الخميس 18 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

خبراء تكنولوجيون يتنبؤون بقُرب زوال برامج التطبيقات الافتراضية والأجهزة المتحركة

خبراء تكنولوجيون يتنبؤون بقُرب زوال برامج التطبيقات الافتراضية والأجهزة المتحركة
22 مايو 2011 22:36
من الصعب تخيُل احتمال انقراض مخازن شركة “آبل” التي تخدم 50 مليون مستخدم وتحوي 400 ألف برنامج تطبيقات و10 مليارات تحميل، لكن حدوث هذا الانقراض يظل محتملاً، ولا يبدو الأمر شبيهاً بالديناصور الضخم “تيرانوصور” المعروف بشراسته وأسنانه الطاحنة التي تلتهم 230 كيلوجراماً في قضمة واحدة ويتغذى على الديناصورات الكبيرة الآكلة للحوم، فهذا الديناصور الضخم على الأقل أدرك أن نهايته قد أوشكت بعد أن بسط سيطرته المطلقة على جميع الديناصورات والكائنات الحية في عهده. وما حصل لتيرانوصور حدث للقوى العظمى والإمبراطوريات، فالتاريخ يخبرنا أنها زالت وتهاوت بعد حين، بصرف النظر عن طريقة هذا الزوال والتهاوي. في الوقت الحالي، يُركز النُقاد والخبراء التكنولوجيون على الخطر الذي يُمثله نظام التشغيل “أندرويد”. فشركة “آبل” ما زالت تُصدر إلى الأسواق كميات هائلة من أجهزة “آي فون”، لكن حتى لو كان على الرئيس التنفيذي لآبل ستيف جوبز الإقرار بأن شركته أضحت مثل إمبراطورية رومانية، فإن العدد اللامحدود من مُصنعي وبائعي الأجهزة التي تعمل بنظام “أندرويد” يُشبهون مجازياً أولئك المتربصين الشرسين على البوابات العملاقة للإمبراطورية. ولا يرجع أصل المشكلة لنظام “أندرويد”، بل إن “أندرويد” في الواقع هو مجرد ديناصور تُثير خطاه الكثير من الغبار والضجيج. والخطر الحقيقي يكمن في برامج التطبيقات الافتراضية، أي كل ما تقوم بتحميله على جهازك في اللحظة التي تفتحه ويسمح لك بفك ارتباط جهازك بالشبكة، سواءً كان ذلك مجموعة أخبار أو ألعاب أو رسائل إلكترونية أو أي شيء آخر. وإذا كُنت لا تعتقد بأنها ستعمل، وتستبعد الارتباط والارتهان بالمنافذ الخارجية للمعايير الافتراضية المفتوحة مثل الناقل المتسلسل العام (USB)، فقم بتحميل نسخة مجانية من “أنجري بيردز/الطيور الغاضبة” الخاصة بـ”جوجل كروم” وحاول فصله عن شبكتك المحلية وسترى ما الذي سيحصل! مستقبل “وردي” عندما أعلن ستيف جوبز في سنة 2008 أن جهاز “آي فون” سيكون له العديد من برامج التطبيقات التي ستُتاح جميعها على المتصفحات، كان يعتقد أن برامج التطبيقات الافتراضية هي ذلك المستقبل الذي لا يمكن لأحد سلبه لونه الوردي. كان جوبز بتفاؤله هذا بعيداً بعض الشيء عن جادة الحقيقة، وهو ما قاده في وقت لاحق إلى الارتداد إلى الاتجاه المعاكس وإقامة مخزن برامج التطبيقات في نهاية المطاف. وكتب براين كينش، مهندس برمجيات سابق في جوجل ومُطور حالي لبرامج حماية الخصوصية، في أحد رسائله الإلكترونية الحديثة “هي كلمة واحدة: التوزيع. هناك ملياران من المستخدمين الافتراضيين مُقابل 50 مليون من مُستخدمي نظام “آي أو إس”. وهذا لا يعني أن الوصول من دون الارتباط الشبكي إلى برامج التطبيقات الافتراضية وصل مرحلة الكمال. لكن حاول مثلاً فتح موقع Nytimes.com/chrome عن طريق متصفح “فايرفوكس” أو “جوجل كروم” وسترى ما الذي يُخبئه المستقبل. فُك ارتباطك بالشبكة وستظهر لك البوادر: إمكانية الوصول من خارج الشبكة إلى كل الأخبار والأشياء. وحسب كينيش، فإن نقطة الضعف الحقيقية لبرامج التطبيقات الافتراضية هي الوصول إلى المواصفات الخاصة بكل جهاز. ويُضيف كينيش “إن الأمر يُشبه إلى حد كبير خليطاً من المواد غير المتجانسة، ويبدو أنه سيغدو معقداً أكثر بحيث يجعل من تكاملية البيانات أمراً أصعب. فمصنعو الإلكترونيات الصلبة يعملون بوتيرة أسرع من المؤسسات والهيئات المعيارية الأخرى. وأفترض أن الاعتبارات الجمالية ستواصل حضورها في الوقت الراهن. وقد يرغب مطور ما في ادعاء ملكية شيء مبتكر ما بعد الاستحواذ عليه من متصفح كروم من قبيل “قائمة العناوين أو “صندوق البحث” أو غيره”. مُثُل طوباوية على الرغم من ذلك، تبدو تعرية متصفح كروم من برامج التطبيقات الافتراضية أبعد ما تكون من التحدي، وتُعتبر تطويراً لمجموعة متوسعة من الأجهزة. ومع برامج التطبيقات الافتراضية، قد يتمكن المُطورون من ترميز المنتجات الافتراضية ومن الوثوق أكثر بأن برامجهم ستعمل في أي جهاز، سواءً كان هاتفاً أو حاسوباً لوحياً أو حاسوباً شخصياً أو غيره من الأجهزة، مع وجود معايير متوافقة مع المتصفح، طبعاً مع تثمين وقت المطورين وجهودهم ومواردهم. ولا يبدو أي من هذه المُثل الطوباوية حول مستقبل يتم فيه تحرير جميع برامج التطبيقات من مخازن أجهزتها الخاصة ومنصاتها المتميزة تعني شيئاً إلا إذا أبدى المطورون استعدادهم لبيع برامج التطبيقات الافتراضية وجني أرباح منها. ولا يمكن أن يكون من قبيل الصدفة تخصيص شركة “جوجل” نسبة 5? فقط من العمولة على برامج تطبيقات الويب التي تُباع عبر مخازن برامج تطبيقاتها. ويبدو الأمر شبيهاً بمصفوفة متتالية متجهة صوب مخازن برامج تطبيقات شركة “آبل” التي تُخصص للمطورين نسبة عمولة تصل ستة أضعاف ما يُخصصه آخرون. وهذا يقودنا إلى القول إن برامج التطبيقات التي ستحتاج لأن تكون أصلية في المستقبل هي فقط تلك التي تعمل في أجهزة ليست جزءاً من المعايير الافتراضية الموجودة. ويَخلص كينش إلى القول “بعد بضع سنوات، آمل أن يكون مآل برامج التطبيقات الأصلية هو الزوال، وأعتقد أن ذلك هو ما سيحصل لغالبية هذه البرامج”. عن “وول ستريت جورنال” ترجمة: هشام أحناش
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©