائرية والسلطات في الجزائر حول دفن وردة، ووفق معلوماتنا فإن رياض أراد دفن والدته في العاصمة المصرية القاهرة، حيث عاشت معظم سنوات حياتها وتوفيت إلا أن السلطات الجزائرية أصرت على دفن الفنانة في تراب وطنها الأم الذي أحبته وغنّت له وافتخرت به. ونتيجة الإصرار الرسمي في الجزائر، وافق رياض على نقل جثمان والدته إلى البلاد، حيث أقيمت أمس جنازة مهيبة لابنة الجزائر والتي رفعت اسم بلادها عالياً في الوطن العربي والعالم.
المصدر: القاهرة
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©