فاطمة عطفة (أبوظبي)
كان جمهور أبوظبي من محبي الموسيقا الكلاسيكية أمس الأول على موعد في قصر الإمارات مع باقة من روائع فاغنر تؤديها أوركسترا غرب أستراليا السيمفونية بقيادة المايسترو السير ريتشارد آرمسترونج بصحبة ألتينور سيمون أونيل، نجم الغناء الصداح في العديد من دور الأوبرا في أوروبا. وذلك بحضور معالي الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان، وزير الثقافة وتنمية المعرفة، وسعادة آرثر ميلتون سبايرو سفير أستراليا لدى الدولة، وسعادة محمد خليفة المبارك رئيس هيئة أبوظبي للسياحة والثقافة. جاء ذلك مع انطلاقة موسم موسيقا أبوظبي الكلاسيكية الذي تنظمه هيئة أبوظبي للسياحة والثقافة.
أوبرا تانهاوزر
تضمن برنامج الحفل أداء خمسة فصول قبل الاستراحة وهي: أوبرا تانهاوزر (الافتتاحية)، ثم أوبرا الفالكيري، وأوبرا لونغرين (فصلين من كل أوبرا). وبعد الاستراحة قدمت الفرقة ثلاث مقطوعات: الافتتاحية والختام من تريستان وايزولد، مقطوعة بارسيفال، وأوبرا «أساتذة الغناء في نورنبرغ».
بدأت الأوركسترا الحفل بعزف افتتاحية أوبرا تانهاوزر التي تحكي قصة الحب الذي ينتهي بفاجعة موت الحبيبة، ثم قدمت فصلين من أوبرا «الفالكيري» الأول بعنوان عواصف الشتاء التي أضاعت بهجة القمر، والثاني أنا سيجموند الدافئ، وقد أداهما ألتينور سيمون أونيل بصوته الجهوري الرائع، ثم عزفت الفرقة الفصل الأول (الافتتاحية) من أوبرا لونغرين، وبعد ذلك قدمت فصلاً آخر من الأوبرا ذاتها بعنوان: «في أرض فيرنم»، أداها النجم سيمون أونيل، وبعد الاستراحة عزفت الموسيقا الافتتاحية والختام من مقطوعة تيرستان وإيذولد، ثم قدمت فصلاً من مقطوعة بارسيفال أداه أيضاً المغني ذاته سيمون أونيل، وفي الختام عزفت الفرقة أوبرا أساتذة الغناء في نورنبرغ، ومنها الافتتاحية ومقطوعات من الفصل الثالث.
«أستراليا السيمفونية»
وقبل الأمسية أقيمت ندوة مصغرة تحدث فيها د. رونالد بيرويتز، مدير برنامج الموسيقا في الهيئة، مبيناً عالم ريتشارد فاغنر وأهمية مؤلفاته الموسيقية في موضوع الحب في جميع أحواله الروحية والحسية التي تناولتها القصص الدرامية في مختلف المواضيع التي ألف ألحانها من أوبرا «تانهاوزر» إلى «تريستان وإيزولد» وأسطورة «لوهنغرين»، كما أشار إلى المكانة المتميزة التي يشغلها المايستروا السير ريتشارد آرمسترونغ، سواء بالعزف على آلة الأورغن أو قيادة الفرق الموسيقية، كما أوضح أهمية أوركسترا «غرب أستراليا السيمفونية» التي اعتبرها أهم وأعرق الفرق الموسيقية في غرب أستراليا ومكانته المتميزة في الابتكار والنشاط الموسيقي.
عزف منفرد
ويواصل موسم «موسيقا أبوظبي الكلاسيكية» برنامجه مع عزف منفرد على البيانو تؤديه الفنانة الفرنسية هيلين جريمو التي ستقدم أول حفل لها بأبوظبي، كما تشمل هذه الفعاليات حفلاً للموسيقار الإسباني جوردي سافال وفرقته من العازفين العرب والغربيين «هيسبيرين 21»، والذي يستكمل رؤيته الموسيقية لرحلة ابن بطوطة من الهند إلى الصين في القرن الرابع عشر.
كما يتضمن برنامج الموسم عروضاً لـ«أوركسترا الهند السيمفونية»، و«أوركسترا كابيتول دو تولوز الوطنية» في أبوظبي والعين. يلي ذلك ليلة موسيقية خاصة يقدمها المؤلف الموسيقي وعازف البيانو المرشح لجائزة جرامي ستيفان موشيو، سوف يقدم خلال هذه الأمسية الموسيقى الكلاسيكية جنباً إلى جنب مع موسيقا البوب برفقة الأوركسترا العالمية للشباب في قصر الإمارات ديسمبر المقبل.
ألف ليلة وليلة
كذلك يشهد البرنامج هذا العام غالبية المقطوعات الموسيقية المستوحاة من «ألف ليلة وليلة»، ويقدم أيضاً أعمالاً كلاسيكية مثل «دون جيوفاني» لموزارت ومختارات من أعمال فاغنر الأوبرالية، ويتم التركيز على الأساليب المختلفة لدمج الحكايات الشعبية وتقنيات
السرد «قصة داخل قصة» في الدراما الموسيقية ضمن برنامج حافل من المشاعر والأحلام المتجذرة في تراث الشرق الأوسط.
كما ستقام عروض «أمسيات» اعتباراً من شهر يناير 2017، وتنطلق بثلاث حفلات خارجية بحديقة أم الإمارات لـ«أوركسترا الهند السيمفونية» مع الفنان ذاكر حسين.
وتضم «سلسلة الموسيقا الإماراتية» عروض العيالة التقليدية على كورنيش أبوظبي، إلى جانب عروض «صوت أبوظبي»، التي ستشهد أمسيات شعرية يصاحبها عزف لموسيقيين إماراتيين في أماكن مختلفة في كل أرجاء الإمارة.
ويقدم «بيت العود» في أبوظبي، المؤسسة الموسيقية المخصصة للتدريب على آلات العود والقانون التقليدية، موسماً كاملاً من الفعاليات والحفلات التي سيتم قريباً إعلان برنامجها الكامل.
عدد اليوم
