الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

حلول لمشكلة شح المياه

22 مايو 2011 22:28
عاماً بعد عام تصبح مشكلة شح المياه في منطقة الخليج العربي من أهم التحديات التي تواجه دول المنطقة، ورغم أننا مستمرون في استخدام المياه إلا أن وسائل الترشيد والتثقيف لا تواكب الواقع، لأن الحاجة يومية بينما الحملات والبرامج التي يتم وضعها للحد من خطر نفاد المخزون المائي غير متكافئة مع الهدر والجفاف، هناك قطاعات تقنن لأجل توفير الإنفاق على فواتير المياه، مثل المستهلك في المنزل وأصحاب المباني الاستثمارية المتوسطة، بينما هناك قطاعات تعد جزءاً من الأسباب التي تسرع في نفاد المياه، وفي ذات الوقت لا توجد حلول ولا بدائل، وقد ذكر الخبراء أن الجزء الثاني من الأسباب يعود لوقوع دول الخليج -ومن ضمنها دولتنا- ضمن المناطق الصحراوية الجافة. نحن لا نملك الأنهار ولا توجد لدنيا كميات كبيرة من الأمطار التي يمكن أن تساهم في إحداث سيول تذهب إلى الأرض، كي تشكل جزءاً من المياه الجوفية، وبذلك أصبح مخزوننا المائي مهددا خاصة أننا كدول ضمن شبه الجزيرة العربية، قد تضاعف عددنا خمس مرات خلال العقود الأربعة الأخيرة، وخلال السنوات القادمة سوف يزداد الطلب على المياه سواء في المنازل أو للتصنيع. لذلك لا بد من البحث عن حلول جذرية، لأن تحلية المياه بحاجة لعنصر رئيسي يدعهما بشكل مواز لها، لأن المياه التي تعود للبحر نتيجة عمليات التحلية سوف تفسد البحر وتضر ضرراً بالغاً بالمخزون السمكي، وهكذا نصبح في مواجهة مشكلتين كبيرتين وليس واحدة. لا بد من استثمار مالا يقل عن ثلاثين مليار درهم في مجال الحلول التي توفر المياه وتمنع الضرر الذي يمكن أن يحدث للبحر والكائنات التي تعيش فيه، نتيجة لضخ كميات مركزة من المياه المالحة الناتجة عن المعالجة إلى البحر، وأن يكون الحل بعيداً عن البحر الذي أصبح مصدراً رئيسيا للحصول على مياه صالحة للشرب، وفي ذات الوقت يتم الاستثمار في مجال المياه الهامشية التي يمكن أن تكون بديلاً للاستخدامات الأخرى، والأمر يتطلب التحرك اليوم وليس الانتظار حتى عام أو أكثر، وبإمكاننا أن نستفيد من خبرات الكوادر الوطنية الخبيرة، خاصة أنهم الأكثر دراية بواقع المياه من خبير مستورد، وأكثر حرصا على إيجاد الحلول التي تتلاءم مع بيئتنا وواقعنا. علينا البدء اليوم وليس غداً، لأن الأمر لا يتحمل الانتظار، ونحن بحاجة لحلول عملية على أرض الواقع، أكثر من وضع الدراسات والبحوث في كتب توزع، أو توضع في رفوف المكتبات العلمية، رغم أن تلك الكتب ربما تكون من بينها بحوث تضم بعض الحلول التي نبحث عنها، ولكن لم تحصل على الفرصة والدعم ولم تستثمر. الاستمطار مكلف ومد خطوط مياه عذبة معالجة من محطات التحلية حل مناسب، ولكنه يأتي على حساب آلاف بل ملايين الكائنات البحرية، ونحن كدولة تسعى لإحداث اكتفاء غذاء ذاتي، لن نصل لتحقيق ذلك ولن تجد الرؤى لها مكانا لتصبح حقيقة، طالما لا تزال هذه التحديات تطل بعنقها، ليس من الأمس القريب، وإنما منذ أمد بعيد تجاوز الخمسة عشر عاما، ولهذا لم يعد أمامنا الكثير لأن استراتيجيتها البيئية أمامها حتى عام 2020، وهو وقت قصير مقارنة بحجم التحديات. المحررة
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©