واصلت السلطات الإسرائيلية امس إغلاق المعابر التجارية مع قطاع غزة بحجة سقوط صواريخ في النقب الغربي بالقرب من مستوطنة ''أشكول''·
وقالت مصادر فلسطينية وشهود عيان إن ثلاثة نشطاء فلسطينيين أصيبوا بجروح امس، خلال توغل للجيش الإسرائيلي في أطراف مدينة خان يونس جنوب قطاع غزة·
وذكرت المصادر أن عدة آليات عسكرية توغلت في بلدتي الفراحين وعبسان الكبيرة شرق خان يونس، وسط إطلاق نار مكثف حيث تدور حاليا اشتباكات مع نشطاء فلسطينيين في المنطقة·
وقال شهود عيان إن ناشطا فلسطينيا قتل في القصف· وقال معاوية حسنين مدير عام الإسعاف والطوارئ في قطاع غزة قبل ذلك، إن ثلاثة نشطاء نقلوا إلى مستشفى ناصر الحكومي حيث وصفت جروح أحدهم بالخطرة والآخرين بالمتوسطة· وسبق التوغل إطلاق الجيش الإسرائيلي ثلاث قذائف مدفعية في محيط المنطقة·
ومن جانب آخر، قالت صحيفة ''جيروزاليم بوست'' الإسرائيلية امس، إن التهدئة القائمة في غزة ستنتهي عملياً يوم 19 ديسمبر المقبل· وكان سريانها قد بدأ يوم 19 يونيو 2008 ولمدة ستة اشهر·
وأشارت الصحيفة إلى أن هناك خيارين، إما أن تُمدَّد الهدنة، أو أن تستأنف فصائل المقاومة الفلسطينية في غزة إطلاق الصواريخ من جديد·
ورجحت الصحيفة أن ''حماس'' التي تسيطر على غزة، ستوافق على تجديد التهدئة لكي تتمكن من تثبيت سيطرتها، وتفتح المعابر التجارية وبخاصة معبر رفح مع مصر·
وقالت الصحيفة ان أحد ضباط الجيش ابلغها بأن تاريخ التاسع عشر من ديسمبر المقبل ''سيكون حاسماً ''بينما قال ضابط آخر: ''لا خيار أمام إسرائيل سوى الضغط العسكري على سلطة ''حماس'' في غزة''·
وفي غضون ذلك أفرجت السلطات الإسرائيلية عن قوارب الصيد الفلسطينية الثلاثة في ميناء غزة، والتي كانت تحتجزها منذ 9 أيام في ميناء أسدود، حيث اصيبت بأعطال في أجهزتها وهياكلها·
وكانت قوة بحرية إسرائيلية قد خطفت قبل 9 أيام 3 قوارب صيد فلسطينية تحمل على متنها 15 صياداً فلسطينا و3 متضامنين دوليين، هم الاسكتلندي أندرو مكادونالد، والايطالي فيكنور اورجيني، والاميركية دارلين غولاك، وهم جميعا من حركة التضامن الدولي مع غزة، وكان زورقهم على بعد 7 أميال بحريةئمن شواطي مدينة دير البلح وسط قطاع غزة· وكانت السلطات الإسرائيلية قد أفرجت في وقت سابق، عن الصيادين الفلسطينيين الخمسة عشر، وأبقت على القوارب الثلاثة والمتضامنين الدوليين الثلاثة قيد الاعتقال·
وفي الضفة الغربية اعتقلت قوات الاحتلال الإسرائيلي عددا من الفلسطينيين فجر امس، بعد ان اقتحمت قرية عقربا بقضاء نابلس، وسط حالة من الفوضي وترويع الآمنين والسكان لاسيما الأطفال منهم''·
ومن جانب آخر، اتهم رئيس وزراء الحكومة الفلسطينية المقالة إسماعيل هنية امس، إسرائيل بالتنكر لتفاهمات اتفاق التهدئة، عبر مواصلتها إغلاق معابر قطاع غزة للأسبوع الرابع على التوالي· وقال: ''لا شك أن إغلاق المعابر لأكثر من شهر أرخى بظلاله على قطاع غزة· ظروف الناس صعبة جدا وهذا تنكر حقيقي لكل التفاهمات التي رعتها مصر بشأن التهدئة''·
وأضاف أن ''هذا إمعان إسرائيلي في سياسة الحصار وسياسة الإغلاق بهدف كسر
إرادة الشعب الفلسطيني وابتزاز مواقف سياسية، ونحن نؤكد على أن إرادة الشعب لن تنكسر ولا يمكن لأحد أن يبتزنا سياسيا من خلال هذه الإغلاقات· إذا أرادوا أن يستمر الهدوء في هذه المنطقة عليهم أن يلتزموا بكل استحقاقات التهدئة وبكل الشروط التي جرت على هذا الصعيد برعاية مصر''·
وانتقد هنية قرارات وزراء الخارجية العرب في اجتماعهم الذي عقدوه في العاصمة المصرية القاهرة يوم الاربعاء، وقال للصحفيين عقب صلاة الجمعة في أحد مساجد مدينة غزة: ''إن قرارات الوزاري العربي لم ترق لطموحات الشعب الفلسطيني، خاصة أننا كنا نتوقع كسرا ثوريا وحقيقيا للحصار وفتح معبر رفح ورفع الظلم التاريخي الذي يعاني منه الشعب في غزة''·
وعلى الرغم من ذلك، رحب هنية بكل قرار عربي ''من شأنه أن يخفف المعاناة عن الشعب الفلسطيني في القطاع، وأن يعزز صموده وأن يقويه في مواجهة الاحتلال لاستكمال مشروع التحرر من الاحتلال وإقامة دولة فلسطينية مستقلة وعاصمتها القدس الشريف وعودة اللاجئين''·
عدد اليوم
