الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

# العلاج الإيجابي للفكر المتطرف «2 - 3»

22 أغسطس 2017 22:47
من أهم الحلول النَّاجعة التي لا بدَّ من عدم المواربة في مدى أهمِّيتها لملامستها الواقع المعاش بشكل حقيقي لا مجرد تجلِّيات وتنظيرات تتناثر هنا وهناك، لا تكاد تجد لها صدى على أرض الواقع، هو «احتواء» شبابنا دينيّاً وفكريّاً واجتماعيّاً، ومن هنا تظهر أدوار ثلاث جهات، لا بدَّ من عملها متكاتفة ومتزامنة في آنٍ واحد، وهي: المدرسة والبيت والجهات الوطنيَّة والمجتمعيَّة التي أُنيطت بها حماية المجتمع من الفكر المتطرف، لاستمرارية نماء المجتمع وتقدمه. وسنتناول أُولى هذه الجهات ألَا وهي «المدرسة»، ولماذا هي أولاً؟ لأنَّها البيئة الحقيقية الحاضنة للفكر والثقافة والآداب والسلوك، ففيها يقضي طلبتنا غالبية أوقاتهم، متعلمين ومُتشكِّلين، بل هي من أكثر مؤسسات العمل المدني «التصاقاً» بفئات المنتسبين إليها، وهم والحالة تلك أرض خصبة بِكر، ولّادة للإبداع، إن لم تكن بيئات حاضنة للطالب بما في هذه الكلمة من «معنى»، تغدو محطّة لشذوذ السلوك، ومرتعاً للتطرف، «فالمنهاج والمعلم والأسلوب»، كلها هي المعادلة الصحيحة المتوازنة التي ينبغي أن تصب في بوتقة رفعة هذا الصرح البنَّاء، ليُؤتي أُكله بإذنه سبحانه وتعالى. ولكنَّ الخطر كلَّ الخطر في اختلال هذه المعادلة، ومن مكامن الأخطاء المتوقعة في المنهاج، إرهاق الطالب بالواجبات بعد اليوم الدراسي الطويل، مع عدم وجود بيئة مدرسية جاذبة بأنشطتها اللامنجهية وإغراءاتها الثقافية، فيجد الطالب نفسه بعد عناء في «شوق وتلهُّف» لاختلاس وقت يقضيه على وسائل التَّواصل الاجتماعي التي «ينتشي» بالجلوس إليها بلا حسيب أو رقيب في غالب الأحيان، ومن هنا يكون انسياقه سهلاً لدعوات الفكر المتطرف. د. نفلة مهدي الأحبابي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©