الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

المدعي العام السابق يؤيد كلينتون

17 أكتوبر 2016 10:03
قبل عشرين عاماً، كان مايكل تشيرتوف تقريباً على رأس قائمة أعداء كلينتون. فقد كان المستشار القانوني الجمهوري الرئيسي في لجنة «وايت ووتر» في مجلس الشيوخ، وضمن التحقيقات التي أجراها الكونجرس بشأن هيلاري كلينتون. وفي وقت لاحق، أدلت كلينتون بالصوت الوحيد ضده في مجلس الشيوخ عندما تم تعيينه في عام 2001 رئيساً للقسم الجنائي في وزارة العدل. كما كانت أيضاً الصوت الوحيد الرافض لتشيرتوف في عام 2003 عندما تم ترشيحه لمحكمة الاستئناف الأميركية لدورة ثالثة. وعلى رغم ذلك، فقد كان كل هذا قبل ترشيح الحزب الجمهوري لدونالد ترامب كمرشح رئاسي. وقد أحدث هذا هزة في حزب ريجان. والآن، سيمنح تشيرتوف، الذي ظل طوال حياته جمهورياً، صوته لمرشح ديمقراطي في انتخابات نوفمبر. وفي نهاية الأسبوع الماضي، قال لي تشيرتوف -وهو وزير الأمن الداخلي السابق- إن قراره مهم بالنسبة للأمن القومي. وقال: «لقد أدركت أننا أمضينا وقتاً طويلًا منشغلين بقضايا كانت أقل أهمية بكثير مما يتشكل الآن». وبالنسبة لتشيرتوف، فإن كلينتون «لديها حكم سديد ورؤية استراتيجية في كيفية التعامل مع التهديدات التي تواجهنا». ولم تثر قضية «وايت ووتر» كثيراً في هذا الموسم من الانتخابات. ولكن ما أثير هو حادث بنغازي. وتماماً كما أدى تحقيق بنغازي إلى تحقيق الكونجرس في خادم البريد الإلكتروني الخاص بكلينتون، فإن تحقيق «وايت ووتر» قاد الكونجرس أيضاً إلى علاقة بيل كلينتون مع مونيكا لوينسكي. ولذا فمن المهم أن أحد المحققين في هذه القضية سيكون الآن في جانب هيلاري كلينتون. وبحسب ما قال تشيرتوف: «يمكن للناس العودة إلى الماضي وربما ينتقدون بعض الأحكام التي تم إصدارها. وهذا ليس مهماً تماماً مقارنة بالقضية الجوهرية وهي كيفية حماية البلاد». وتماماً كما أن تشيرتوف لا يعتقد أن صداقات كلينتون المراوغة من أيام أركانساس لا تؤهلها للرئاسية، فهو يقول أيضاً الشيء نفسه حول استخدامها لبريدها الإلكتروني الخاص. وهو يرى أن هذه كانت غلطة، ولكنها «لم تعرض الأمن القومي للخطر بشكل متعمد». أما ترامب، من ناحيته، فهو يفتقر إلى الحالة المزاجية والقاعدة المعرفية لكي يكون رئيساً لأميركا. وكان تشيرتوف قد عبر عن آرائه هذه بشأن المرشح الجمهوري من قبل. وفي الشهر الماضي، كان واحداً من كبار مسؤولي الأمن القومي الجمهوريين الخمسين الذين وقعوا خطاباً يحذرون فيه من أن ترامب سيكون قائداً أعلى خطيراً. ولكن العديد من هؤلاء المسؤولين السابقين لم يتجاوز الحدود بعد ذلك ليؤيد كلينتون علانية. وذكر تشيرتوف أنه قد اتخذ القرار بتأييد كلينتون علناً بعد مشاهدته المناظرة الأسبوع الماضي. وقال إن «أحساسيس ترامب بالولاء ليست في محلها. فبعض حلفائنا في الناتو أرسلوا قوات إلى الخارج، وفي الوقت نفسه فهو يدافع عن روسيا ويحاول رفض ما هو معترف به على نطاق واسع من تدخلات روسية في قواعد بيانات أحزابنا أو شخصياتنا السياسية». وقال تشيرتوف إن هذا يصل إلى حد «جعل أصدقائك أعداء مقابل تملق أعدائك». وبالنسبة لتشيرتوف، فإن هذه مسألة تتعلق بالسيطرة على دوافع ترامب «وقد أثير هذا الموضوع أثناء الجدل بشأن ملكة جمال الكون»، بحسب ما قال، مضيفاً «إنه لم يبدِ فقط في المناظرة أنه قد فقد أعصابه، ولكن أن تقوم في الساعة الثالثة والنصف صباحاً وتصل لهاتفك الذكي فإن هذا يبدو لي وكأنه رد فعل هيستيري. إذا كنت رئيساً، فإن الزر الذي ستمد يدك إليه ليس زر تويتر، ولكنه الزر النووي». وقد بدأت علاقة تشيرتوف وكلينتون في التحسن بعد أن تم ترشيحه ليكون الوزير الثاني للأمن الداخلي، في عام 2005. فقد صوتت كلينتون لصالحه هذه المرة. وقال تشيرتوف إنه عندما كان وزيراً، وجد أن كلينتون «لديها رؤية واضحة وأنها صارمة فيما يتعلق بقضايا الأمن القومي». وأكد تشيرتوف أنه يتوقع أن تكون كلينتون مختلفة عن الرئيس باراك أوباما عندما يتعلق الأمر بسياسة الشرق الأوسط. واستطرد: «هناك أشياء قام بها أوباما ولا أتفق معه بشأنها، مثل عدم وجود منطقة حظر جوي في سوريا». وأضاف متحدثاً عن كلينتون: «من خلال ما فهمته من حديثي معها ورؤية ما قالته علناً، فإنها ستكون أكثر صرامة فيما يتعلق بمثل هذه الملفات». إن قرار تشيرتوف بتأييد كلينتون يضعه على الجانب الآخر مقارنة برعاته السياسيين. ففي عام 1983، تم تعيين تشيرتوف في منصب المدعي العام من قبل المحامي العام في ذلك الوقت رودلف جولياني. واليوم، فإن جولياني يعد واحداً من أقرب مستشاري ترامب. وقد ذكر لي تشيرتوف أنه لم يتحدث إلى جولياني مطلقاً بشأن ترامب. * محلل سياسي أميركي ينشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست وبلومبيرج نيوز سيرفس»
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©