الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

وجوب إفطار الحامل والمرضع إن أصيبت بالضعف العام أو الأنيميا الحادة

وجوب إفطار الحامل والمرضع إن أصيبت بالضعف العام أو الأنيميا الحادة
8 أغسطس 2010 21:25
يقول الدكتور حسن سالم استشاري النساء والتوليد وأطفال الأنابيب بمركز الخليج الطبي التشخيصي في أبوظبي: “إن الحمل وظيفة فسيولوجية طبيعية للجسم مثل أية وظيفة أخرى، والصيام من الأشياء التي يقوم بها الإنسان يومياً مع وجود فوارق بسـيطة جداً، فالإنسان ينقطـع عن تناول الطعام أو الشـراب عادة من الساعة العاشرة أو الحادية عشرة حتى صباح اليوم التالي، وهذا الانقطاع من الناحية الفسيولوجية يشبه الصيام من حيث هو امتناع عن تناول الأطعمة وغيرها، وكثير من الناس لا يتناولون العشـاء ويمضون ساعات طويلة دون تناول أي من الأطعمة، إذن الجسم قادر على التأقلم مع مثل هذه الظروف، وهو ما يحدث في حالة الصيام. أما في حالة الحمل، فإن السيدة الحامل تحتاج بلا شك إلى تغذية إضافية للجنين وبمعدل منتظم من “الجلوكوز” وهو المنتج النهائي للعناصر الغذائية في الجسم ويمر الجلوكوز إلى الطفل “الجنين” من خلال المشيمة، ونقص هذا العنصر في دم الأم لأي سبب من الأسباب كالصيام، يؤدي إلى نقص بالضرورة في دم الجنين، ما يدفع جسم الأم إلى التوازن عن طريق حرق كمية من الدهون الموجودة بجسمها للحصول على كمية الجلوكوز المطلوبة، وهذا لا يحدث إلا عندما تنقطع الأم عن تناول الأطعمة أو الصيام لساعات طويلة، وينتج عن ذلك إفراز يسمى بالأجسام الكيتونية “الأسيتون”، وإن زادت معدلات هذا الإفراز في جسم الأم، يؤثر عليها وعلى الجنين ولكن لا يحدث ذلك إلا في ظروف خاصة، فالسؤال الذي يطرح نفسه هنا، هل تصوم السيدة الحامل.. أم تفطر؟ الإجابة هنا، لا بد أن تكون الحالة الصحية العامة للأم الحامل جيدة، وسليمة، ولا تعاني أية مشاكل أخرى تمنعها من الصيام كارتفاع السكر، أو ارتفاع ضغط الدم أو غيرهما، أو الضعف العام أو خلافه، ويجب على الطبيب المعالج أن يناقش ويقرر تأثير الصيام على الأم الحامل أو جنينها، وفي ضوء الصحة العامة للأم عليه أن يقرر الصيام من عدمه”. سلوكيات غذائية أما من حيث السلوكيات الغذائية الصحيحة التي تنصح بها الأم الحامل، فيقول الدكتور سالم: “لا بد للسيدة الحامل من تناول وجبة السحور كاملة، ويفضل التأخير فيها قدر المستطاع لتقليل ساعات الانقطاع، ومراعاة احتواء الغذاء على جميع العناصر والفيتامينات الغذائية، والإكثار من تناول السوائل، والإقلال من المجهود الجسماني بقدر الإمكان خلال ساعات الصيام حتى لا يضطر الجسم إلى حرق المزيد من الدهون وبالتالي ارتفاع نسبة المواد غير المرغوب فيها. على الأم الحامل أن تسارع لاستشارة الطبيب المعالج عند حدوث أية متاعب أو مضاعفات أو عند الإحساس “بالدوخة” أو الدوار أو الإحساس بالهزال أو الضعف والوهن، أو عند الشعور بأي إحساس غير مريح في صيام السيدة الحامل يكون ضاراً لها وللجنين، في حالات الأمراض المصاحبة للحمل مثل ضغط الدم المرتفع “تسمم الحمل” أو سكر الحمل، والالتهابات العنيفة المصاحبة للحمل كالتهابات الكلى، وفي حالة الحمل بتوأم نظراً لحاجة الأم إلى كميات أكبر من الســوائل، وفي نفس الوقت لتعارض الصـيام مع نوعية الأدوية والعقــاقير التي يجب على الحامل أن تتعاطاها في ســاعات محددة، والسوائل التي تزود بها من حين لآخر، فعلى سبيل المثال في حالات سكر الحمل، فإنه يجب إعطاء الحامل جرعات محددة من الأنسولين مباشرة بعد الطعام، ولا يجوز لها أن تتعاطى الأنسولين دون طعام، وإلا سيؤدي ذلك إلى انخفاض حاد في مستوى السكر في دم الأم والجنين”. ويضيف الدكتور سالم متسائلاً: “متى نقول للسيدة الحامل الصيام لك أفضل؟ ويجيب: من الممكن للسيدة الحامل أن تصوم في حالتين الأولى ما بين الشهر الرابع حتى نهاية الشهر الثامن من الحمل إذا لم تكن هناك أية أمراض مصاحبة كما أشرنا، وأيضاً في حالات حدوث القيء المستعصي للحامل، إذ تتحسن حالة الحوامل بالامتناع عن الطعام والشراب لساعات طويلة، وينصح السيدة الحامل بالإفطار في حالة حدوث النزيف المتكرر، أو في حالات الضعف العام، أو الإصابة بالأنيميا الحادة، إلى جانب الأعراض الأخرى المذكورة مع ضرورة استمرارها في مراجعة الطبيب المعالج”. صيام المرضع إن الطفل خلال الأشهر الأربعة الأولى من عمره يعتمد اعتماداً كلياً على الرضاعة، وأي اهتزاز أو تغيير في كمية حليب الأم ينعكس بالضرورة على صحة الطفل، حيث تضطر الأم إلى تعويض أي نقص بالاعتماد على الرضاعة الصناعية التي لا تقارن بطبيعة الحال بالرضاعة الطبيعية، وإذا كانت تشعر بمتاعب صحية خلال شهر الصوم، فإنني أحبذ عدم صيامها في هذه الفترة بعد الرجوع إلى مصدر فقهي موثوق برأيه، تنصح المرضع خلال الأشهر الثلاثة الأولى من الرضاعة بعدم الصيام، لأنها فترة استنزاف لجسد الأم المرضع، ولحاجتها الماسة إلى السوائل لزيادة إدرار الحليب، وتزويدها بالطاقة اللازمة للرضاعة الصحية. أما بعد مرور الأشهر الثلاثة، فيمكن للأم المرضع الصوم بشرط اتباع التعليمات الواجبة الخاصة بالصيام، إلى جانب مراعاة التوازن الغذائي خلال فترة الصيام والرضاعة، أما في حالة الصيام في الوقت الذي تعتمد فيه على عقاقير أو أدوية معينة، فمن الممكن أن تؤخذ على فترتين بعد الإفطار والسحور، أو حتى يمكن توزيعها على فترات ثلاث خلال المساء كالفيتامينات أو المسكنات أو المضادات الحيوية.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©