الثلاثاء 19 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

قطر وإيران وثلاثية «الحوثيين» و«القاعدة» و«الإخوان»..!

قطر وإيران وثلاثية «الحوثيين» و«القاعدة» و«الإخوان»..!
22 أغسطس 2017 13:39
بسام عبدالسلام (عدن) لجأت ميليشيات الحوثي الانقلابية في اليمن إلى إطلاق سراح عدد من نشطاء وقيادات التجمع اليمني للإصلاح (الإخوان)، وذلك في إطار قنوات التواصل التي تجري بين الطرفين برعاية قطرية- إيرانية. فيما أصبح تنظيم «القاعدة» محوراً مشتركاً بين «الحوثيين» و«الإخوان» لاستخدامه لأهداف سياسية. وجاءت عملية الإفراج عن المعتقلين المتهمين بالانتماء إلى الإخوان من قبل الميليشيات الانقلابية، رسالة صريحة على التقارب والتفاهمات الطويلة بين الطرفين برعاية الدوحة وطهران خصوصاً بعد قرار الدول الداعية لمكافحة الإرهاب (الإمارات، السعودية، البحرين، مصر) مقاطعة قطر على خلفية تحالفاتها مع إيران والإخوان وتمويل الإرهاب والجماعات المتطرفة في المنطقة. وسبق هذه الخطوات، دعوات سياسية من قيادات إخوانية للتقارب مع قوى الانقلاب تحت مبرر دعوات للحوار وإحلال السلام حفاظاً على البلد ووحدته، ولقيت هذه الدعوات ترحيبا كبيرا من قيادات الحوثي التي قالت إنها إيجابية وتأتي لمصلحة الوطن. ولم تكن عملية إطلاق سراح عناصر «الإخوان» خطوة التقارب الوحيدة بين الطرفين، فقد سبقها خطوات أخرى تنسيقية تمثلت في انسحاب عدد من مقاتلي «الإصلاح» من الجبهات القتالية، كان آخرها انسحابات في محافظة ريمه وسط وعود من ميليشيات الحوثي بعدم ملاحقتهم أو مضايقتهم إلى جانب إبرام قيادات إخوانية اتفاقات مع الميليشيات في البيضاء وإب تقضي بالتنسيق المشترك تحت غطاء استقرار المحافظات الواقعة تحت سيطرة الانقلابيين. وأكد عدد من النشطاء المدنيين والسياسيين أن قطر تلعب دوراً تدميرياً وإرهابياً في اليمن عبر تحالفاتها المشبوهة مع تنظيم الإخوان وفروعها من جماعات متطرفة وتحالفها ودعمها لميليشيات الحوثي. وأضاف هؤلاء أن قطر تعيش في ظل المقاطعة الخليجية والعربية عقب كشف مخططاتها في تمويل ورعاية الإرهاب، حالة من التخبط والشتات، ما دفعها إلى تحريك أذرعها وشبكاتها الإخوانية لاستهداف التحالف العربي بعد ما حققه من انتصارات ضد الانقلابيين والعناصر الإرهابية. وأكد الكاتب والناشط السياسي محمد مثنى الشعيبي أن التقارب اليوم يجري التنسيق له بين ميليشيات الحوثي والإخوان في اليمن يظهر جلياً للمتابع الداخلي والخارجي عبر الخطوات بين الطرفين التي تؤكد حقيقة التحالف الخبيث كنوع من المكايدة السياسية والإضرار بالبلد. وأضاف أن التحالف بين الحوثيين والإخوان يعكس مدى التأثير الخارجي والتبعية العمياء التي ينتهجها الطرفان حسب رغبات وتوجهات أسيادهم وداعميهم في كل من قطر وإيران، لافتا إلى أن هذا التقارب الجديد يهدف إلى إفشال إنجازات التحالف العربي في الداخل اليمني ونشر الفوضى والقلاقل في المنطقة. وأكد الشعيبي أن الإخوان في اليمن لا يدركون نتائج تحالفهم المخزي مع ميليشيات الحوثي، فذهابهم المفضوح إلى حضن إيران برعاية قطرية تعيد إلى الأذهان خيانتهم العظماء بحق البلد وبحق ثورات التغيير السلمية وتضحيات أبنائه طوال العامين والنصف من القتال ضد الميليشيات الانقلابية وقوات صالح. وأضاف أن التحالف مع الحوثيين ليس بالشيء الجديد على «إخوان اليمن» فسبق خلال السنوات الماضية خصوصا إبرام اتفاقات سرية بين الجانبين عبر وساطة قطرية، مضيفا أن الإخوان تربوا على النهب والسلب والمتاجرة بمعاناة وآلام الشعب اليمني لسنوات طوال، وصولاً إلى جعل الحرب الأخيرة وعاصفة الحزم مصدراً للكسب والاسترزاق عبر البيع والمتاجرة العلنية بالدعم السخي من السلاح والغذاء دونما تحقيق أي انتصار ملموس على الأرض فهذا ليس بغريب عليهم بان يوجهوا قبلتهم صوب طهران بدلا من مكة المكرمة. وأكد المحلل السياسي والأكاديمي علي الخلاقي، أن الدور القطري في عاصفة الحزم كان متواضعاً وخجولاً مقارنة بما تقوم به دول التحالف الأخرى خصوصا السعودية والإمارات، موضحا أن علامة متميزة تربط قطر بميليشيات الحوثي ومنذ وقت مبكر قبل اجتياحهم صنعاء تحت ذريعة لعب دور الوسيط بين هذه الميليشيات والحكومة. وأضاف أن الأيام كشفت الترابط الوثيق بين إيران والحكومة القطرية في التعامل مع جماعة الحوثي الإرهابية وتهيئة الأرضية لهم للوصول إلى ما وصلت إليه من قوة واستحواذ على أسلحة الدولة ومؤسساتها، إلى جانب الاستهداف التي تعرضت لها مواقع قوات التحالف العربي وأدت إلى استشهاد عدد من أفرادها. وأشار الخلاقي إلى أن الدول الخليجية والعربية المؤيدة للمقاطعة وصلت إلى هذا القرار بعد أن تيقنت تماما من أن قطر تعمل ضد التحالف العربي وضد الأمن القومي العربي على مستوى الخليج، لافتا إلى أن الوضع لا يجب أن يستمر طويلا ويجب على قطر أن تعود إلى حاضنتها الخليجية والعربية فليس هناك خيار آخر لشعوبنا إلا بوحدتها وتلاحمها في مواجهة المخاطر التي تمس منطقتنا بشكل عام وعلى رأسها التهديدات الإيرانية. من جانبه، أكد الناشط المدني عارف ناجي رئيس المجلس التنسيقي للمنظمات غير الحكومية رئيس مؤسسة الوضاح للحوار والتنمية أن قرار المقاطعة المفروض على دولة قطر سوف يسهم بالتأكيد في تجفيف منابع الإرهاب في المنطقة. وقال «إن قطر وعبر أحزاب سياسية إخوانية لعبت دورا تدميرا وإرهابيا لخلق حالة من الفوضى في عدن والمحافظات الجنوبية المحررة لأغراض خلط الأوراق والدفع نحو التشويش عن أداء دور السلطات المحلية والتحالف العربي خاصة دور الإمارات التي تسهم في إعادة الإعمار والتنمية ومحاربة الإرهاب والتنظيمات المتطرفة». وأشار ناجي إلى أن قطر تسعى عبر مكونات إخوانية إلى بث المغالطات والافتراءات ونقلها للرأي المحلي والعالمي بهدف التشويش على الدور المحوري والبارز الذي تلعبه دولة الإمارات، سواء في تحقيق الانتصارات العسكرية ضد الميليشيات الانقلابية أو الحرب المفتوحة للقضاء على الإرهاب والتنظيمات المتطرفة، بالإضافة إلى الدور الإنساني والإغاثي الذي تلعبه هذه الدولة والذي أسهم في تطبيع الحياة وإعادة الأمل للأهالي والمتضررين من دون استثناء. وأكد أن الإخوان فشلوا في تحقيق أي انتصارات في الشمال مقارنة بالجنوب، رغم الانتهاكات التي تحدث في صنعاء والمحافظات الواقعة تحت سيطرة الميليشيات الانقلابية من قتل وتدمير إلا أن الإخوان ومكوناتها وعبر شبكات منظمة تمولها قطر سعت إلى ضرب الأمن والاستقرار في المحافظات المحررة وبث التقارير والأكاذيب لاستهداف جهود التحالف العربي وعلى رأسهم الإمارات. إلى ذلك، كشف مصدر سياسي في صنعاء لـ«موقع 24» أن تنظيم «القاعدة» تبادل اتهامات مع الحوثيين، في محاولة لتهدئة الانتقادات المتزايدة للتقارب بين الحوثيين والإخوان. ورأى مراقبون أن التهديدات المتبادلة بين «القاعدة» والحوثيين ما هي إلا زوبعة إعلامية، لصرف النظر عن الانتقادات المتزايدة للتقارب بين الحوثيين والإخوان. وسبق للحوثيين أن أفرجوا عن قيادات بارزة في تنظيمي «القاعدة وداعش»، أبرزهم عبدالمجيد الريمي، الذي يعد من أبرز منظري التنظيمات الإرهابية الموالية لقطر، والذي أفرج عنه الحوثيون في مايو 2016. كما أفرج الإخوان عن قيادات بارزة في ميليشيات الحوثي، أبرزهم مصطفى المتوكل الذي أفرج عنه في صفقة غامضة في مايو 2017. وقالت القوات الحكومية، إن العديد من عناصر الإخوان قاتلوا في صفوف الحوثيين. وأظهرت صور بثها مقاتلون موالون للحكومة عناصر إخوانية قتلوا في البيضاء وسط اليمن والبقعة بصعدة خلال العامين الماضيين. وقالت تقارير إعلامية إن التقارب بين الإخوان والحوثيين غير مفاجئ، فهناك دلائل تؤكد أن الطرفين أوجدا تحالفات سرية برعاية طهران والدوحة منذ 2012، لوضع أرضية مناسبة لإظهار هذا التحالف السري إلى العلن تحت مبرر مصلحة البلد وأمنه.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©