السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

علا حجازي: الفن يحتاج إلى حنان الآخرين

14 فبراير 2006
أحمد خضر:
تعبر الأعمال الفنية الرائعة التي ترسمها الفنانة التشكيلية السعودية علا حجازي عن مدى عشقها للحياة، وشغفها بالفرح، ورغبتها الدائمة في الانفلات من أسر الزمن، إلى عوالم أخرى ساحرة مملوءة بضحكات الأطفال، والانفتاح على التجارب العالمية، لذا تطورت تطوراً مذهلاً، وارتحلت من مناطق السكون والانطوائية والرومانسية الحزينة، إلى عالم فسيح كان فيه شفاء لنفسيتها المعذبة، ونضوج معرفي وثقافي، حيث بدا الجمال الخارجي والداخلي في ذاتها ورسوماتها مميزين ونادرين· ومعها كان لنا اللقاء التالي:
؟ الألوان الزاهية في أعمالك تدل على مستوى الرضى والحب للحياة، هل هذا هو الخط الذي سرت عليه في تجربتك الفنية منذ البداية؟
؟؟ بدأت تجربتي بتقديم وجوه مشوهة، وتجريد مشوه لواقعي الداخلي، لنفسيتي الإنسانية، ربما لم أكن أستطيع دراسة أعماقي النفسية، وكنت أنظر للحياة من خلال الأحداث السياسية، حيث أعبر عن كل ذلك في لوحاتي، لكن مع مرور الزمن اكتشفت ضرورة أن أرسم الحياة بصورة حلوة، اكتشفت من الداخل أنني أحب الحياة، وأحب نفسي من غير أنانية، حيث أظهر للناس بأسلوب مثالي جميل، كل من كان ينظر إلى لوحاتي في الماضي كان يعتقد أنني إنسانة معقدة، لكنني مع مرور الوقت اكتشفت أن الحياة بسيطة وجميلة، ونحن من نخلق الحياة نفسها·
متمردة
؟ أمام هذا الاكتشاف الجميل للحياة، هل يمكننا القول أنك شخصية متمردة؟
؟؟ـ أنا متمردة على كل ما هو سيء وخطأ، لا بد من أن يوضع الحق في مكانه الطبيعي، متمردة حين لا أتمكن من الحصول على حقي، او اشبع رغباتي بألوان الحياة بأنابيب ألواني الخاصة، متمردة إذا استهزأ أحد بالفن التشكيلي، أو الإنسانية ذاتها·
؟ تتوالد الطفولة في أعمالك كاشفة عن أسرار جديدة، فإلى أي مدى يلازمك هذا الطفل؟
؟؟ أنا أؤمن أن الإنسان في داخله طفل لم يمت بعد، يتحرك،، تتحرك هذه الطفولة حين يكون بينه وبين نفسه، فالإنسان من كثرة الأعباء والأشغال قد تغير، لكن الطفولة تختبئ داخل شحنات زحمة الحياة فتقبع في أعماق القلب، حتى تأتي فرصة مناسبة، فتتحرك فقط هذه الطفولة بصورة عفوية مشاغبة، فيها شقاوة وفيها تمرد، لأن الطفل أيضاً متمرد وعنيد·
؟ ما الذي نقلك من اللوحة الكئيبة المشوهة إلى اللوحة النابضة بالحياة؟
؟؟للوهلة الأولى أستطيع القول من خلال احتكاكي بالطفل في مرسمي الخاص، حيث استطاع الأطفال أن يزرعوا في ذاتي الإحساس الصادق بالحياة، الطفل صادق في تعبيراته فتأثرت به، ونقل لي هذا الإحساس، فظهرت صادقة في تعبيراتي ولوحاتي، وحتى شخصيتي من الداخل والخارج، وأنا أدين له في نجاحي، وفي وجود بصمة خاصة لي، أو اسلوب خاص بي في الفن·
؟ ماذا يحتاج الفنان حتى يتمكن من التميز والإبداع؟
؟؟ يحتاج إلى العطاء، والصبر، لأن الفن مشواره طويل، وإلى بحث وتجربة وقراءة، والدخول في أعماق النفس الأخرى، وإلى تأملات وعطف وحنان على الآخرين وعلاقات إنسانية، تأمل للطبيعة·
انتماء واحتضان
؟ أنت فنانة حساسة جداً، ما العلاقة التي تربطك مع مفردات الطبيعة؟
؟؟ـ علاقة انتماء واحتضان، إنني أنظر إلى الحجر على أنه كتلة من الإحساس، وأحول هذا الحجر بألواني الخاصة إلى تشخيص وصورة نابضة بالحياة، فما بالك بأجزاء العناصر الأخرى كالزهور والأشجار والمياه والطيور والأمكنة·
؟ ماذا اكتشفت خلال دراستك في لندن على صعيد الفن التشكيلي؟
؟؟ اكتشفت أن كل فنان له بصمة تدل على هويته، وأنه لا بد أن يكون لي بصمة تدل على هويتي·
؟ يلاحظ المزج بين الأصالة والمعاصرة في أعمالك هل تلك هي البصمة الخاصة بك؟
؟؟ إنني أمزج حضارتي العربية القديمة بروح التجديد والعصر، لأنني أريد أن أكمل المسيرة، وليس العودة إلى الوراء، بل لابد من أن أضيف إلى تاريخ الفن، فأنا أكره أن أكون صفرا في تاريخ الفن التشكيلي، بل أسعى دائما للحصول على أعلى الدرجات لأترك بصمة جديدة للاجيال القادمة·
؟ يلاحظ العدد الكبير من المشاركات لك في المعارض الخاصة والعامة؟
؟؟ في كل بداية فنان يحب أن يشارك في جميع المعارض كي يثبت وجوده الفني لكن بعد فترة يكتشف أنه ليس مجرد آلة ميكانيكية في مصنع الحياة مهمته أن ينتج لوحات لإرضاء الناس، بل عليه عبء كبير ودور ومسؤولية أن ينتقي مشاركاته ويتأنى في انتاج الأعمال فكل تجربة لابد أن يكون لها وقت كاف من البحث والقراءات والتحليل·
المصدر: 0
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©