الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

أوهام «الإسلام السياسي» أخطر تحديات الأمّة والعالم

أوهام «الإسلام السياسي» أخطر تحديات الأمّة والعالم
19 مايو 2015 23:20
هالة الخياط (أبوظبي) أكد المشاركون في ندوة «السراب الفكر المستنير في مواجهة الإرهاب» أن ظاهرة الإسلام السياسي وما يرتبط بها من أفكار وأطروحات وجماعات وتيارات تتباين من حيث الأساليب والأولويات، إلا أنها تتفق حول المرامي والأهداف وتشترك كلها في استغلال الدين الإسلامي لتحقيق أهداف سياسية، وتشوه نصوص الشريعة السمحة لتبرير الممارسات الدموية. وأشار المفكرون والخبراء بالجماعات الدينية والسياسية الذين شاركوا في الندوة إلى أهمية كتاب السراب الذي صدر مؤخرا لتسليطه الضوء على ظاهر الإسلام السياسي والجماعات الدينية السياسية. وأوضح الدكتور جمال سند السويدي، مدير عام مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية أن ما دفعه لتأليف كتاب «السراب» ثلاثة اعتبارات، الأول يتمثل بالسعي للكشف عن حقيقة الجماعات الدينية السياسية وخطورة أفكارها لأنها برغم الفشل الذي لحق بها، سواء في صفوف المعارضة أو المواقع السلطة، إلا أنها لا تزال تمضي في طريق الخداع وتسويق السراب والوهم، وتقديم نفسها على أنها «الحل» على الرغم من أنها المشكلة الكبرى التي تواجه المجتمعات التي توجد فيها، والخطر الأشد على أمنها ووحدتها واستقرارها. فيما الاعتبار الثاني يتمثل في محاولة الإجابة على سؤال العلاقة بين الدين والسياسة وهو السؤال الذي طرحته أوروبا على نفسها منذ قرون ومثلت الإجابة عنه البداية الحقيقية لنهضتها وطي عصور الظلام والتخلف. وبين السويدي أن الفصل بين الدين والسياسة هو أحد الشروط الأساسية لتحقيق نهضة حضارية حقيقية في العالم العربي والإسلامي، مشيرا إلى أنه حان الوقت لتناول هذه القضية بشجاعة ومن دون مواربة. ولفت إلى أن الاعتبار الثالث لتأليف كتاب السراب يتمثل في أن خطر الإسلام السياسي والجماعات المرتبطة به لا يهدد وحدة العديد من المجتمعات العربية والإسلامية وأمنها واستقرارها فقط، وإنما يشوه صورة الإسلام نفسه، ويقدم خدمة مجانية إلى أعدائه المتربصين به، الذين يريدون إلصاق تهم الإرهاب والتعصب والتخلف به، وهو بريء من هذه التهم، بل هو دين العقل والمنطق والتسامح والحوار وقبول الآخر. وأكد السويدي من خلال كتاب «السراب» على أمور سياسية أهمها أن الجماعات الدينية السياسية لا تعبر عن الإسلام وإنما هي انحراف عن تعاليمه السمحة، وتهدد المسلمين أكثر من غيرهم، وأن هذه الجماعات قدمت الوهم والسراب إلى الشعوب في الماضي، ولا تزال تقدمه وتصر عليه، ولذلك وجبت المواجهة الفكرية الحاسمة لها، وهي المواجهة التي لا تقل أهمية عن المواجهة الأمنية والعسكرية. وأشار الدكتور السويدي الى حرص مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية على مناقشة القضايا المهمَّة التي تتصل بأمن المجتمعات واستقرارها وتنميتها، ليس على الساحة الخليجية أو العربية فقط، وإنَّما في العالم كلِّه أيضاً، من منطلق الإيمان بأن الفكر هو الأساس القويُّ الذي تنهض عليه الأمم. وحضر الندوة بمركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية في أبوظبي أمس، كل من: معالي الشيخ فاهم بن سلطان القاسمي، ومعالي سعيد بن محمد الرقباني مستشار صاحب السمو حاكم الفجيرة، ومعالي الفريق ضاحي خلفان، نائب رئيس الشرطة والأمن العام في دبي، والشيخ فيصل بن صقر القاسمي، رئيس مجلس إدارة شركة الخليج للصناعات الدوائية، وعدد من الدبلوماسيين والباحثين والمفكرين والصحفيين. وناقشت الندوة قضية الإسلام السياسي والقوى والجماعات التي تمثله، من حيث توجُّهاتها، وأساليب عملها، ومواقفها، وتجاربها في الحكم وخارجه، إضافة إلى جوانب الخطر الذي تمثله على أمن الدول والمجتمعات التي توجد فيها واستقرارها ووحدتها، وعلى الأمن العالميِّ بشكل عام. الفصل بين الدين والدولة أوضح ماجد بن وقيش، الباحث القانوني والسياسي الإماراتي، الذي تناول «الإسلام السياسـي بين الواقع والخرافة»، أن فصل الدين عن السياسة يشكل عنواناً مهماً وأساسياً في عملية التطوير والتنمية في العالَمين العربي والإسلامي، وكما كان إعمال هذا الفصل في أوروبا طريقاً للقارة القديمة نحو التقدم العلمي والارتقاء الإنساني، فإنه كان يمكنه في العالَمين العربي والإسلامي أن يقود إلى النتائج نفسها. وأكد بن وقيش أنه يجب النظر إلى هدف تحقيق الفصل بين الدين والدولة على أنه الطريق نحو تحقيق نهضة جديدة، من دون الاعتقاد أن هذا الفصل سيعني حتماً إبعاد الدين عن حياة المسلمين، إضافة إلى تأكيد أن الدولة المدنية يمكن أن تحلّ كثيراً من المشكلات الاجتماعية الناجمة عمَّا سماه باحثون «توترات الهوية» عند المسلمين. تعزيز الوعي الإسلامي خلال الندوة التي أدارها عبدالله الشيبة، أكد فضيلة الشيخ وسيم يوسف خطيب وإمام جامع الشيخ زايد الكبير في أبوظبي أنه لن نستطيع إيقاف الفكر السياسي، ولكن لا بد لمواجهته من تعزيز الوعي الإسلامي، قائلا «في ورقته» إشكاليات الجماعات الإسلامية والسياسة: إن الجماعات الإسلامية تنظر إلى الموت قبل أن تنظر إلى الحياة، على الرغم من أن الدين الإسلامي الحنيف كان هدفه وتركيزه على عمارة الأرض وليس الموت. وأشار إلى أن الأحزاب السياسية تفتقر إلى مسألة الاحتواء الفكري، وبين فضيلة الشيخ وسيم يوسف أن الإسلام جاء لينظم القواعد السياسية والأخلاقية والعسكرية، وجعل منظومة السياسة تقوم على أسس الحق والعدل سواء كان المحكوم من أهل الإسلام أو من غيره من الملل، لهذا كان لا بد أن يكون لكل مسلم مرجعية في السياسة الشرعية، ولأن الناس عزفت عن تعلم دينها فقد جهلت السياسة الشرعية واتجهت إلى العبادات الفقهية فقط، فأصبحت تحرص على الوضوء والصلاة والقيام، ونسيت أمور السياسة الشرعية التي ارتضاها الله عز وجل في دينه كما ارتضى أمور العبادات. وقال إن الكتاب يستحق أن يكون منهاجاً في الجامعات والمدارس الإماراتية، لأنّ الجماعات الدينية الظلامية تستهدف أساساً الشرائح الشبابية. كادر 5 // السراب ضاحي خلفان يتساءل على من يقع اللوم؟ خلال الجلسة النقاشية أشاد الحضور بالدور التنويري الذي يمارسه مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية مؤكدين في مداخلاتهم أن إحدى أهم وأخطر القضايا المطروحة على أجندة الاهتمام السياسي والأمني والاجتماعي في العالمين العربي والإسلامي، هي قضية الإسلام السياسي والقوى والجماعات التي تمثله، مشيرين إلى أن تلافي سرابها ومقولاتها الزائفة يتطلَّب إصلاحاً دينياً وتنويراً طويل المدى يوائمان بين الحداثة والفكر الإسلامي. وشكر معالي الفريق ضاحي خلفان، نائب رئيس الشرطة والأمن العام في دبي، في مداخلته الدكتور جمال سند السويدي، مدير عام مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية، على كتابه «السراب»، وأكد أهمية التمييز بين الدين والسياسة. ووجه الفريق ضاحي خلفان إلى المتحدثين سؤالاً عمّا إذا كان اللوم يقع فقط على الجماعات الإسلامية، أم أن وراءها أنظمة عربية ودولية تحتضن هذه الجماعات وتدعمها؟ وأجاب الشيخ وسيم يوسف عن السؤال بالآيتين القرآنيتين في سورة «التوبة» (وَالَّذِينَ اتَّخَذُوا مَسْجِدًا ضِرارًا وَكُفْرًا وَتَفْرِيقًا بَيْنَ الْمُؤْمِنِينَ وَإِرْصادًا لِمَنْ حارَبَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ مِنْ قَبْلُ وَلَيَحْلِفُنَّ إِنْ أَرَدْنا إِلاَّ الْحُسْنى وَاللَّهُ يَشْهَدُ إِنَّهُمْ لَكاذِبُونَ (107) لا تَقُمْ فِيهِ أَبَدًا لَمَسْجِدٌ أُسِّسَ عَلَى التَّقْوى مِنْ أَوَّلِ يَوْمٍ أَحَقُّ أَنْ تَقُومَ فِيهِ فِيهِ رِجالٌ يُحِبُّونَ أَنْ يَتَطَهَّرُوا وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُطَّهِّرِينَ) (108) .. وشبَّه دور الجماعات الإسلامية المخرّب بـ«مسجد الضرار» الذي بناه اليهود زمن الرسول عليه الصلاة والسلام؛ من أجل ضرب الإسلام وضرب وحدته، وهو أغلب ما تفعله الجماعات الإسلامية اليوم، أي إن الدعم الخارجي لتشويه الإسلام، في رأي الشيخ يوسف، موجود منذ عصر الرسول الكريم عليه السلام. من جانبه، رأى الدكتور عبدالحق عزوزي أن الإصلاح الشامل هو الوسيلة الأفضل لمجابهة الدور التدميري للجماعات الدينية. أما الدكتور عمار علي حسن فأكد أن القداسة للدين وهذا مختلفٌ عن التديّن وعلوم الدين والتديين. ويلفت إلى أن السلوك السياسي لجماعة «الإخوان المسلمين» في مصر كان ضد مطالب الحركة الوطنية أيام الاستعمار الإنجليزي لمصر، وضرب مثلاً آخر عن دعم الأميركان للجماعات الإسلامية في أفغانستان، وأضاف أن هناك كلاماً كثيراً عن دعم إقليمي لـ «داعش». وأشار المتحدثون في إجاباتهم على أسئلة الحضور، إلى صعوبة الفصل التام والمطلق بين الدين والسياسة، أما الدكتور عمار علي حسن فأكّد أهمية الفصل بين السلطة السياسية والدين، لافتاً إلى أن الآداب السلطانية في التاريخ الإسلامي شبيهة بكتاب «الأمير» لميكافيلي، ما يؤكد أن السياسة تدور حول تدبير المصالح وإدارتها. كادر 4 // السراب ماجد بن وقيش : الفصل بين الدين والدولة الطريق نحو النهضة أوضح ماجد بن وقيش، الباحث القانوني والسياسي الإماراتي، الذي تناول "الإسلام السياسـي بين الواقع والخرافة"، أن فصل الدين عن السياسة يشكل عنواناً مهماً وأساسياً في عملية التطوير والتنمية في العالَمين العربي والإسلامي، وكما كان إعمال هذا الفصل في أوروبا طريقاً للقارة القديمة نحو التقدم العلمي والارتقاء الإنساني، فإنه كان يمكنه في العالَمين العربي والإسلامي أن يقود إلى النتائج نفسها. وأكد بن وقيش أنه يجب النظر إلى هدف تحقيق الفصل بين الدين والدولة على أنه الطريق نحو تحقيق نهضة جديدة، من دون الاعتقاد أن هذا الفصل سيعني حتماً إبعاد الدين عن حياة المسلمين، إضافة إلى تأكيد أن الدولة المدنية يمكن أن تحلّ كثيراً من المشكلات الاجتماعية الناجمة عمَّا سماه باحثون "توترات الهوية" عند المسلمين. كادر 3// السراب عمار علي حسن يتساءل: كيف نصنع تنويرا يحاصر التطرف أكد الدكتور عمار علي حسن، الكاتب المصري المتخصِّص بعلم الاجتماع السياسي، أن تحديث المجتمع اجتماعياً واقتصادياً وسياسياً يعد ركيزة أساسية في النهضة وبناء التنوير وإشاعته، وقال في ورقته البحثية تحت عنوان «سرابهم وماؤنا: كيف نصنع تنويراً يحاصر الإرهاب؟»، إن التطرف الديني والإرهاب ينموان، في الغالب الأعمِّ، إن وجدا بيئة اجتماعية مظلمة، بكل ما يعنيه الإظلام من معانٍ تنصرف إلى الفاقة والجهل والعزلة وضيق الانتماء وانحرافه بفعل التعصُّب الأعمى تارة، والاستهانة بكل فكرة وكل جماعة بشرية أو نزعة إنسانية خارج تحكمات التنظيم المتطرف وتعاليمه تارة أخرى. وقال: إن كتاب «السراب» للدكتور جمال سند السويدي، يفرض ثلاثة أمور أساسية، وهي: مشروع هذه التنظيمات المتطرِّفة، التي أنتجت الإرهاب الرمزي واللفظي والمادي، محضُ كذبة كبرى.وثانيا: لا خروج من هذا الوهم إلا بكشف مقولاته، وفضح مساراته وممارساته، وإنهاء الذرائع التي توجِده. وثالثا يكون هذا الخروج بالإصلاح الديني والتنوير جنباً إلى جنب الإصلاح المجتمعي وتحرير إرادة البشر، ما يقطع الطريق على سعي هذه التنظيمات إلى بناء عمق اجتماعي، مستغلَّةً أي انسحاب للدولة من تقديم الخدمات الكافية إلى المواطنين. كادر 2// السراب عبدالحق عزوزي: السراب يعتمد على الحجج والعقل أكد الدكتور عبدالحق عزوزي أستاذ جامعي في العلاقات الدولية والعلوم السياسية من المملكة المغربية أن كتاب السراب من حيث المضمون لا مثيل له فهو يشرح واقع الجماعات الإسلامية والفكر الإسلامي السياسي دون سب أو قذف ويعتمد على الحجج والعقل في التفسير والتحليل، كما أنه يطرح أسئلة متعددة بشأن مستقبل الإسلام السياسي في الوطن العربي. ومن خلال ورقته البحثية أكد الدكتور عزوزي أهمية الدراسات الاستشرافية والمستقبلية التي تعد أداة مهمة في التخطيط ووضع البدائل والسيناريوهات؛ من أجل الوصول إلى رؤية أوضح للمسارات المستقبلية، وركز على موضوع التيارات السياسية الدينية، بناءً على النتائج التي وصل إليها كتاب «السراب» للدكتور جمال سند السويدي، مطبِّقاً عليها تقنية السيناريوهات، وهي التقنية التي تدخل ضمن إطار الأدوات المنهجية الأكثر تداولاً في الدراسات المستقبلية. وتضع ورقة الدكتور عزوزي السنوات الثلاث الأخيرة (2012-2015) كسنوات الأساس، وسنة 2030 سنة استشراف، وبالتالي تتنبأ بمصير التيارات الدينية-السياسية، ومعدل استقرار الأنظمة السياسية، وعلاقتها بالمجال الديني السياسي، ونضج المجال السياسي العام، ونضج كل الفاعلين السياسيين؛ ومن ثم تصاغ السيناريوهات على أساس الاتجاهات المستقبلية الممكنة. كادر 1// السراب وسيم يوسف: ضرورة تعزيز الوعي الإسلامي خلال الندوة التي أدارها عبدالله الشيبة، أكد فضيلة الشيخ وسيم يوسف خطيب وإمام جامع الشيخ زايد الكبير في أبوظبي أنه لن نستطيع إيقاف الفكر السياسي، ولكن لا بد لمواجهته من تعزيز الوعي الإسلامي، قائلا « في ورقته » إشكاليات الجماعات الإسلامية والسياسة: إن الجماعات الإسلامية تنظر إلى الموت قبل أن تنظر إلى الحياة، على الرغم من أن الدين الإسلامي الحنيف كان هدفه وتركيزه على عمارة الأرض وليس الموت. وأشار إلى أن الأحزاب السياسية تفتقر إلى مسألة الاحتواء الفكري، وبين فضيلة الشيخ وسيم يوسف أن الإسلام جاء لينظم القواعد السياسية والأخلاقية والعسكرية، وجعل منظومة السياسة تقوم على أسس الحق والعدل سواء كان المحكوم من أهل الإسلام أو من غيره من الملل، لهذا كان لا بد أن يكون لكل مسلم مرجعية في السياسة الشرعية، ولأن الناس عزفت عن تعلم دينها فقد جهلت السياسة الشرعية واتجهت إلى العبادات الفقهية فقط، فأصبحت تحرص على الوضوء والصلاة والقيام، ونسيت أمور السياسة الشرعية التي ارتضاها الله عز وجل في دينه كما ارتضى أمور العبادات. وقال إن الكتاب يستحق أن يكون منهاجاً في الجامعات والمدارس الإماراتية، لأنّ الجماعات الدينية الظلامية تستهدف أساساً الشرائح الشبابية.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©