الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

طهران ودمشق.. استراتيجية المسارين

2 يونيو 2014 23:28
سكوت بترسون محلل سياسي أميركي نعى الجيش الإيراني هذا الأسبوع ضابط الحرس الثوري الإيراني الذي قتل أثناء القتال في سوريا ودفن في منزله بكامل مراسم الدفن الرسمية. ويعد «عبدالله اسكندري» واحداً من الضباط الإيرانيين المقتولين، الذين بلغ عددهم نحو 60 ضابطاً، والذين سقطوا في دمشق. ويذكر أن دعم إيران ووقوفها جنباً إلى جنب مع وكيلها «حزب الله» اللبناني الشيعي وتقديم الدعم العسكري والاقتصادي قد مكنت الرئيس السوري بشار الأسد من الاستمرار في الحرب الأهلية التي دامت ثلاث سنوات. وبالنسبة لإيران، فإن هذه النتائج تعزز استراتيجية المسارين المتمثلة في الضغط من أجل التوصل إلى حل تفاوضي في سوريا، في حين بذلها كل ما بوسعها من أجل ضمان بقاء النظام لأطول فترة ممكنة. وتريد إيران ضمان أن الأسد، الذي يسعى لإعادة انتخابه اليوم، في انتخابات يصفها النُقاد بالباطلة، يمكنه التفاوض مع المعارضين على أرض صلبة. غير أن التكلفة بالنسبة لإيران عالية جداً في الدم والمال، فضلاً عن تشويه سمعتها – خاصة بين السُنة في الشرق الأوسط – بسبب انخراطها في حرب طائفية بين الشيعة والسُنة، عن طريق استهداف حليفتها سوريا للمدنيين ببراميل متفجرة، إلى جانب الأسلحة الكيماوية. أما مدى الدعم المادي الذي تقدمه إيران للأسد فلا يزال غامضاً، فهي تقول إنها قامت بتدريب أكثر من 50000 من الميليشيات الموالية للنظام السوري. لكن التقارير تفيد بأنها حشدت الآلاف من شيعة العراق وأفغانستان للقتال إلى جانب قوات النظام، في الوقت الذي توفر فيه مستشارين عسكريين لتدريبهم. ومن ناحية أخرى، تباهى قائد الحرس الثوري الإيراني هذا الشهر بتجهيز 130 ألفاً من قوات الاحتياط الإيرانية لدخول ساحة المعركة السورية، مقارناً ذلك بالصراع الذي وقع بين إيران والعراق، والذي دعاه بـ«الدفاع المقدس» في الثمانينات. كما أعلن أن النظام السوري «لم يعد يواجه خطر الانهيار»، وفي الوقت نفسه، تشير المواقع الإيرانية المتشددة إلى وجود حملة للتجنيد تضم نحو 3000 متطوع. ويرى «جوبين جودارزي»، خبير في الشؤون الإيرانية السورية بجامعة «ويبستر» بجنيف، أن «إيران تلعب دوراً كبيراً في تمويل آلة الحرب للنظام السوري، من حيث المال والعتاد والنفط وكل ما يحتاجه النظام». ومن جانبه، تعهد أوباما هذا الأسبوع «بتكثيف الدعم المقدم للمعارضة السورية التي هي بمثابة أفضل بديل للإرهابيين وديكتاتور وحشي»، إلى جانب عمليات التدريب السرية القائمة. وذكرت مصادر إيرانية أن إيران، وسط جهود الحرب، لعبت أيضاً دور صانع السلام، حيث يرجع لها الفضل في التفاوض من أجل التوصل لاتفاق في مطلع هذا الشهر لجعل المتمردين المحاصرين يغادرون مدينة «حمص» سلمياً. كما لعبت إيران دوراً حاسماً في الخريف الماضي لإقناع الأسد بالتخلي عن ترسانة الأسلحة الكيماوية. وصرح مسؤول إيراني طلب عدم ذكر اسمه أن “سياستنا تجاه سوريا لم تتغير. فالجيش السوري ليس في حاجة إلى مستشارين أجانب للحصول على المزيد من الذخيرة والمقاتلين، فدورنا ظل كما كان في الماضي ولم نزد وجودنا أو أنشطتنا في سوريا”. ويقول: “ناصر هديان” أستاذ العلوم السياسية في جامعة طهران إن قوات الأسد في مطلع عام 2013 كانت في موقف دفاعي متخوفة من احتمال هزيمتها في نهاية المطاف، لكن التعزيزات الإيرانية ساعدت على دعم النظام. ويرى “هديان” أن حسابات أمنية تكمن وراء ولاء إيران للأسد، “فالجميع يعلم أن الأسد لا يمكنه حكم سوريا كدولة موحدة، بغض النظر عن قدرته على قمع جميع المتمردين. لذلك فإن إيران تريد الحفاظ على النظام، لأن غيابه سيؤدي إلى الفوضى وانعدام الأمن”. وأضاف المسؤول البارز: إن إيران أرادت مساعدة الأسد على إيجاد حل سلمي. وقد عرض وزير الخارجية الإيراني “محمد جواد ظريف” على المبعوث السابق للأمم المتحدة “الأخضر الإبراهيمي” ومسؤولين بارزين في الأمم المتحدة خطة سلام من أربع نقاط تؤكد على اتفاق سلمي وتقرير المصير. غير أن الأحداث الأخيرة “عززت قبضة عناصر أكثر تشدداً في إيران”. وأوضح “هديان” أن فشل المحادثات السورية في جنيف، وزيادة حدة القتال بين المتمردين دفع إيران لتقديم المزيد من المساعدات العسكرية للأسد. ومن ناحية أخرى، حذر السيد “جوبين جودارزي”، خبير الشؤون الإيرانية السورية، أن القوات الإيرانية على أرض الواقع من المرجح أن تقتصر على أقل من ألف جندي. فهم يدربون الآلاف من السوريين ويشرفون على تدريب الميليشيات الشيعية من مختلف أنحاء المنطقة. وقد أشرف مستشارون إيرانيون على تنفيذ سلاح “الاستسلام أو التجويع” كتكتيك لحصار المناطق التي يسيطر عليها المعارضون السوريون، كما أشرفت طهران على تطويع الآلاف من العراقيين للقتال في سوريا. وذكر دبلوماسي أوروبي في بيروت أن “الإيرانيين يديرون المشهد، فهم يتعاقدون مع الشيعة العراقيين للقيام بجولات في سوريا لمدة ستة أشهر مع ضمان إيجاد وظيفة عند العودة إلى الوطن “. وفي هذا الصدد، نقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» عن لاجئ أفغاني شيعي في إيران قوله: إنه يجري تجنيدهم مقابل 500 دولار شهرياً بالإضافة إلى توفير إقامة إيرانية وتسجيل أولاده في المدارس الإيرانية. ينشر بترتيب خاص مع خدمة «كريستيان ساينس مونيتور»
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©