الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الرياضة

السلاح المضاد لـ «التيكي تاكا» يهدد طموحات «الماتادور»

السلاح المضاد لـ «التيكي تاكا» يهدد طموحات «الماتادور»
2 يونيو 2014 22:41
عندما يخوض المنتخب الإسباني لكرة القدم فعاليات بطولة كأس العالم 2014 بالبرازيل، سيبحث الفريق عن شيء لم يفعله أي منتخب منذ عام 1962 وهو الدفاع عن اللقب العالمي. ولم ينجح أي منتخب في الفوز بلقب كأس العالم في بطولتين متتاليتين منذ أن توج المنتخب البرازيلي باللقب في بطولتي 1958 و1962 علما بأن المنتخب الإيطالي هو الوحيد الذي سبق البرازيليين إلى هذا حيث توج باللقب في 1934 و1938. وصنع المنتخب الإسباني التاريخ بمسيرته الرائعة على الساحتين العالمية والأوروبية منذ عام 2008 وحتى 2012 حيث أصبح أول منتخب يحرز ألقاب ثلاث بطولات كبيرة متتالية ولكن التاريخ لا يساند المنتخب الإسباني في مسعاه للدفاع عن اللقب العالمي، فما من فريق نجح في الدفاع عن اللقب العالمي منذ أكثر من نصف قرن. كما لم ينجح أي منتخب أوروبي من قبل في الفوز بلقب كأس العالم في البطولات التي أقيمت بأميركا الجنوبية. وقال فيسنتي دل بوسكي المدير الفني للمنتخب الإسباني: «نجاحنا في الماضي لا يضمن أي نجاح في المستقبل.. لا نرى أن أي شيء سيكون سهلاً في كأس العالم». وما يزيد الوضع سوءا وصعوبة على الماتادور الإسباني هو أن أسلوب «تيكي تاكا» الذي يتسم به أداء الفريق والذي صنع من خلاله إنجازات السنوات القليلة الماضية لم يعد مخيفا للمنافسين. ويبدو أن المنافسين وجدوا الأسلوب المضاد الذي يثمر في مواجهة أسلوب التيكي تاكا الذي يعتمد على التمريرات القصيرة المتقنة والاستحواذ على الكرة. وبهذه الأساليب المضادة، حقق المنتخب البرازيلي الفوز على نظيره الإسباني 3-صفر في المباراة النهائية لبطولة كأس القارات 2013 بالبرازيل. وبعدها، تعادل المنتخب الإسباني مع تشيلي وخسر أمام جنوب أفريقيا وديا. وقد يلتقي المنتخب الإسباني نظيره البرازيلي مجددا في مرحلة مبكرة من كأس العالم 2014، حيث يمكن للفريقين أن يصطدما سويا في دور الستة عشر للبطولة. ويستهل المنتخب الإسباني حملة الدفاع عن لقبه في المونديال البرازيلي بنفس المواجهة التي أحرز من خلالها اللقب في 2010، حيث يصطدم المنتخب الإسباني في المباراة الأولى له بنظيره الهولندي في مواجهة مكررة للمباراة النهائية لمونديال 2010 بجنوب أفريقيا. وتأتي هذه المباراة ضمن فعاليات المجموعة الثانية بالدور الأول للبطولة والتي تضم معهما المنتخبين التشيلي والأسترالي. ويعتمد دل بوسكي بشكل هائل على مفتاح مهم في أداء الفريق ويتمثل في خط الوسط الذي يمثل قلب هذا النظام. ويحتاج اللاعب تشافي هيرنانديز صانع ألعاب الفريق إلى استعادة المستوى الرائع الذي كان عليه في السنوات الماضية ليحافظ للمنتخب الإسباني على مسيرة نجاحه. كما يواصل دل بوسكي الاعتماد على حارس المرمى المخضرم إيكر كاسياس رغم مشاركة كاسياس مع فريقه ريال مدريد في بطولتي كأس ملك إسبانيا ودوري أبطال أوروبا فقط بينما كانت حراسة مرمى الريال في الدوري الإسباني من نصيب دييجو لوبيز. ويفتقد المنتخب الإسباني في هذه البطولة جهود كل من تياجو ألكانتارا (لاعب الوسط البرازيلي الأصل) للإصابة وكارلوس بويول لاعتزاله اللعب الدولي. كما تحوم الشكوك حتى الآن بشأن مشاركة دييجو كوستا (البرازيلي الأصل أيضا) مهاجم أتلتيكو مدريد الإسباني حيث يعاني من الإصابة. ولكن كوستا قد يتألق، في حالة تعافيه من الإصابة العضلية بالفخذ ومشاركته بالمونديال، في المونديال البرازيلي بعدما قاد أتلتيكو للقب الدوري الإسباني ولنهائي دوري أبطال أوروبا في الموسم المنقضي. وإذا شارك كوستا مع الفريق في المونديال، فقد يضع حدا لاعتماد الفريق على مهاجم غير صريح وهو أسلوب اللعب الذي أسفر عن 14 هدفا للفريق فقط في ثماني مباريات خاضها بالتصفيات. ويترقب عشاق الساحرة المستديرة في كل مكان بالعالم بدء فعاليات البطولة لمعرفة الإجابة على السؤال الذي يحير الجميع وهو ما إذا كان الماتادور الإسباني ما زال قادرا بأسلوب التيكي تاكا على بث الرعب والقلق في نفوس وقلوب منافسيه. وكان المدرب فيسنتي دل بوسكي «63 عاما» هو الاختيار الأمثل لقيادة المنتخب الإسباني خلفا لمواطنه لويس أراجونيس الذي قاد الفريق للفوز بلقب كأس الأمم الأوروبية (يورو 2008). ونال دل بوسكي موافقة جماعية على إسناد المهمة إليه بفضل مسيرته الرائعة ونجاحه السابق مع فريق ريال مدريد في الفترة من 1999 إلى 2003 حيث قاد الفريق للفوز بلقبين في الدوري الإسباني ومثلهما في دوري أبطال أوروبا. وتعامل دل بوسكي مع مهمته الجديدة بذكاء، حيث اعتمد على معظم اللاعبين وعلى نفس الأسلوب الخططي الذي اعتمد عليه أراجونيس لسنوات مطبقا طريقة اللعب 4-4-2 من خلال التركيز على لاعبي خط وسط مدافعين، بالإضافة إلى لاعبين ينطلقان من الجانبين. ويتسم دل بوسكي بقلة الكلام إلى جانب سيطرته التامة على اللاعبين، بالإضافة لعلاقته الطيبة مع وسائل الإعلام، وهو ما لا يتوافر لدى معظم المدربين حاليا. ولم يسر دل بوسكي على نهج أراجونيس، الذي توفي قبل شهور قليلة، في طريقة اللعب فحسب أو في اختيارات اللاعبين وإنما أيضا في الإنجازات، بل إنه تفوق على الراحل أراجونيس وقاد الفريق للقبه العالمي الأول من خلال بطولة كأس العالم 2010 بجنوب أفريقيا. ولم يكتف دل بوسكي بهذا وإنما حقق مع المنتخب الإسباني إنجازا لم يسبقه له أي منتخب آخر، حيث حافظ على لقبه الأوروبي من خلال يورو 2012 ليصبح المنتخب الإسباني هو الفريق الوحيد الذي حصد ثلاثة ألقاب متتالية في البطولتين الكبيرتين (كأس العالم وكأس أوروبا). والأكثر من هذا، حقق دل بوسكي مع الفريق الفوز في أكثر من 80 بالمئة من المباريات التي قاد فيها الماتادور الإسباني. ورغم وجود المنتخب الفرنسي مع الفريق في مجموعة واحدة بالتصفيات المؤهلة لمونديال 2014 بالبرازيل، قاد دل بوسكي المنتخب الإسباني للحفاظ على سجله خاليا من الهزائم في جميع المباريات الثماني التي خاضها بالتصفيات، وحجز بطاقة التأهل المباشر الوحيدة من مجموعته إلى النهائيات تاركا الملحق الأوروبي الفاصل للمنتخب الفرنسي. والآن، أصبح الهدف والتحدي الجديد لدل بوسكي هو قيادة المنتخب الإسباني لإنجاز تاريخي آخر ليصبح أول منتخب يحافظ على لقبه العالمي منذ أن نجح المنتخب البرازيلي في هذا عام 1962 بعد فوزه بلقب مونديال 1958 ولم يسبقه لهذا سوى المنتخب الإيطالي الفائز باللقب في نسختي 1934 و1938. ورغم مشاكل الإصابات التي يعاني منها دل بوسكي وتراجع مستوى مهاجم الفريق في السنوات الأخيرة، لا يبالي دل بوسكي كثيرا بهذه المشاكل، ويرفض أن يتخذها كمبرر مسبق لأي إخفاق، لاسيما وأنه اعتمد في الكثير من المباريات بل وفي بطولات كبيرة على اللعب بدون رأس حربة صريح وكانت الانتصارات من نصيبه أيضا. (برلين - د ب أ)
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©