الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

بنـات زايـد

بنـات زايـد
22 أغسطس 2017 22:36
منذ زمن بعيد اقترن اسم المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان بالعطاء، وتقديم يد العون والمساعدة لكل محتاج، ما جعله عنواناً ورمزاً خالداً للعطاء والإحسان، وجعل دولة الإمارات العربية المتحدة مساهمة رئيسة في العمل الخيري والإنساني، وهذا ما تؤكده أقواله وأفعاله في المجال الإنساني والخيري، حيث قال: «الغني يجب أن يساعد الفقير، والله العلي القدير منحنا هذه الثروة لتطوير بلادنا، وفي الوقت نفسه للمساهمة في تطوير الدول الأخرى». بتوجيهات من قيادتنا الرشيدة، وبرعاية من وزارة التربية والتعليم، وبذرة الخير التي زرعها زايد، رحمه الله، في قلب كل مواطن وكل مقيم على هذه الأرض الطيبة، أرض الإمارات العربية المتحدة. توجهنا نحن بنات زايد، سفيرات العطاء ضمن برنامج «سفراؤنا» الذي تنظمه وزارة التربية والتعليم، إلى جمهورية موريشيوس تلبيةً لنداء الضمير الإنساني لتخفيف المعاناة عن الشعوب الضعيفة والفقيرة، وتنظيم فعاليات خيرية وإنسانية، وتقديم العون لفئة الأطفال وكبار السن وأصحاب الهمم وغيرهم من الفئات المحتاجة كإحدى فعاليات عام الخير. كنا قافلة خير، قافلة أمل، و قافلة السعادة ورسم الابتسامة على وجوههم، نعم نحن بنات الإمارات، بنات زايد. بدأت الرحلة التطوعية لسفراء العطاء بزيارة جامعة موريشيوس، فكانت محطتنا الأولى، حيث تعرفنا من خلال حضور محاضرة لأحد أساتذة الجامعة، إلى نظام الرعاية الاجتماعية في موريشيوس، وأهم الخدمات التي توفرها الدولة للمحتاجين مجاناً مثل التعليم والصحة و المواصلات. وأكملنا مسيرة زرع الابتسامة والأمل من خلال زيارتنا مراكز عدة تهتم بفئات مختلفة منها: الأيتام، قرية الأطفال، كبار السن، مرضى الصرع، مرضى الثلاسيميا، مرضى السرطان، القرى المحتاجة، وأيضاً لم ننس الجانب البيئي، حيث قمنا بزيارة محمية طبيعية تهتم بالحيوانات والنباتات المهددة بالانقراض، كما أننا ساهمنا في زراعة إحدى الغابات التي تعرضت للقطع والتدمير، فبهذه الأعمال قد تركنا بصمة إماراتية في جميع أنحاء موريشيوس. من خلال هذه الزيارات، وهذه الفعاليات، أيقنت بأن السعادة لا تقدر بثمن مادي، إنما السعادة تأتي بالحنان والاحتواء، وعرفت بأنه يجب علينا أن نسعد الآخرين بشتى الطرق حتى تكون الحياة لوحة ملونة بالألوان الزاهية، جميل أن تدخل السرور على قلوب الآخرين إذا احتاجوا لمساعدة، وتكفيك دعوة صادقة من شخص محتاج يسعدك الله بها.. وكما في الحديث (وخير الناس أنفعهم للناس) عندما تساعد إنسان على قضاء حاجته، فإن هذا يؤلف قلوبكم ويشعركم بالأخوة والمحبة فيما بينكم، وقد قال صلى الله عليه وسلم: (والذي نفسي بيده لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه). سعادة لا تضاهيها سعادة عندما نكون سبباً في إدخال السرور إلى قلوب الآخرين، قمة السعادة وقمة البهجة أن تكون مصدر فرح للآخرين... الأجر من الله والتوفيق في الدنيا.. قال صلى الله عليه وسلم (إن من أحب الأعمال إلى الله إدخال السرور على قلب المؤمن، وأن يفرِّج عنه غماً، أو يقضي عنه ديناً، أو يطعمه من جوع). ثم أخذت أتأمل هذه البقع المختلفة، الممزقة تفاصيلها، الملونة باللونين الأبيض والأسود فقط، فهي عكس البقعة التي أعيش فيها تماماً، أحسست بالنعمة التي أعيش فيها في دولتي الغالية، دولة الأمان والسلام، دولة الإمارات العربية المتحدة، فالحمد لله على جميع النعم، أحمدك ربي على نعمة المياه النظيفة، فهناك من يبحث عن أي مصدر مياه للشرب، أحمدك ربي على نعمة الطعام الجيد فهناك من يأكل البقايا، أحمدك ربي على البيوت والمدارس المزودة بأجهزة التكييف وجميع المعدات التي توفر سبل الراحة، فهناك من يعيش في مكان صغير وقديم ولا يوجد به حتى سقف ليحميه من برودة الطقس، أحمدك ربي على نعمة العدل، فهناك من يسعى لنيل حقوقه، الحمد لله دائماً وأبداً. ليس هذا جديداً على شعب وقادة دولة الإمارات العربية المتحدة، فمنذ زمن وقد زرع زايد هذه البذرة الطيبة، بذرة العطاء وحب الخير في قلوب شعبه، ولا يزال الجميع يسير على نهجه، رحمه الله زايد الخير، كان أباً لشعبه قبل أن يكون قائداً، كما قال صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله: «عندما يفاخر الناس بإنجازات، نحن نفاخر بأننا أبناء زايد الخير، وعندما يتحدث الناس عن التاريخ، نحن نتحدث عن تاريخ من الخير بدأ مع قيام دولتنا». رحلة سفراء العطاء قد انتهت، ومهمة تمثيل دار زايد قد أتمت، لقد عدنا ولله الحمد إلى أرض الوطن بتجربة جميلة، وفوائد عظيمة، وبرحلة عطاء مفيدة، ها نحن اكتسبنا مهارات جديدة، فأقول شكراً أصحاب السمو حكام الإمارات على كل ما تبذلونه من جهد في سبيل راحة وأمان شعب الإمارات، شكراً وزارة التربية والتعليم على إعطائي هذه الفرصة الذهبية، شكراً أمي وأبي على تشجيعي الدائم، شكراً لمشرفي الرحلة، الأستاذة أحلام الأحمد، الأستاذة جميلة المسماري، والأستاذ محمد المنصوري، شكراً زميلاتي سفيرات العطاء لموريشيوس، شكراً لمن ترك بصمةً في قلبي. ابنة زايد.. سفيرة العطاء.. حنان المرزوقي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©