الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

بعثة المراقبين: لا تراجع للعنف في سوريا دون حوار حقيقي

بعثة المراقبين: لا تراجع للعنف في سوريا دون حوار حقيقي
19 مايو 2012
أكد احمد فوزي المتحدث باسم المبعوث العربي الأممي كوفي عنان انه (عنان)، وربما نائبه سيقومان بزيارة الى دمشق قريبا، لكنه رفض خلال لقاء صحفي في جنيف الإدلاء بأي تفاصيل عن خطة الزيارتين لدواع أمنية. في وقت استبعد فيه رئيس بعثة المراقبين الدوليين في سوريا الجنرال روبرت مود امس انخفاض حجم العنف، ما لم تعط فرصة حقيقية للحوار من قبل كافة الأطراف الداخلية والخارجية. ووجه فوزي مجددا نداء الى جميع الاطراف كي توقف جميع انواع العنف وتبدأ حوارا سياسيا. كما دعا الى وحدة مجلس الامن والمجتمع الدولي، وقال “ان خطة عنان هي الوحيدة المطروحة حاليا”. واوضح ردا على سؤال عن تورط “القاعدة” بالاعتداءات الاخيرة “ان عنان سبق ان تحدث عن وجود عنصر ثالث في سوريا، لكن تعذر علينا التحقق من ماهية هذا العنصر، ونحن نفعل ذلك”. الى ذلك، رأى الجنرال روبرت مود ان مستوى العنف في سوريا لن ينخفض ما لم تعط فرصة حقيقية للحوار من قبل كافة الأطراف الداخلية والخارجية. وقال خلال مؤتمر صحفي في دمشق “نحن مسرورون بما شاهدناه من تعاون الى الآن وشعرنا به منذ وصولنا، لكن رافق ذلك بعض أحداث العنف، وفي بعض المواقع استمر العنف خلال الفترة الزمنية المطلوبة للانتشار الكامل لبعثة المراقبين”. واعتبر رئيس البعثة الدولية “انه لا يمكن لأي عدد من المراقبين أن يحقق خفضا متقدما في مستوى العنف، ما لم يكن هناك التزام حقيقي من كل الاطراف بعملية السلام، وما لم تعط فرصة حقيقية للحوار من قبل كافة الأطراف داخليا وخارجيا”، مشيرا إلى أنه مقتنع أكثر من أي وقت مضى بأنه لا يمكن لأي مستوى من العنف أن يحل الأزمة”. وأوضح ان البعثة بصدد إيجاد طريقة ناجحة للانتشار في سوريا، وذلك بفضل المستوى المتقدم من التعاون مع الحكومة ورئاسة الأمم المتحدة والدول المساهمة”. وقال “نحن ملتزمون بإعادة الوضع الى طبيعته تجاه الشعب السوري وتجاه النساء والاطفال الابرياء”، متابعا “لكن يجب ان نعطى فرصة حقيقية لانجاز ذلك من الاطراف المقاتلة ومن مناصريهم”. ورأى الجنرال مود ان وجود المراقبين الدوليين في سوريا منذ منتصف ابريل كان له تأثير فوري مهدىئ”. لكنه اقر في الوقت نفسه بتصعيد في اعمال العنف خلال الايام الاخيرة. وقال ردا على سؤال عن التشكيك في مهمة البعثة “ان هذا الامر لا يفاجئه لا بل يجده امرا منطقيا”، مشددا في الوقت نفسه على ان لا بديل في الوقت الحالي من مهمة المراقبين من اجل حل الأزمة. واضاف “لا يستحق السوريون بديلا يقود الى مزيد من العنف، وليقنعني احد بأن لديه بديلا جيدا”. واشار مود الى مستوى متقدم من التعاون من جانب السلطات السورية مع المراقبين الذين وصل عددهم الى 260 من اصل 300 هو العدد الذي قرره مجلس الامن. وقال “سأقوم بمنح التصريح بالانتقال من المرحلة الاولى للبعثة والمتضمنة ترتيبات ما قبل الانتشار والتخطيط، إلى مرحلة عمل تنفيذ المهمة وأنا متأكد من أننا سنصل إلى قدرات عملياتية كاملة في وقت قياسي”. واضاف “إن البعثة تخطط لجلب الأطراف للحوار لإعادة الاستقرار بأسرع وقت ممكن، ولا يتوقع منا أن نقوم بهذا قبل تخفيض مستوى العنف المرتكب وإيقافه ونحن جادون جدا وملتزمون بتقديم المساعدة في استعادة الامل وفي عودة الحياة إلى طبيعتها، ليتوصل هذا الشعب إلى تحقيق تطلعاته عبر عملية سياسية وليس عن طريق المزيد من العنف”. وردا على سؤال قال الجنرال مود “أستطيع أن أكون واضحا في توجيه رسالتي المباشرة للشعب السوري بالقول “إننا نحن في المجتمع الدولي موجودون هنا على الأرض مع الشعب، وسنبذل قصارى جهودنا في محاولة خلق أوضاع على الأرض بحيث يتم تخفيض العنف ليتم التحول إلى المسار السلمي، وأن على أي طرف داخل أو خارج سوريا العمل معنا لتحقيق ذلك”. وتابع قائلا “إننا ملتزمون بالعمل على خلق حوار داخلي لتطلعات الشعب وإن خفض العنف والتحول إلى المسار السلمي هو ما نشارك به وهذا دورنا، ولكن على جميع الأطراف داخل وخارج سوريا العمل وبشجاعة على وقف العنف وإذا ما اتحد الجميع حول هذا المسار وهذه الشجاعة، فإننا سنرى تطورا إيجابيا في الأيام والأسابيع المقبلة”. وعن تعليقات الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون بأن تنظيم “القاعدة” متورط في التفجيرات الأخيرة، قال الجنرال مود “لقد شاهدنا بعض التفجيرات التي حدثت مؤخرا في دمشق والتي كانت دليلا على العنف الكبير الذي يتم ارتكابه، والذي لا يفيد أحدا ويلحق الأذى والأضرار فقط بالناس في طريقهم إلى العمل وأطفال المدارس، وأنا قلق بشأن الأحداث التي تستخدم فيها المتفجرات التي تستهدف وتودي بأرواح الأبرياء والمدنيين لأنها لن تساعد الوضع”. واعتبر الجنرال مود أن حجم العنف تناقص بشكل كبير منذ وصول المراقبين، وقال “نحن نرى في الأماكن التي ننتشر فيها تأثيرا لوجودنا ونجري الحوارات التي تتوسع مع كافة الأطراف وأعتقد أنه من الصعب أن نحدد، وأشارك الجميع في القلق مما نراه من عنف متزايد خلال الأيام الأخيرة، حيث تردني تقارير من المراقبين على الأرض تفيد بزيادة العنف”. وحول ما تعرض له فريق المراقبين في خان شيخون بريف ادلب، أوضح ان انفجارا وقع أمام اربع سيارات للأمم المتحدة، ما أدى إلى إلحاق أضرار بالسيارة التي كانت في المقدمة، وقال “هذا النوع من العنف لا نريد أن يحدث مرة أخرى لأنه لا يشكل فقط تحديا واستهدافا لمراقبينا على الأرض بل لجهود المجتمع الدولي، لذلك أدعو الجميع بغض النظر عن دوافع من يقوم بمثل هذه الأعمال أن يعيد النظر في حساباته.. نحن هنا على الأرض لتسهيل تخفيض العنف وعدم الاستقرار الذي يواجهه الشعب السوري، ونحن لا نستطيع حل كل مشاكل الشعب وعلى الأطراف جميعها أن تظهر الجدية الحقيقية في التزاماتها وتؤكد ذلك بالفعل”. وأضاف “إن الموقف الضروري الذي يجب اتخاذه هو أن هؤلاء المراقبين يمثلون المجتمع الدولي، وإذا ما حدث أي شيء آخر لا يستحقه السوريون فستكون هناك بدائل أخرى ستؤدي إلى المزيد من العنف ولا أعتقد وجود بدائل جيدة لدى أحد.. لذلك رسالتي للجميع هي أن السوريين يستحقون التقدم نحو الأمام وهم بحاجة إلى تخفيض مستوى العنف ويستحقون ذلك.. وهذا يتطلب شجاعة كبيرة.. وإنني شخصيا ومنظمتي وفريق عملي سوف نعطي السلام فرصة وسنساعد السوريين للتحول إلى المسار السياسي”. لافتا الى أن البعثة لا تفكر في هذه المرحلة بالتقرير النهائي وإنما بمساعدة الشعب السوري، مشيرا إلى أنه في المرحلة التي ستعمل فيها البعثة على التقرير النهائي لن تكون سرية”.
المصدر: دمشق، جنيف
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©