الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الرياضة

منتخب مصر وجماهيره نجوم الشباك في فيلم أفريقيا 2006

13 فبراير 2006
انتهت كأس الامم الافريقية الخامسة والعشرين التي استضافتها مصر خلال الفترة من 20 يناير إلى 10 فبراير 2006 بسلام· وإذا كان حلوها قد تمثل في الاقبال الجماهيري الكبير على مباريات المنتخب المضيف والتوحد الوطني المصري وراءه بصورة غير مسبوقة فإن أبرز مرها تمثل في أزمة تذاكر المباريات التي خاضها الفريق المحلي وبعض المعوقات التي عانى منها رجال الاعلام وخاصة الاجانب منهم·ومع كل هذا يمكن القول بأن مصر نجحت بجدارة في تنظيم هذا الحدث وتمكنت من محو آثار 'صفر المونديال' الذي أصاب شعبها كله بصدمة عنيفة لان النتيجة لم يكن يحلم بها أشد المتشائمين بحظوظ مصر في استضافة نهائيات كأس العالم لكرة القدم 2010 لكن الاهم من ذلك يبقى هذا التضامن الشعبي والرسمي الذي فاق كل حدود منتظرة أو متوقعة وأكد أن المصريين ساعة الجد لا يغلبهم أحد·
ومن أبرز الايجابيات أيضا أن الجمهور كان النجم الاول بلا منازع فقد شجع لاعبيه بكل احترام وتقدير ولم يطلق أي ألفاظ بذيئة أو مسيئة طوال مباريات البطولة على عكس ما كان يحدث من قبل فكان سلوكه مثاليا مما دفع العائلات والفتيات إلى حضور بكثافة لتشجيع منتخب بلادهم في الملعب·
وظل الاحترام المتبادل بين اللاعبين وجماهيرهم علامة مميزة وفارقة في هذه البطولة بالذات خاصة أنهم وجدوا جمهورا لم يعتادوا على مشاهدته من قبل وساندهم بكل قوة فكان جمهورا إيجابيا وليس مجرد متفرجين فاستحق لقب اللاعب والنجم الاول·والواقع أن ارتفاع أسعار التذاكر أفرز جمهورا من طبقة اجتماعية أكثر قدرة وتثقيفا وتعليما وتهذيبا وهذا ما شاهدناه بوضوح في المدرجات في كل المباريات التي خاضها المنتخب المصري·لقد حركت هذه الجماهير التي تميزت بوجود العنصر النسائي بكثرة لاول مرة في الملاعب المصرية نتيجة إفراز الطبقة الاجتماعية التي ذكرناها الحماس والاحساس بالمسؤولية لدى اللاعبين والمسؤولين عنهم في كل موقع·
وأدى هذا الحماس إلى بذل كل جهد ممكن من جانب الجميع كي لا تخيب آمال المشجعين أولا ومن ثم تحقيق النصر المنشود الذي كانت تحتاج إليه الكرة المصرية بشدة بسبب ما تعرضت له قبل بدء الدورة من انتقادات وإهانات بالجملة والقطاعي·
ومن أهم المظاهر الايجابية أن هذا الانتماء للمنتخب لم ينحصر داخل الملعب وحده بل أمتد إلى أرض الوطن بأكملها وتحولت المسألة برمتها إلى قضية وطنية لم يسبق للمصريين أن تجمعوا حول أي قضية تخصهم مثلما حدث في هذه المرة·ومن إيجابيات البطولة أيضا الالتفاف الرئاسي والحكومي حول المنتخب مما أعطى دفعة معنوية لكل الاطراف المعنية بالفريق وبالبطولة·وحظيت هذه البطولة باهتمام الرئيس المصري محمد حسني مبارك وزوجته السيدة سوزان مبارك التي رفعت علم مصر في المباراة النهائية شأنها في ذلك شأن أي مواطن عادي·كما أن مواظبة ابني الرئيس جمال وعلاء على حضور تدريبات الفريق كان له الاثر البالغ في نفوس اللاعبين خصوصا·
وأحلى ما في كأس الامم الافريقية الخامسة والعشرين أنها أنست المواطن المصري همومه وشجونه وبات لا يفكر في رغيف العيش بقدر ما يفكر في المنتخب والسعي وراء الحصول على تذكرة لحضور إحدى مباريات البطولة·وشعر الجميع في تلك الفترة أن مصر بلد لا يعاني من أي مشاكل اقتصادية أو اجتماعية أو سياسية وأن كل الشعب المصري يعيش في رخاء·على أي حال يمكن أن نستفيض في سرد إيجابيات البطولة وقد نحتاج لذلك إلى صفحات وصفحات لكن الاكثر أهمية هو التعرض للسلبيات التي وقعت فيها الاطراف المعنية بالبطولة حتى لا تتكرر مرة ثانية·ولعل أبرز هذه السلبيات تمثل في المعركة الحقيقية التي نشبت بين الجماهير المحبة لكرة القدم وبين المسؤولين عن بيع تذاكر المباريات لدرجة أنها تحولت إلى نقمة واقعية عاني منها القاصي والداني·
وقبل يوم واحد من المباراة النهائية صار البحث عن تذكرة لدخول هذا اللقاء أشبه بالبحث عن 'خاتم سليمان' في كومة من القش·ولم تعرف الجماهير أين ذهبت 'التذاكر المسحورة'·ومع تصاعد هذه الازمة بدأت الجماهير تنقلب على الاتحاد المصري لكرة القدم واتهمته بالسرقة خصوصا بعدما ظهرت التذاكر في 'السوق السوداء' بخمسة أضعاف سعرها·
لكن المصيبة الحقيقية تمثلت قبل المباراة النهائية حيث توجهت الجماهير التي كانت محظوظة بالحصول على التذاكر إلى الاستاد لكن أكثر من 15 ألف متفرج منهم لم يتمكنوا من دخول المباراة على الرغم من وصولهم إلى الملعب قبل الموعد المحدد لاغلاق أبوابه بساعات·
المصدر: 0
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©