الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

الجيش السوداني يسيطر على أبيي والجنوب يحذر من حرب

23 مايو 2011 00:21
فر أمس الآلاف من أبناء منطقة ابيي المتنازع عليها على الحدود بين شمال وجنوب السودان، بعد أن سيطرت القوات الشمالية على كبرى مدنها مساء أمس الأول. وطالبت حكومة جنوب السودان أمس الجيش السوداني بإنهاء “الاحتلال غير المشروع” لمنطقة ابيي المتنازع عليها على الحدود بين الشمال والجنوب، وحذرت من أن معارك الأيام الأخيرة قد تغرق البلاد مجددا في الحرب الأهلية. وقال برنابا ماريال بنجامين وزير الإعلام في منطقة جنوب السودان التي تتمتع بحكم ذاتي والتي ستصبح دولة مستقلة في يوليو “إنه اجتياح غير مشروع ينتهك كل اتفاقيات السلام ويعرض للخطر حياة آلاف المدنيين”. وأضاف غداة سيطرة الجيش السوداني (الشمالي) على ابيي “انهم (الشماليون) يسعون وراء الانشقاق ، لكن لا يمكن أن نقبل بأن يدفعوا الشعب السوداني إلى المواجهة”. وقال إن جنوب السودان يبقى رغم كل شيء ملتزما باحترام اتفاق السلام الذي وضع حدا للحرب الأهلية في 2005. و قال أمين حسن عمر للصحفيين عقب مباحثات عقدتها الحكومة السودانية مع أعضاء مجلس الأمن الدولي بالخرطوم “حتى نتوصل لترتيبات أمنيـة جديدة سيظل الجيش حـارساً للمنطقـة حتى يضمـن عدم دخول قوات الجيش الشعبي لها مرة أخرى”. وأضاف “نحن مستعدون للتفاوض وملتزمون باتفاق السلام الشامل (2005) واتفـاق كادوقلي” الموقع في فبراير 2011 بين الجـانبين بشـأن منطقة أبيي. واعتبر الوزير السوداني أن “واجب الجيش طرد هذه القوة خارج حدود ابيي وأن يتعامل معها كقوة غير شرعية وليس غرض القوات المسلحة فرض واقع جديد”. وأكد أن الجيش السوداني “الآن شمال النهر ولكن هناك قوة من الحركة (الشعبية) تحاول أن يكون لها وجود في ابيي وهذا غير مقبول نهائيا وفقا لمرجعيات اتفاق السلام الشامل وبروتوكول ابيي والدستور” السوداني. واستبعد مصطفى عثمان اسماعيل مستشار الرئيس السودانى إمكانية تجدد الحرب بين الشمال والجنوب على منطقة أبيي المتنازع عليها والتي تشهد اشتباكات عنيفة بين حكومة الخرطوم والحركة الشعبية منذ أيام. واستبعد اسماعيل، في مؤتمر صحفي عقب لقائه مع عمرو موسى الأمين العام لجامعة الدول العربية مساء أمس الأول ، تماما أن تعود الأمور مرة أخرى لمربع الحرب، لافتا إلى وجود تجاوزات من قبل الحركة الشعبية سيتم حسمها ومعالجتها. وشدد على أنه ليس من مصلحة الشمال ولا الجنوب العودة للحرب مرة أخرى وأن هناك عقلاء في الطرفين يعلمون ذلك لأن الحرب إذا عادت ستكون أسوأ مما كانت عليه في السابق. وحول خطوات الخرطوم لتفادى عودة الحرب ، قال مستشار الرئيس أن هناك مباحثات تجرى الآن في اديس ابابا لوفدين من الحركة الشعبية والمؤتمر الوطني هدفها التوصل لاتفاق يرضى طرفي أبيي وهما المكونات الأهلية قبيلتى “دينكا نقوق” و”المسيرية”. وقال “نحن نقول إن أبيي يجب أن تكون لسكان ابيي ثم بعد ذلك هم يقرروا إذا أرادوا الانضمام للشمال أو الجنوب، ولكن الحركة الشعبية تريد أن تكون أبيي لجزء من سكان ابيي وهى الدينكا فقط”. وأكد أن هذا الطرح الذى تطرحه الحركة الشعبية يعنى حربا أهلية بين مكونات ابيي وهذا الذي حذر منه الرئيس ألسوداني البشير قائلا “إنه إذا أرادت الحركة الشعبية أن تعالجه من طرف واحد فهذا ينذر بحرب أهلية ويجب أن نحذر منه”. وقال اسماعيل إنه قدم دعوة لموسى لزيارة السودان حتى يتسنى لها تكريمه على ما قام به من جهد دفاعا عن قضايا السودان، مشيرا إلى أنه تقدم للأمين العام باسم السودان بالشكر والتقدير لمواقفة القوية مع بلاده خلال فترة توليه الأمانة العامة للجامعة. وحول إمكانية تكرار الثورات العربية في السودان، قال اسماعيل “نحن لا نعتبر أي مجتمع عربي محصن عما يجرى في العالم العربي من ثورات ويجب على الجميع أن يتعظ من غيره، ولكننا في السودان أخذنا على عاتقنا مسيرة الإصلاح فاعتمدنا النظام ألتعددي منذ عام 1998 وعادت قوى المعارضة كلها إلى داخل السودان وأسست أحزابا وبدأت نشاطات”. وكان الجيش السوداني فرض مساء أمس الأول بعد معارك عنيفة سيطرته على مدينة ابيي التي تشهد تصعيدا لأعمال العنف منذ استفتاء يناير الذي اختار فيه غالبية سكان الجنوب الانفصال عن الشمال تمهيدا لإعلان دولة مستقلة في 9 يوليو. وقد أكدت مصادر عسكرية شمالية أمس الأول أن "القوات المسلحة السودانية وصلت عند المغرب إلى مدينة ابيي وأحكمت سيطرتها عليها وطردت قوات العدو إلى جنوبها". وقال فيليب اقوير المتحدث باسم الجيش الشعبي الجنوبي إن معارك ضارية دارت في المنطقة. وأضاف أن السكان "فروا من المنطقة بسبب القصف العشوائي من الجو ومن الدبابات على الأرض". وأعلنت منظمة أطباء بلا حدود، التي تدير عيادات في ابيي واجوك التي تبعد عنها 40 كلم جنوبا، إن "كل سكان مدينة ابيي قد فروا منها". وقد اضطرت منظمة أطباء بلا حدود إلى وقف عملها في ابيي فيما استقبلت عيادتها في اجوك 42 جريحا مساء السبت. وأضافت المنظمة في بيان أن "فرق أطباء بلا حدود في اجوك تتهيأ لاستقبال عدد أكبر من الجرحى". وقال المتحدث باسم الجيش الشعبي الجنوبي إن القوات المسلحة السودانية "دخلت إلى ابيي بفرقة كاملة في حين لم تكن لدينا قوات قتالية منتشرة فيها". وأكد المتحدث الجنوبي إن قوات الجيش الشعبي كانت قد انسحبت كلها إلى الجنوب تنفيذا لاتفاق ابرم برعاية الأمم المتحدة في 9 مايو وينص كذلك على انسحاب القوات الشمالية أيضا من المنطقة. وقال "لا نعرف أين هم الآن بالتحديد. هناك من اختفوا فقد تعرضوا لهجمات عنيفة".وأكد أنه لا توجد حتى الآن خطة لشن هجوم مضاد. وقال "نحن لا نستطيع كجيش شعبي إعلان الحرب على جيش نظامي. وننتظر ما ستقرره حكومة جنوب السودان في المرحلة القادمة". وكان القتال اندلع في منطقة ابيي الغنية بالنفط والمتنازع عليها بين شمال السودان وجنوبه مساء الخميس عندما تعرضت قوة تابعة للجيش السوداني لكمين اتهمت الخرطوم الجيش الشعبي لتحرير السودان وهو جيش جنوب السودان بتدبيره. ونفى الجيش الشعبي لتحرير السودان في حينه أن يكون وراء هذا الهجوم واتهم القوات الحكومية السودانية بانها "هي التي أطلقت النار اولا". وكانت بعثة الأمم المتحدة في السودان دعت في وقت سابق من السبت في بيان إلى "وقف فوري لإطلاق النار" في منطقة ابيي، والى إنهاء الأعمال العدائية بين الطرفين. ودعا البيان "جميع الأطراف إلى الحوار للوصول الى تسوية سياسية". وكان من المقرر إجراء استفتاء في منطقة ابيي، التي يتنازعها الشمال والجنوب ، في يناير بالتزامن مع الاستفتاء على حق تقرير المصير في جنوب السودان ، وذلك لتمكين سكان هذه المنطقة من الاختيار بين الانضمام إلى الشمال أو إلى جنوب، إلا أن هذا الاستفتاء أرجئ إلى أجل غير مسمى، خاصة بسبب خلاف حول حق أفراد قبيلة المسيرية، البدوية العربية، في التصويت فيه. وحتى الآن وبعد أربعة أشهر من الاستفتاء لم تحقق المفاوضات بين الشمال والجنوب بشأن مستقبل هذه المنطقة أي تقدم. ويتبادل المعسكران الاتهام بإرسال عدد أكبر من الجنود "غير النظاميين" ما يشكل انتهاكا للهدنة الموقعة في يناير ، فيما تزايدت الحوادث المسلحة في المنطقة وخاصة في الأيام الأخيرة مع مواجهات مباشرة بين الجيش السوداني والجيش الشعبي. واشنطن وباريس ولندن تدين الهجوم عواصم (وكالات)-أدانت الولايات المتحدة أمس الهجوم الذي شنه الجيش السوداني على منطقة أبيي وسيطرته على المدينة. ودعا بيان صادر من البيت الأبيض القوات المسلحة السودانية إلى أن «توقف فورا جميع العمليات الهجومية في منطقة أبيي وتسحب قواتها». وحذر البيان من أن «عدم القيام بذلك قد يؤخر عملية تطبيع العلاقات بين السودان والولايات المتحدة ويثبط قدرة المجتمع الدولي على المضي قدما بشأن القضايا الحاسمة بالنسبة لمستقبل السودان». وقال بيان السكرتير الصحفي بالبيت الأبيض إن واشنطن «تدين العمليات الهجومية التي تقوم بها القوات المسلحة السودانية في منطقة أبيي وحولها والمرسوم الرئاسي اليوم بحل مجلس منطقة أبيي». وأوضح البيان أن الولايات المتحدة تأسف «للهجوم الذي شنته القوات الجنوبية في 19 مايو على قافلة تابعة للأمم المتحدة» إلا أنها اعتبرت أن رد الحكومة السودانية «غير متناسب وغير مسؤول» ويعد «انتهاكا صارخا» لاتفاق السلام الشامل في السودان. من جانبها، دانت فرنسا في بيان لوزارة الخارجية أمس سيطرة الجيش السوداني على مدينة ابيي. وأضافت الوزارة في البيان «أن هذه الإجراءات الأحادية تشكل انتهاكا خطيرا لاتفاق السلام الشامل المبرم في 2005 واتفاق كادوقلي الموقع في يناير الماضي» بين القبيلتين المتخاصمتين في منطقة ابيي. من ناحيتها دانت بريطانيا أمس هجوم الجيش السوداني على مدينة ابيي معتبرة أنه “انتهاك سافر” لاتفاق السلام المبرم في 2005. وقال وزير الخارجية وليام هيج في بيان “أدين العمليات العسكرية الأخيرة في ابيي وفي محيطها، وخصوصاً هجوم القوات السودانية المسلحة على مدينة ابيي في 21 مايو”. وأضاف أنه “انتهاك سافر لاتفاق السلام” المبرم في 2005 والذي وضع حدا للحرب الأهلية في السودان، داعياً “كل الأطراف إلى وقف الأعمال الحربية” و”القوات التي غير المصرح لها إلى الانسحاب من منطقة ابيي عملاً بالاتفاقيات المبرمة سابقاً”. وفد مجلس الأمن يبحث في الخرطوم أحداث أبيي الخرطوم (وكالات) - وصل وفد مجلس الأمن الدولي أمس الخرطوم لمناقشة أحداث منطقة “ أبيي” واتفاقية السلام الشامل بين الحكم المؤتمر الوطني في الشمال والحركة الشعبية في الجنوب إضافة إلى القضايا العالقة بينهما. وقال خالد موسى المتحدث الرسمي باسم الخارجية السودانية في تصريحات أمس في الخرطوم، إن المباحثات ستتناول علاقة السودان بالمنظمة الدولية إضافة إلى مشكلة أبيي واتفاقية السلام، مشيرا إلى أن الوفد سيلتقي علي عثمان محمد طه نائب الرئيس السوداني لبحث القضايا العالقة ذات الاهتمام المشترك. وكان وفد من مجلس الأمن الدولي قد أجرى في وقت سابق أمس الأول محادثات في اديس ابابا في إطار جولة إقليمية حول “تحديات السلام والأمن” في شرق افريقيا تتركز خصوصا على التوترات الحالية في اقليم ابيي . وهذه الزيارة التي يقوم بها سفراء الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن برئاسة السفــير الفرنسـي ستستمر خمسة أيام وستشمل أيضا كينيا. وفي العاصمة الاثيوبية التقى الوفد صباح السبت رئيس الوزراء ميليس زيناوي ، قبل ان يلتقي مسؤولي الاتحاد الافريقي الذي يتخذ من اديس ابابا مقرا له. ومن المقرر أن يبحث اعضاء مجلس الامن مع نظرائهم في مجلس السلم والأمن في الاتحاد الافريقي في الازمات العديدة التي تعصف بالقارة السمراء وفي طليعتها الصومال والسودان وليبيا وساحل العاج. وسيبحـث أعضـاء مجلـس الأمن ايضا في سبل “تعزيز التعاون” بين المجلسين، علما بأن هذا الاجتماع سيكون الخامس من نوعـه بين الطرفين.
المصدر: الخرطوم، جوبا
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©