الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الرياضة

مارادونا.. مشاهدة مدفوعة الأجر

مارادونا.. مشاهدة مدفوعة الأجر
29 يونيو 2018 01:02
محمد حامد (دبي) لأنه الأسطورة دييجو أرماندو مارادونا، فهو الشخص الوحيد في العالم الذي يحصل على المال لكي يشاهد مباريات مونديال روسيا من المدرجات، فالجميع يتسابقون لحجز تذاكر المونديال، والبعض الآخر يبحث عنها في كل مكان وبكافة الطرق، لكي يكون حاضراً في هذا الحدث الكبير، والبعض يكون محظوظاً بتلقي الدعوة للحضور مجاناً، ولكن مارادونا فقط يحصل على المال لكي يوافق على أن يكون جزءًا من الحدث، مما يعني أنه أحد أقوى ضمانات النجاح التنظيمي والإعلامي لمونديال روسيا، ولم تتردد السلطات الروسية، وكذلك الفيفا في فعل كل شيء لكي يكون الأسطورة نجماً للمونديال. وكان جياني إنفانتينو رئيس الفيفا قد أكد قبل توليه مقاليد الرئاسة، إنه سوف يجعل أساطير كرة القدم من مختلف دول العالم في صدارة المشهد، إن لم يكن عبر مناصب رسمية في الفيفا، فسيكون ذلك من خلال أدوار شرفية يقومون بها، تحت ما يسمى بسفراء اللعبة، ونواب الفيفا حول العالم، وخاصة في بلدانهم الأصلية، ومنذ توليه المنصب عقب نجاحه في الانتخابات أثبت إنفانتينو أنه لم يتنازل عن وعوده خاصة فيما يتعلق بأساطير ومشاهير اللعبة، حيث يهدف من وراء ذلك إلى استعادة ثقة الجماهير والإعلام في الفيفا، ومحاولة تلميع صورته التي تضررت كثيراً خلال السنوات الماضية، تحت تأثير ملفات الفساد التي ضربت سمعة كرة القدم والاتحاد الدولي بقوة. دييجو أرماندو مارداونا العدو الأول لرئيس الفيفا السابق جوزيف بلاتر، أصبح من أكثر المقربين من المؤسسة الكروية الأكبر في العالم منذ تولي إنفانتيو رئاسة الفيفا، فهو الضيف الأول والأكثر أهمية في جميع الفعاليات والمناسبات الكروية التي ينظمها الاتحاد الدولي للعبة، فقد كان نجماً لحفل قرعة المونديال، وها هو يسجل حضوره اللافت في المدرجات في الوقت الراهن لدعم منتخب الأرجنتين في جميع مبارياته. وقد ظهر مارادونا في مباريات منتخب التانجو الثلاث ليجذب الأضواء كعادته، ويثير جنون الجماهير ووسائل الإعلام العالمية، والتي وصفته بأنه أسطورة تتجدد جاذبيتها في كل مكان وزمان، فهو النجم الأشهر في تاريخ كأس العالم، واللاعب الوحيد في تاريخ البطولة الذي لعب دور البطولة المطلقة في تتويج منتخب بلاده باللقب، وقد حدث ذلك في مونديال المكسيك 1986، ومنذ هذا الوقت لم يتمكن أي لاعب آخر من جذب الأضواء كما فعل مارادونا، وخاصة مواطنه ليونيل ميسي الذي تعددت محاولاته لمنح التانجو لقباً مونديالياً على طريقة الأسطورة دييجو، إلا أن محاولاته لم يكتب لها النجاح حتى الآن، وكان الإنجاز الأكبر بلوغ نهائي مونديال 2014، والهزيمة من الألمان بهدف جوتزه القاتل. ووفقاً لتقارير عالمية، فإن مارادونا ليس مجرد ضيف في مدرجات مونديال روسيا، فهو يحظى باهتمام القيادة الروسية والفيفا، إلى حد أنه يحصل على ما يقرب من 10 آلاف جنيه إسترليني «15 ألف دولار» في المباراة الواحدة، وهو ما يعادل 50 ألف درهم إماراتي تقريباً، فضلاً عن تحمل الفيفا كافة تكاليف ونفقات السفر والإقامة وغيرها، حيث يرى الفيفا أن مجرد وجود مارادونا في المدرجات، يجعل نجاح المونديال من الجانب التنظيمي أمراً حتمياً، وهو ما يحرص عليه الفيفا ومعه اللجان الروسية المنظمة للمونديال. أسطورة الأرجنتين والكرة العالمية عبر كل العصور، جذب الأنظار بقوة في المباراة الأولى التي شهدت تعادلاً مخيباً لآمال التانجو مع آيسلندا، فقد ظهر وهو يدخن السيجار على الرغم من أن ذلك ليس مسموحاً به، وعاد ليعتذر عن ذلك لاحقاً، كما حرص على الظهور بنظارة لامعة خطف بها فلاشات المصورين وأنظار الجماهير، ولأنه يتصرف بتلقائية كبيرة، فقد رد تحية بعض جماهير كوريا الجنوبية له بالإشارة إلى عينه، وهي إشارة يعتبرها الكوريون وكافة شعوب الشرق الآسيوي عنصرية، وهو ما لم يكن مارادونا يدركه أو يتعمده على حد تأكيدات وسائل الإعلام والصحف العالمية. وفي الموقعة الأكثر أهمية للأرجنتين أمام نيجيريا، ظهر مارادونا في قمة الحماس والانفعال طوال المباراة، وخاصة مع هدف ماركوس روخو في نهاية المواجهة، والذي تأهل به المنتخب الأرجنتيني إلى دور الـ 16 بصعوبة بالغة، ومن فرط حماسه تعرض مارادونا لوعكة صحية، أثارت القلق في المدرجات، وتم إسعافه، وسط أهتمام عالمي لافت، وبعد ساعات عاد مارادونا ليقول للجميع: أنا حي جداً، لم أتعرض لأي مشكلات. وتابع مارادونا: أشعر بالدهشة والغضب مما تم نقله عبر وسائل الإعلام، أعلم جيداً أن الأخبار السيئة أكثر انتشاراً من الأخبار الجيدة، لقد اتصلت بي شقيقتي وهي تشعر بالقلق، وحينما قلت لها إنني بخير لم تصدقني، مما جعلني أطلق بعض الصافرات عبر الهاتف لكي تدرك أنني بخير، كما تلقيت العديد من الاتصالات للاطمئنان على صحتي، أقول للجميع إنني بخير ولم يتم نقلي إلى المستشفى، بل شعرت ببعض الألم في رقبتي وتم إسعافي، أنا حي جداً، والأمور بخير.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©