«طار الوزير».. مسرحية فوق خشبة مواقع التواصل

تامر عبد الحميد (أبوظبي) مزج الفنانان عبد العزيز جاسم، وعبد الناصر درويش الكوميديا بعصر الـ«سوشيال ميديا»، ضمن أحداث مسرحيتهما الجديدة «طار الوزير» التي قدمها أبطال العمل على خشبة المسرح الوطني في أبوظبي مساء أمس الأول، إذ دارت أحداثها حول موضوع الرأي العام وتأثير مواقع التواصل الاجتماعي في العديد من القضايا المجتمعية والسياسية المهمة، وأيضاً على مؤسسات الدولة والأفراد والجماعات، وذلك من خلال رجل بسيط جداً يدعى «بوسلطان» أيده الرأي العام بسبب بساطته وتمتعه بشعبية بين أقرانه والمحيطين به، وكذلك تكوينه قاعدة جماهيرية كبيرة عبر موقع التواصل الأشهر «تويتر»، ليتم تعيينه في منصب وزير. و«طار الوزير»، من تأليف عبد الرحيم الصديقي، وتيسير عبد الله، اللذين سبق لهما التعامل مع مسرح عبدالعزيز جاسم في أعمال سابقة، مثل «شملان في لبنان» و«خليك في البيت»، و«هوامير الأسهم»، وتولى إخراجها فهد الباكر، وشارك في بطولتها كل من محمد أنور، وهدى سلطان، وأمير دسمال وعلي ربشة وعلي الشرشني، وعبدالرحمن العتيبي، ومحمد السني وحسن صقر. قضايا المجتمع يبدأ المشهد الأول من المسرحية بتعريف الجمهور بعائلة «بو سلطان» الذي يلعب دوره عبد العزيز جاسم، فهي عائلة مترابطة محبة له، تتكون من زوجته وابنته وابنه وزوج ابنته، يعيشون جميعاً في منزل واحد، ويولون اهتماماً بمواقع التواصل الاجتماعي، مثل «تويتر»، و«سناب شات»، ثم تتوالى الأحداث ليظهر «بو سلطان» وسط تصفيق حاد من الجمهور، ليبارك أولاً للشعب الإماراتي على فوز منتخبهم «الأبيض» بثلاثة أهداف مقابل هدف واحد على منتخب تايلاند، ليواصل مشواره بنجاح في تصفيات مونديال روسيا 2018، ثم يبدأ حديثه مع عائلته ضمن أحداث المسرحية عن أهمية مواقع التواصل، وتأثيرها على الرأي العام، مصرحاً لهم أن الشفافية والمصداقية وملامسة هموم الناس عبر التعليقات، أكثر ما جذب اهتمام الناس له عبر «تويتر»، وأصبح لديه العديد من المتابعين الذين وصلوا إلى أكثر من مليون و800 ألف، لينتهي المشهد الأول من المسرحية بأن يأتي اتصالاً لـ «بو سلطان»، ليخبره أحد المسؤولين أنه تم تعيينه في منصب وزير بناء على تغريداته اللاذعة، ومناقشته لقضايا تهم المجتمع. فساد مالي ووظيفي «طار الوزير» تعتبر من أوائل المسرحيات التي تناولت ما يدور في فلك مواقع التواصل الاجتماعي، وأهميتها في الرأي العام، ومدى تأثيرها على الناس، وما يمارسه البعض من فساد مالي ووظيفي على نطاق خليجي وعربي، خصوصاً أن «بو سلطان»، بعدما تولى منصب الوزارة، عم الفساد في جميع أركانها، خصوصاً بعد أن وظف كل أقاربه في وظائف الوزارة المختلفة. ارتجال وإفيهات نص المسرحية اعتمد على فكرة تأثير مواقع التواصل على الرأي العام، وأضاف أبطال العمل إليها الكثير من الارتجال، خصوصاً للثنائي الكوميدي عبد العزيز جاسم وعبد الناصر درويش، حيث قدما جرعة من الكوميديا والإفيهات و«النكات» على مدار مشاهد المسرحية التي استمرت نحو ساعتين، إلى جانب خروجهما عن النص أحياناً، وتفاعل الجمهور معهما في أغلب المشاهد. شخص انتهازي جسد عبد الناصر درويش الذي غاب عن المسرح لسنوات طويلة، شخصية شقيق زوجة الوزير، وهو شخص انتهازي لا تهمه سوى مصالحه يعمل مع الوزير ويرافقه كظله منذ أن تولى الوزارة ليصبح مسؤول المراسم بالنسبة له. رسالة هادفة تمنى عبدالعزيز جاسم أن تعيد مثل هذه النوعية من الأعمال المسرحية الجمهور إلى «أبو الفنون» الذي تعطش في الفترة الأخيرة إلى مشاهدة عمل مسرحي مميز، يقدم رسالة مجتمعية هادفة بطريقة كوميدية.