الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

أدوار كرهها النجوم قبل الجمهور

14 فبراير 2006

القاهرة ــ أحمد الجندي:
يتحدث الفنانون دائما بكثيرمن الحب عن الشخصيات التي يجسدونها في أعمالهم وكثيرا ما قالوا ان الحب هو الذي دفعهم لأداء هذه الشخصية· وقليلا ما يتحدثون عن شخصيات لم يحبوها ولم يأتلفوا معها ومع ذلك جسدوها فهل هناك اختلاف بين اداء شخصية يحبها الفنان واخرى يكرهها؟
يقول الفنان كمال الشناوي: حب الفنان لشخصياته التي يجسدها حب مهني بمعنى ان الفنان يحب تفاصيل الشخصية وهيكلها الداخلي والخارجي والحب يكون لهذه الشخصية التي يضعها الفنان في خيالة بعد ان تعرف على ملامحها مكتوبة في السيناريو·
ويضيف: هناك شخصيات يجسدها الفنان وهو غير محب لها وقد حدث هذا معي فعندما عُرض عليّ تجسيد شخصية 'عباس' في فيلم 'المرأة المجهولة' مع الفنانة شادية اندهشت لان الشخصية منفرة للغاية ومليئة بالشر، وكرهت الشخصية بمجرد قراءتي للسيناريو لكني وجدت نفسي أوافق على ادائها كنوع من التغيير في ادواري بعد ان تعود الجمهور في معظم افلامي في تلك الفترة على اداء شخصية الشاب الرومانسي الثري المثقف وكانت هذه الموافقة رغم كراهيتي للشخصية نوعا من التحدي الموجود لدى الفنان·
وقال ان الجمهور كره الشخصية ولم يتقبلها وكراهيتي لها انتقلت إلى مشاعر الجماهير فكرهوها ولم يبالوا بان الذي أمامهم فنان احبوا كل ادواره السابقة وهذا الدور جعل هناك ثقة من المخرجين بعد ذلك في قدرتي على أداء ادوار الشر والادوار المركبة ذات الابعاد النفسية·
ويؤكد ان هذه المشاعر انتابته أيضا تجاه شخصية 'خالد صفوان' في فيلم 'الكرنك' ويقول: كانت شخصية غير إنسانية على الاطلاق واندهشت وانا اقرأ السيناريو وكنت اتساءل هل بالفعل هناك شخصيات بداخلها كل هذا الشر؟ وكنت سأرفض اداءها لشدة كراهيتي لها لكن المخرج علي بدرخان اقنعني وجسدتها وانا غير محب لها وحصلت على أكثر من جائزة عنها لان شدة كراهيتي لها جعلتني اؤديها ببراعة وهي من الشخصيات التي كرهها الجمهور·
الثعبان
ويقول الفنان هشام عبدالحميد: ليس بالضرورة ان تكون مشاعر الفنان هي نفسها مشاعره كإنسان تجاه الشخصيات التي يجسدها لان معنى ذلك انه سيكره كل الشخصيات التي يؤديها لو كانت شريرة وسيحب الشخصيات الايجابية الرومانسية ولكن مشاعر الفنان تجاه شخصياته لها أشكال مختلفة فقد احب شخصية شريرة سأجسدها ويكون الحب هنا للبناء الدرامي للشخصية وليس للشخصية نفسها·
ويضيف: هناك شخصيات كانت بالنسبة لي تمثل تحديا كبيرا وهي غالبا الشخصيات التي تشعرني بالصدمة للوهلة الأولى من قراءة السيناريو ولا اجدني متوافقا معها بمشاعري· واقرب شخصية جسدتها كانت كذلك شخصية 'عطية' في فيلم 'معالي الوزير' مع الفنان الراحل أحمد زكي وكثيرا ما سألت المؤلف وحيد حامد عن تفاصيل هذه الشخصية الغريبة للغاية فهي رغم نعومتها ورقتها الظاهرة إلا ان بداخلها مختلفة تماما فهي نعومة الثعبان وهو انسان غير رومانسي وغامض وشخصية غير مريحة على الاطلاق ويستحيل ان تحبها أو ترتاح لها· ورغم كل هذه المشاعر قررت ان اجسدها خاصة مع تشجيع الفنان أحمد زكي والمخرج سمير سيف والكاتب وحيد حامد لانها شخصية مغرية دراميا لأي فنان حيث تعتمد على الانفعالات الداخلية ولم اتخيل انني استطعت ان اجسد هذه الشخصية المركبة التي لم احبها، الا عندما حصلت على أكثر من جائزة عنها وقد اثنى العديد من النقاد على براعتي في الأداء وكان في مقدمة من اشادوا بي في هذه الشخصية الفنان الراحل أحمد زكي وكانت الشخصية مفاجأة للجمهور·
وترى الفنانة صفية العمري ان الفنان في كثير من الاحيان يتعامل بحياد مع ادواره التي يجسدها بمعنى انه ينحي مشاعره بعيدا عن الشخصية الدرامية· وهذا يكون مطلوبا تجاه الشخصيات التي لا يحبها أو لا يتفاعل معها وجدانيا حتى يتمكن من ادائها وفق تفاصيلها وملامحها الدرامية وغالبا يكون قبول الفنان لتجسيد مثل هذه الشخصيات بدافع التحدي ورغبة في تنوع ادواره·
'عفاريت السيالة'
وعن أبرز الشخصيات التي لم تحبها وقامت بتجسيدها قالت صفية العمري: اخرها كانت شخصية 'قسمت' في مسلسل 'عفاريت السيالة' وهي شخصية مغرورة متعالية بها قدر كبير من التسلط والانانية وليس لديها أي احساس بالاخرين وهي من الشخصيات التي لا يمكن ان يحبها الجمهور وكذلك لم استطع ان احبها رغم ادائي لها· ومنذ عدة سنوات قدمت في السينما شخصية غريبة مع المخرج علي عبدالخالق والمؤلف محمود أبوزيد هي الشيخة 'بناجة' امرأة دجالة مشعوذة بلا مشاعر ولا اعتقد ان هناك من يحب شخصية مثل هذه·
ويؤكد الفنان سامي العدل انه اعتاد التعامل مع الشخصيات التي يجسدها بعاطفة شديدة بعيدا عن المقاييس الاحترافية لمهنة التمثيل ويقول: جسدت العديد من الشخصيات الشريرة المكروهة اجتماعيا ولم اكره هذه الشخصيات وتعاملت معها على انها تكوين درامي يجب ان اظهره للناس بسلبياته وايجابياته وطوال مشواري الفني لم أجد شخصية تستفز بداخلي كل مشاعر السخط والكراهية مثل شخصية 'حسب الله' في مسلسل 'ريا وسكينة' حاولت ان اجد بها أي ملمح ايجابي أو شعور انساني اثناء قراءتي لها على الورق بلا جدوى فقد نزعت السمات الإنسانية منها وتجمعت بها كل الصفات السيئة التي ربما لا تتجمع كلها في شخص واحد، وقد سألت المؤلف مصطفى محرم كاتب سيناريو المسلسل: هل هناك شخصية مظلمة بهذا الشكل؟ فقال: انه رجل يعيش ويكسب قوته من القتل والسرقة ولا يعبأ الا بغرائزه واحساسه بكل ما هو انساني معدوم تماما، وقد اصابني الاشمئزاز من 'حسب الله' وجلست طويلا مع نفسي اتأمل كل هذه الجوانب المستفزة في رجل ليس له سوى ملمح واحد وهو انه شرير حتى النخاع· وكل مشاعر الكراهية بداخلي لهذه الشخصية هي التي جعلتني اجيد اداءها وخرجت بهذه الصورة المستفزة·
رجل بلا قلب
وشخصية اخرى مكروهة من شخصيات مسلسل 'ريا وسكينة' هي شخصية 'عبدالرازق' يتحدث عنها صاحبها الفنان صلاح عبدالله ويقول: أي فنان معرض لان يجسد انماطا مختلفة من الشخصيات ومع الخبرة التي يكتسبها من توالي ادواره يتعود على التعامل مع هذه الشخصيات بحرفية بمعنى انه لا يحب شخصية يؤديها لمجرد ان هذه الشخصية مثالية ومليئة بصفات الخير والنُبل ولا يكره شخصية أخرى على النقيض منها لان الفنان المحترف يرى ان وظيفته تكمن في تحويل هذه الشخصيات من الورق إلى لحم ودم يراها المشاهد ويتفاعل معها سلبا أو ايجابا·
ويضيف: لكن شخصية المعلم 'عبدالرازق' كانت بالنسبة لي مختلفة تماما فعندما قرأت السيناريو وجدتها نموذجا للشخصية غير الطبيعية فهو رجل بلا قلب أو احساس ورأيت ألا اجسد هذه الشخصية لانها قاتمة تماما ووجدت نفسي اكرهها ولا اطيقها، لكن المخرج جمال عبدالحميد قال لي انها شخصية مركبة وصعبة للغاية واقنعني بأدائها خاصة بعد ان تناقشنا كثيرا حولها وحاولت ان اضع بعض الملامح الكوميدية من عندي لهذه الشخصية حتى اخفف قليلا من قتامتها التي اعتقد ان المشاهدين كرهوها مثلي ·
وقال الفنان حسن حسني: الشخصيات الشريرة ليست وحدها التي يكرهها الممثل فقد لا اتعاطف مع شخصية ليست شريرة لكنها غير واضحة المعالم وملامحها الدرامية والإنسانية مختفية وغير محسوسة· وقبولي لتجسيد هذه الشخصيات يكون متوقفا على حالتي كفنان وهل انا جاهز لمغامرة اداء دور صعب يتطلب تركيزا وبحثا عن ملامح درامية تكاد تكون مجهولة·
'البريء'
ويضيف: صادفت هذا الموقف كثيرا طوال مشواري الفني فقد جسدت شخصيات لم أحبها بسبب عدم وضوحها واذكر منها دوري في فيلم 'البريء' مع الراحلين المخرج عاطف الطيب والفنان أحمد زكي فهو عسكري في احد المعتقلات، ويتحرك بشكل آلي تماما ويتلقى الأوامر من قادته ويصدرها لجنوده وملامحه جامدة وباردة وليست له حياة خاصة ولا تعرف هل هو سعيد أم حزين بما يفعله ويمارسه من تسلط وقوة احيانا وضعف في احيان اخرى· ووجهه لا يحمل أي اشارات فهو جامد بارد الأحاسيس والمشاعر، لذلك فهو شخصية منفرة لم استطع ان احبها أو اتعاطف معها·
ويشير حسن حسني الى شخصية أخرى ويقول: ايضا كانت مع الراحل عاطف الطيب في فيلم 'سواق الاتوبيس' وكانت لرجل انتهازي بلا قيم ولا مبادىء وناعم في تصرفاته الخارجية رغم القسوة والانانية التي بداخله، وكانت ترمز الى بداية عصر الانفتاح الاقتصادي في مصر·
وتقول الفنانة وفاء عامر: اداء الفنان لشخصية درامية يحبها أسهل الى حد ما من شخصية يكرهها أو غير متوافق معها وحدث هذا معي في العديد من الشخصيات التي قدمتها سواء التي احببتها فأحبها لناس أو التي كرهتها فكرهها الناس· لكن النموذج الابرز كان في مسلسل 'ملح الأرض' الذي قدمته منذ عامين حيث قدمت دورين مختلفين تماما لشخصيتين توأم الأولى 'جواهر' وهي طيبة للغاية وشقيقتها 'سماهر' وهي أنانية ومتسلطة وبقدر ما كان ادائي للشخصية الأولى سهلا كان العكس تماما في أدائي للشخصية الثانية والصعوبة كانت في الشكل والمضمون وكنت اشعر بأرهاق وانا أجسد شخصية 'سماهر' وزادت كراهيتي لها بسبب الجهد الكبير الذي بذلته في ادائها·
وتقول الفنانة ريهام عبدالغفور: ظللت أجسد ادوار الفتاة الرومانسية الطيبة المحبة للخيرأو الفقيرة· وكنت اتعامل مع هذه الشخصيات برومانسية وحب ولم اكن اعرف معنى ان يجسد الفنان شخصية هو لا يحبها ويرفضها لكن مهنته كفنان تحتم عليه تجسيدها وكنت ابحث عن التغيير في طبيعة أدواري خاصة بعد أن نصحني الكثيرون بضرورة أداء انماط وشخصيات أخرى وكانت بداية هذا التغيير من خلال مسلسل 'غدا تشرق الشمس' حيث جسدت شخصية مختلفة تماما عن كل الذي قدمته من قبل فقد كانت 'سارة' التي جسدتها ثرية وانانية ومتسلطة وتكره كل من حولها· وترددت في قبول الشخصية لانني كرهتها، لكن مغامرة التغيير جعلتني اجسدها واكتشفت المعاناة الحقيقية التي يكون فيها الفنان وهو يجسد شخصية لا يحبها في الواقع·
المصدر: 0
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©