الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

تلوين الصيصان يغري الأطفال بامتلاك دمية متحركة مصيرها الموت

تلوين الصيصان يغري الأطفال بامتلاك دمية متحركة مصيرها الموت
22 مايو 2011 22:35
مهنة بيع طيور الزينة على أنواعها، بدءاً من “الصيصان” الملونة التي أخذت حيزاً مهماً في اقتنائها من قبل الأطفال والكبار على السواء، وصولاً إلى الأصناف الأخرى أي الطيور المغردة كالكناري والحسون وعصافير العاشق والمعشوق والنغل وغيرها. في هذا السياق، يقول مربي “الصيصان” الملونة والطيور المغردة، عبدالله السموري إن تربية هذه الأنواع تعتمد على الزينة التي تجذب الزبون، خصوصاً الأطفال الذين تجذبهم الألوان وأشكال الطيور وبقية الدواجن، لاسيما بالنسبة إلى “الصوص” الملون والمميز بجمال شكله. ويزيد أن ما يجمع زبائنه والصغار بنوع خاص عشقهم لـ”الصيصان” الذين ينفرد بعرضهم على عربته الصغيرة، حيث بدأت العلاقة معهم كهاو، وسرعان ما تحولت إلى مهنة يعتاش منها. وعن المواسم وازدياد حركة البيع والشراء، يقول السموري إنه في مناسبات الأعياد تزدهر المهنة ويزداد الطلب على “الصيصان” الملونة، وحسب رأيه أن الصوص المميز يحافظ على مظهره، وهو مستقل عن بقية الطيور بالنسبة لجمال شكله وصوته ولونه، وزبائنه معظمهم من الأطفال الذين يفضلونه عن غيره، لأنه يكون بمتناول أيديهم عكس الطيور الأخرى. إلا أن تلوين الصيصان قد يؤذيها. إلى ذلك، يقول أخصائي علاج الطيور والحيوانات د. سرج أبوعضل إن “الصيصان” الملونة سريعة المرض والموت، وهذا يعود إلى عملية التلوين التي يقوم بها البائع لجذب الزبائن وإغراء الشاري. فالألوان من شأنها إضعاف بنية الصوص ومنعه من النمو المعتاد بل حرمانه من التنفس، وبالتالي فإن الموت هو مصيره. ويؤكد البائع عبد سرور أن هذه المهنة موسمية، وهي ليست مربحة بالشكل الذي يتصوره البعض، لأنها تكاد تسد رمق العائلة ومتطلباتها العادية، أي أن إيرادها اليومي عبارة عن عصر نفقات من كل متطلبات الحياة البسيطة. فالـ”صوص” يحتاج إلى عناية وتغذية لكي يعيش. أبو شادي يمتهن بيع الطيور و”الصيصان” الملونة، في مواسم معينة، مثل الأعياد والعطلات الصيفية. وعن سر رواج حركة شراء “الصوص الملون”، يشير إلى تكلفته الزهيدة، حيث أن قارورة “سبراي” واحدة تلون أكثر من عشرة “صيصان”. إلا أن المؤسف في هذه التجارة أن “الصوص” لا يعمر طويلاً لدى الأطفال، أولاً لانعدام وجود التربة الصالحة التي يستطيع من خلالها الحياة طويلاً، وثانياً لأن الطفل يعتبره دمية متحركة أو لعبة يلهو فيها في غرف المنزل، مع حمله بشكل دائم، وعصره في بعض الأحيان، وهذا ما يعرضه إلى حالات اختناق وضيق نفس، عدا عن أن الغذاء المتوافر في التربة الرملية والحدائق، هو غيره في الغرف المغلقة. وفي بعض الأحيان يعمد الأطفال إلى الاعتناء بالـ”صيصان” بطريقة مهلكة، مثل غسله باستمرار من أجل النظافة، وهو ما يؤدي به إلى التهلكة السريعة. اللافت، أن بعض الباعة يطلقون أسماء خاصة على الصوص من باب الدلع وجذب المشترين. فهناك “القبضاي” والشرس وابن العائلة من “الصيصان”، ولا بأس من خريطة جذور للنسب “الصيصاني”، وهذا ما يلهث وراءه الأطفال لجهة اللون، والكبار لجهة الكنية و”شرش” العائلة العريق. فالـ”الصوص” “القبضاي” والشرس يفضله البعض على ابن العائلة “الكلاس”، او طبقة النخبة، حيث وصلت هوس الامتيازات إلى هذه الفئة، عدا عن أن الأصوات العذبة، “وسمفونية” الألحان لدى التغريد، تعطي “الصوص” علامات تفوق عن غيره، وتجعل الرغبة بشرائه تزيد من سعره واقتنائه. وتغيب احتفالات الأعياد، وتمضي المناسبات والمواسم وتستمر تجارة بيع “الصيصان” الملونة في بال الأطفال أولاً والكبار ثانياً، ويبقى “الصوص” سجين القفص الصغير بانتظار قدره المحتوم، حيث لا قدرة له على الحياة في البيوت العصرية، فرائحة التراث هي الغذاء الروحي لاستمراريته، وما تبقى ديمومة اصطناعية لا تعوضه عن غرفة “العناية الفائقة” التي توفرها أيدي الأطفال الذين يعتبرونه لعبة متحركة، ودمية حية صبغت بألوان شتى، أضعفت بنيته ومنعته من التنفس، وبالتالي أدت إلى وفاته بسرعة.
المصدر: بيروت
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©