السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الانقلابيون وإيران يهددون الملاحة العالمية

الانقلابيون وإيران يهددون الملاحة العالمية
8 أكتوبر 2016 22:05
حسن أنور (أبوظبي) حادث خطير تلك الذي تعرضت له السفينة المدنية التابعة لشركة الجرافات البحرية الإماراتية «سويفت»، والتي كانت تقوم بمهام إغاثية اعتيادية، خلال توجهها إلى مدينة عدن لتباشر أعمالها الإنسانية المحضة لنقل المساعدات الطبية والإغاثية للأشقاء في اليمن، ولتقوم بإخلاء الجرحى والمصابين وأصحاب الحالات الحرجة من المدنيين لاستكمال علاجهم خارج اليمن. هذا الهجوم يعد مؤشراً خطيراً لما يمكن أن تتعرض له السفن المدنية والتجارية من تهديدات على يد عصابات الانقلابيين من جماعة الحوثي وصالح، وبدعم كامل من إيران في واحد من أهم الممرات الملاحية الدولية. ولقد حرص الانقلابيون أن ينشروا عبر المواقع اليمنية صوراً تشير إلى إطلاق صاروخ باستخدام الرادار من على منصة في ساحل البحر الأحمر، ووفق خبراء فإن هذا الصاروخ هو نفسه صاروخ (نور) الإيراني الذي دخل الخدمة في القوات المسلحة الإيرانية في عام 1991. وفور وقوع الهجوم الإرهابي توالت الإدانات العربية والدولية، وآخرها مجلس الأمن الدولي، والتي حملت جميعها تحذيرات قوية من أي محاولات لزعزعة سلامة الملاحة الدولية في البحر الأحمر وباب المندب. ويحمل هذا الهجوم دلالات مهمة لعل في مقدمتها، رغبة الانقلابيين في إظهار قدرتهم على تحويل الأنظار عن الهزائم المتلاحقة التي يتعرضون لها على كل جبهات القتال مع قوات الشرعية، حتى وإن كان ذلك على حساب إرسال مساعدات للشعب اليمني الذي هو في أشد الحاجة لهذه المساعدات بعد المعاناة التي يتكبدها من جراء الانقلاب الأهوج الذي قام به الحوثيون وصالح على الشرعية، وإدخال البلاد في أتون حرب تدمي اليمنيين، كما أن هذا الهجوم يؤكد للمجتمع الدولي كله أن الحوثيين وحليفهم صالح، وبتوجيه من إيران، لا يريدون السلام، وأن أجندة الصراع العسكري هي الأجندة التي تؤمن بها هذه المليشيات. ولعل من الدلالات الأخرى لهذه العملية الإجرامية، هو أن إيران، وبعد إدراكها صعوبة تحقيق الانقلابيين لطموحاتها بالسيطرة على مقدرات اليمن وتمثيل التهديد المناسب لدول المنطقة، تحاول توجيه الأنظار إلى أن بمقدورها وعن طريق تسليح أذرعها في اليمن، تهديد الأمن والسلم في أهم الممرات المائية بالعالم في محاولة ابتزاز واضحة من أجل إجبار القوى الكبرى على الخضوع لرغباتها المجنونة حيال دول المنطقة، متسلحة في ذلك بالاتفاق النووي الذي توصلت إليه مع الدول الكبرى، غير أن هذه الأهداف تواجهها حقائق ثابتة، وهي أن تهديد الملاحة الدولية عبر مضيق باب المندب لا يمكن السماح به خليجياً أو عربياً أو دولياً، لما له من أثر كبير على التجارة العالمية من حيث ارتفاع قيمة التأمين على البواخر التي تمر عبر مضيق باب المندب، ومنها تلك التي تحمل الغذاء والدواء ومشتقات النفط، كما أن هذا التصعيد العسكري بتهديد الملاحة الدولية قد يدفع مؤسسات التصدير الدولية إلى تصنيف هذه المنطقة كمنطقة خطر، وهذا يضاعف أيضاً من تكلفة النقل البحري عبر باب المندب ولقد صدرت بعض الأصوات من داخل صفوف الانقلابيين أنفسهم تحذر من عواقب مثل هذه العملية الحمقاء التي استهدفت فقط تحقيق طموح إيران في إثبات قدرتها على تهديد الملاحة الدولية في هذا الممر الاستراتيجي دون النظر إلى الشعب اليمني أو احتياجاته في العيش بسلام وأمان، وإنهاء معاناته الإنسانية. وأكدت هذه الشخصيات حقائق مهمة، منها أن الانقلابيين أنفسهم سيكونون أكثر المتضررين من تهديد الملاحة الدولية عبر مضيق باب المندب، فالأثر سيكون ضخماً على المواطن اليمني قبل غيره، حيث سيؤدي مثل هذا التصعيد العسكري إلى ارتفاع قيمة التأمين على البواخر التي تمر عبر مضيق باب المندب، ومنها تلك التي تحمل الغذاء والدواء ومشتقات النفط إلى اليمن، والنتيجة ارتفاع مضاعف في أسعار هذه السلع أمام اليمنيين، فضلاً عن أن هذا التصعيد سيدفع المجتمع الدولي لاعتبار هذه المنطقة خطرة، وهو ما سيضاعف من تكلفة النقل البحري عبر باب المندب، وقد يدفع إلى فرض المزيد من العقوبات ضد المتمردين. إضافة إلى ذلك، فإن تهديد سلامة الملاحة الدولية في مضيق باب المندب يشكل تهديداً خطيراً لعمل قناة السويس، وهو يعني تهديد أمن مصر الاستراتيجي، مما قد يدفع بمصر إلى إرسال المزيد من قواتها البحرية إلى مضيق باب المندب، وربما قد ترسل هذه المرة قوات برية ستتمركز في اليابسة حول المضيق، وفي أراضي يمنية دفاعاً عن مصالحها الاستراتيجية. نجاحات الشرعية مستمرة نجحت القوات الشرعية في اليمن من قطع طريق إمداد لميليشيات الحوثي وصالح بين صنعاء ومأرب، بعد أن أحرزت تقدما مهماً على جبهة صرواح باتجاه منطقة خولان بين محافظتي مأرب وصنعاء، وذلك بعد مواجهات مع ميليشيات الحوثي وصالح. وتركز التقدم باتجاه وادي حباب، حيث تمكنت القوات الشرعية من السيطرة على مرتفعات وقطع الطريق على الإمدادات القادمة للميليشيات من صنعاء إلى أطراف مأرب، كما استهدفت عشرات الغارات الجوية مواقع وتجمعات لميليشيات الحوثي وصالح في بلدة صرواح الواقعة غرب محافظة مأرب. وقصفت مدفعية الجيش الوطني بقايا المواقع التي تتمركز فيها الميليشيات الانقلابية في أطراف صرواح بين صنعاء ومأرب. وفي الإطار نفسه، سيطر الجيش اليمني مدعوماً بغطاء جوي من التحالف العربي على جبل بحرة الاستراتيجي في بلدة نهم شمال شرق العاصمة صنعاء، أعلى قمة في منطقة حريب نهم في بلدة نهم التي تبعد 40 كيلومتراً عن عاصمة البلاد الخاضعة لهيمنة ميليشيات الحوثي وصالح الانقلابية منذ عامين. وجاء ذلك، بعد أن خاضت قوات الجيش معارك عنيفة مع الميليشيات الانقلابية بتغطية جوية من مقاتلات التحالف العربي الذي شن عشرات الغارات التي استهدفت مواقع وتجمعات الميليشيات في نهم التي تشهد قتالاً عنيفاً منذ ديسمبر وباتت أجزاء كبيرة منها تحت سيطرة القوات الموالية للحكومة الشرعية. كما نفذت مقاتلات التحالف عشرات الغارات على مواقع وتجمعات لميليشيات الحوثي في معقلها الرئيس في محافظة صعدة الحدودية مع السعودية، وهاجمت أهدافا بحرية في مدينة المخاء الساحلية جنوب غرب البلاد، كما استهدفت المقاتلات مقرات ومخازن تموينية للجيش في العاصمة صنعاء، ما أسفر عن تدمير مستودع مشتقات نفطية، واشتعال النيران بكثافة في الموقع المدمر. فوضى بسبب المرتبات يسود عدد من المعسكرات التابعة لجماعة الحوثيين والمخلوع صالح حالة من الفوضى والسخط بعد تأخر صرف الرواتب للشهر الثالث على التوالي. ونشر قيادي في حزب المؤتمر الشعبي العام جناح صالح «كامل الخوذاني» على صفحته فيسبوك عن مصدر في أحد المعسكرات: أن حالة من الفوضى تسود معسكرات الحرس بصنعاء، فقد أجبر الجنود إحدى اللجان على مغادرة المعسكر فوراً عندما جاءت من أجل حصر القوة وليس لصرف الرواتب. ويعيش موظفو الجهاز المدني والعسكري للشهر الثالث على التوالي دون رواتب في المناطق الخاضعة لسيطرة الحوثيين بسبب الانهيار الاقتصادي الذي تعيشه البلاد وبسبب نهب الاحتياطي النقدي من البنك المركزي من قبل الحوثيين.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©