الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الهدية تترقبها الزوجات دائماً وتغيب عن أذهان الأزواج غالباً

الهدية تترقبها الزوجات دائماً وتغيب عن أذهان الأزواج غالباً
8 أغسطس 2010 21:18
الهدية لغة تداولت كثيراً بين الأصدقاء، فكان ثمرها متمثلاً في زيادة توثيق العلاقة وترابطه فيما بينهم، في حين نجد أن الهدية شبه غائبة بين الأزواج، ويمكن أن تقدم نادراً وباستحياء فيما بينهم. بالرغم من كون الهدية أداة ساحرة تذوب عندها الكثير من العلاقات المتوترة وتنجلي المشكلات سريعاً، إلا أن البعض لا يعي مدى قيمتها، حتى أصبحت الهدية في نظر هؤلاء مجرد هدر للمال ليس إلا، في حين يدرك آخرون ما تحمله من قيمة معنوية أكثر من كونها قيمة مادية. وتظل هذه الهدية غائبة عن أذهان بعض الأزواج، في حين تترقبها الزوجات غالباً. ترى بدرية عبدالله أن للهدية وقعاً خاصاً، فهي لا يمكنها أن تمر على المرء دون أن تترك أثراً جميلاً في نفسه، إذ سرعان ما تخلق نوعاً من المحبة والألفة في نفس المتلقي، وتضيف: هذا بالفعل ما أحسست به حين غاب زوجي عن المنزل في مهمة عمل، ليأتيني بباقة زهور رائعة، ترجمت شوقه ولهفته لي، ما زالت تلك اللحظة مؤرخة في ذاكرتي بحيث لا يمكنني نسيانها، من الجميل أن يتذكر الأزواج بعضهم بعضاً من خلال هدية ما، بغض النظر عن قيمتها، إذ إنَّها بالتأكيد لها مفعول سحري في إزالة الرواسب الحياتية العالقة في النفوس. من جانبها فاطمة القبيلي تقارب الموضوع قائلة: لا يمكن إغفال أهمية الهدية التي تحدث نتائج إيجابية في العلاقات الاجتماعية، ومبدئي في الحياة: تهادوا تحابوا، هي تقرب الكثيرين إلى بعضهم بعضاً، وتترك أثراً طيباً في النفوس، وأنا أرى أن أغلى هدية لي كانت من رب العالمين، وهو زوجي، أما أغلى هدية وصلتني منه فكانت لحظة مفاجأته لي بالسفر لقضاء العمرة، بالرغم من ذهابي مرات عديدة برفقة أهلي إلا أن هذه الزيارة كان لها وقع خاص بصحبة زوجي. وللهدية أثر واضح وكبير في النفوس حتى لو كانت بسيطة سواء كانت وردة، أو دبدوباً صغيراً أو حتى دعوة عشاء في مكان بسيط. وأنا حريصة كل الحرص أن أهدي زوجي بمناسبة أو دونها، فروتين الحياة يعرض العلاقات الزوجية للركود، والتجديد مطلوب بين الفينة والأخرى. مفعول خاص كذلك تشير مريم علي قائلة: هي لحظات كانت هي الأروع عندما عدت إلى منزلي بعد ان وضعت مولودتي الأولى، كان استقبال زوجي لي حافلاً، بحيث ملأ غرفتي بأشكال وأنواع من الزهور التي عبرت عن مدى رومانسيته وقتها، وقربتني منه كثيراً إذ أحسست بمدى حبه لي، لا يمكن لأحد أن ينكر أن للهديه مفعولها الخاص، وهو يتجلى في النفوس ويجعلها أكثر ارتباطاً ببعضها، ومن الجميل أيضاً أن تأتيك الهدية في أي وقت كانت غير مرتبطة بمناسبة ما. ونجد أن طبيعة العلاقات الاجتماعية في وقتنا هذه تسير على وتيرة سريعة، فهي قد تكون نافرة وتكسوها الجمود والبرود، كما أن اللهاث خلف العمل الذي لا ينتهي ومشاغل الحياة العديدة، يفقد هذه الحياة الكثير من علامات فرحها، ويمكن لهدية صغيرة أن تعيد للعلاقة بريقها. بدورها تعلق جمانه خالد قائلة: تظل الهدية وسيلة لتوثيق العلاقات الاجتماعية، فهي تترك آثاراً طيبة في النفوس بين الأفراد العاديين، فكيف سيكون فعلها بين الأزواج؟! هي وسيلة للتعبير عما يكنه الطرفان لبعضهم بعضاً، كما أنها تحمل مدلولات عديدة، يمكن أن نستشفها من هدية قد تكون رمزية، ولكن مغزاها كبير، فأنا لا يمكن أن أنسى الخطوة الجميلة الذي قام بها زوجي عندما قدم لي هدية رائعة، جعلتني أوقن أنه مازال يحمل لي في أعماقه أحاسيس رومانسية قلما نجدها لدى بعض الأزواج الذي يمر على زواجهم سنوات عدة. اختلاف سيكولوجي كيف تنظر الاختصاصية النفسية فاطمة السجواني إلى القيمة التي تحملها الهدية؟ تقول: “إن الهدية عبارة عن تعزيز وتذكير ووقفات سعيدة في حياة المرء، فهي غاية في توطيد وتقوية العلاقات الاجتماعية، وتنم عن مكانة الإنسان وقدره عند الآخر، وعدا عن تصفيتها للقلوب، هي تلعب دوراً محورياً ومحركاً لأحاسيس الحب بين الزوجين، وسرعان ما تطفئ شعلة الغضب، وتعمل كعنصر جذب بين أقطاب كانت متنافرة. وكثيراً ما ألمس من خلال تواصلي مع عدد من النسوة شكواهن المستمر لغياب هذه اللفتة عن أذهان أزواجهن في مناسبات عديدة مرت عليه، ولم يكن للزوج أي دور فيها، ولم يحظين بأي هدية حتى لو كانت رمزية. الهدية تعبير عن الحب والود لا يتقنه كثيرون من الازواج، فهناك من لا يعترف بأهميتها، ويجدها عنصراً لهدر المال والانفاق ليس إلا، وهذا النظرة أساسها الاختلاف بين سيكولوجية الرجل عن سيكولوجية المرأة، فالمرأة عاطفية رومانسية في طبيعتها وتميل إلى حد كبير إلى من يقدر عملها، ويثني عليها في مجمل الممارسات والأعمال التي تقوم به، وتعشق النواحي الجمالية، وتميل إلى جذب انتباه الطرف الآخر، وأن تكون محور اهتمام الآخرين بها، أما الرجل فهو منطقي عقلاني لا ينظر إلى الهدية باعتبارها وسيلة لتوثيق العلاقة بقدر ما يرى أن احترام زوجته له، وتفهمها له وقيامها بمسؤوليتها في العلاقات الزوجية على أكمل وجهه، وتشعره بمكانته ورجولته هي الهدية التي ينتظرها الزوج ويبقى أثرها حية وباقية. فكلا الطرفين لهما جوانب مختلفة في التفكير والاهتمام في الممارسات الحياتية. منتج الكرم بدوره يقول د. عبدالله الانصاري الاستشاري الأسري: الهدية هي تلك الأداة السحرية التي نجد أن مفعولها عظيم، وآثارها تتجلى من خلال الردود الإيجابية التي تنسجها الهدية مع المهدي إليه، فحديث الرسول عليه الصلاة والسلام يحثنا على اتخاذ مثل هذه الأداة وسيلة لتوثيق العلاقات بين الأفراد. حيث قال تهادوا تحابوا. وتواترت الأخبار في فضل الهدية وعظم شأنها، وإذا كان الأمر كذلك فحري بالزوجين أن يتبادلا الهدايا فيما بينهم، وليس الأمر حكراً فقط على الاصدقاء كما هو متعارف بين الافراد. هي منتج يعبر عن الكرم القائم على ثلاث نواح: كرم الوقت، الهدية ونوعيتها، وكرم الأحاسيس. لو تحدثنا عن الهدية ونوعيتها من خلال إسقاطها على بعض المواقف التي تمر علينا، فكثير من المشاهد التي جرت أمامي كنت اتذكر لحظتها كم للهدية من أنظمة وأسس وطرق يجب أن يعيها المهدي حتى يدرك الهدف منها على الوجه المطلوب. اثناء وجودى في مكة المكرمة، وفي إحدى أسواقها دخلت محلاً مختصاً بالعود والعطور، حيث استوقفني شاب ينتقي بعض العطور واختار ثلاثة عطور متشابهة، دار في ذهني أن هذا الشاب لربما لديه ثلاث زوجات، أو أن هذه الهدايا الثلاث لزوجته وأمه وأخته، فبادرت وسألته، فقال نعم انها كذلك واحدة لأمي والأخرى لأختي والثالثة لزوجتي، وأنا دائماً أحرص على أن أشترى لهن هدايا متشابهة، فقلت له لم لا تنوع في الهدايا وتنتقي الهدية التي قد تميل إليها كل واحدة وتفضلها دون غيرها، مما يجعل وقع الهدية كبيراً في نفس الأطراف الأخرى. وبالفعل هذه المرة انتقى هدايا مختلفة عن السابق، وفكر في نوعية الهدية بشكل مختلف. هنا احس بالفرق وبردة فعل المتلقيات اللواتي ابتهجن بها على حد قوله وأحسسن ان لكل واحدة منهن مكانة وقدراً مختلفين عن الأخرى، فإحساس زوجته بأنه انتقى لها هدية مغايرة عن هدايا الأخريات كان له عظيم الأثر في نفسها بأنه ميزها عنهما هذه المرة. ونجد أن طريقة تقديم الهدية لربما تكون أهم من الهدية بحد ذاتها، حيث يعمد بعض الازواج إلى رمي الهدية في وجه زوجته، واشير إلى قصة أحد الاشخاص الذين لم يحسنوا طريقة تقديم الهدية مما كان له نتائجها العكسية، وآخر قام خاطب زوجته بطريقة استفزازية وهو يمنحها الهدية، بحيث قارن بين قيمة الهدية التي يحملها بين يديه وهدايا الآخرين لزوجاتهم، وقدمها لها بطريقة قاسية. فكانت ردة فعل الزوجة بأن فتحت علبة الهدية والتي كانت عبارة عن طقم مجوهرات وقامت بكسرها ورميها. إذ كان يجب أن يقدمها بطريقة ملفتة ورائعة ويضع بطاقة تحمل مفردات جميلة، ويفاجئها بها بطريقة رومانسية. كرم الوقت يضيف الانصاري قائلاً: يجب أن يمنح الزوج زوجته الوقت بأن يجلس معها يحادثها يناقشها في بعض الأمور، يحسسها بأنه قريب منها ويهتم بها، ونحن نجد في الكثير من المنازل أن الزوج يقضى جل وقته في الخارج وبين أصحابه أو في مشاهدة التلفاز، ولا يعود للمنزل إلا وقت نومه، فالرجال بخلاء عادة في هذا الشأن، ومن الضروري أن يعي الزوج أن من حق زوجته عليه أن يقضي الوقت معها. كما نجد أن بعض الأزواج لا يستطيع أن يشترى لزوجته هدية ما نتيجة الاوضاع الاجتماعية التي تعاني منها بعض الأسر، فيمكنه أن يستعيض بالهدية بكرم المشاعر، والكلمة الجميلة، والعواطف الجياشة، والحنان ، والهدية التي لا تكلف درهماً هي الابتسامة والتقدير لكل عمل تقوم به. فتظل الهدية أساساً قوياً لربط العلاقات الاجتماعية بشكل عام والازواج بشكل خاص.
المصدر: دبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©