الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

«مايكل أرنولد» يرى الحياة كماء ينساب من الظلمة!

«مايكل أرنولد» يرى الحياة كماء ينساب من الظلمة!
8 أكتوبر 2016 22:15
نوف الموسى (دبي) تعد زيارة استديو الفنان مايكل أرنولد في حي الفهيدي التاريخي، بمثابة خوض في عالم نشوء الحالة الإبداعية، فالتكشف الميداني في الرحلات الصحافية للفنانين أحد أهم فضاءات القراءة المعرفية، للوصول إلى أشكال الحالات الإنسانية المتعددة، وطرق نمو المشهد الثقافي محلياً. ويَعتبر أرنولد مشاركته في النمو الفني المتصاعد في مدينة دبي أمراً رائعاً يعيشه بانسجام غير متناهٍ، بعد سنوات عديدة قضاها في العمل بمجال الهندسة المعمارية، ورغم حبه لكل لحظة قضاها في عمله، فإن انشغالاته المهنية أبعدته عن فرشاة الرسم، ما جعله يختار الارتحال إلى الاستديو الفني، وعيش سحر لحظات التعلم يومياً عبر المداهمة الحاصلة بين اللون واللوحة. كل شيء في استديو الفنان يعكس أثر الهندسة والعمارة في بناء تكوين اللوحة، أما الرؤية المستمرة للأعمال المعروضة فمن شأنها أن تقود المشاهد إلى ما يستوقفه بعيداً عن المعتاد، أو ما تستثيره ملاحظة عابرة، هي هنا مقولة فاتنة للشاعر جلال الدين الرومي، قام الفنان بكتابتها على جدار الاستديو باللون الأزرق، وتموضعت أعلى لوحة فنية مسكونة بتفاصيل الحواس، بينما تجلت كلمات الرومي التي تضمنت الحالة البصرية ككل، وباللغة الإنجليزية: «Life’s water flows from darkness. Search the darkness don’t run from it». هل الحياة بالنسبة للفنان مايكل أرنولد، إذن، فن يتولَّد من الظلمة، والحل يكمن في البحث عنها لا الهروب منها، تيمناً بأطروحة الرومي؟ الحوار مع الفنان عن الشاعر وأسباب الاحتفاء بوجدانياته الإنسانية، ساهم في اكتشافنا إحدى لوحات الفنان التي فسرت رؤيته للحياة، وخلال شرحه لذلك، تراجع الفنان خطوتين إلى الخلف، وجعلني أتقدم بشكل متوازٍ أمام اللوحة التي رُسمت فيها عينان بأبعاد مختلفة، مؤججتان بالخطوط التي تلعب دورها بدقة مذهلة، وذلك بإعطائهما الصفة والمعنى كالخير والشر أو الخوف والحب أو القيود والنشوة أو الحكمة والسطحية وغيرها، ويمكن الجزم أن الخطوط هنا تجسد أيضاً، مفاهيم الزمن أو العمر أو القدر أو الطريق أو الوجهة أو الأفكار أو الطاقة الكامنة للكائن الحيّ، أو مسارات الروح. طلب مني الفنان مايكل، كي أكتشف اللوحة أكثر أن أضع يدي على العين اليمنى في اللوحة، لأرى بارقة الخوف في العين اليسرى في اللوحة نفسها، ومن ثم طلب مني فعل العكس لأتأمل تفاصيل العين اليمنى، ليقول بعدها: «في الحقيقة رسمت هذه اللوحة لأهديها لابني، وأجعله يستشعر الجمال من التوازن في الذات البشرية، وعبر ملامح الأعين التي تعكس الداخل». بشكل مذهل، وبمجرد النظر إلى الأسفل، يجد المشاهد أن الأنف، المتشكل أسفل كل عين في اللوحة، كأنه القلب المتوحد.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©