السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

شركات الإنترنت النامية تزاحم نظيراتها الأميركية

شركات الإنترنت النامية تزاحم نظيراتها الأميركية
7 أغسطس 2010 21:05
قامت شركات مثل دي أس تي، وتن سينت، وناسبرس، باستثمارات واعدة في شبكة الانترنت بالعديد من الاسواق الناشئة.وأصبحت هذه الشركات تزاحم بقوة نظيراتها الأميركية والأوروبية. وبدأت الآن شركات تمويل الانترنت الغربية الكبرى، تحذو حذو هذه الشركات. وربما لم تكن هذه الشركات تحمل اسماء وشهرة كالتي تتمتع بها جوجل، وياهو، لكنها لا تقل عنها حجما ونشاطا. وتمثل مواقع ديجيتال إسكاي تيكنولوجيز “دي أس تي” اكثر من 70% من تصفح الانترنت باللغة الروسية، كما تعتبر ناسبرس اكبر مجموعة اعلامية افريقية تعمل داخل الانترنت وخارجه. اما تن سينت، فهي اكبر شركة انترنت في الصين، وثالث أكبر شركة في العالم. وتخطى وجود هذه الشركات حدود بلدانها إلى دول أخرى، حيث تستثمر فيما بينها من خلال عشرات المؤسسات العاملة في مجال الانترنت في بقاع مختلفة من العالم. وتعتبر”دي أس تي” ، من اكثر هذه الشركات انتشارا ومغامرة، حيث تملك شراكات كبيرة مع الشركات الأميركية المتطورة، خاصة فيس بوك اكبر شبكة اجتماعية في العالم. ولربما لا تبدو الشركات الثلاث مختلفة من الوهلة الاولى، حيث قام اثنان من المستثمرين الروس بتأسيس “دي أس تي” في 2005 بانشاء البوابة الالكترونية الروسية ميل دوت آر يو. وتملك الشركة اليوم اكبر المواقع الالكترونية الروسية ومزيج من المساهمين الكبار مثل جولدمان ساكس، وأليشر أسمانوف البليونير الروسي الذي يملك 27% من حصصها. وناسبرس التي تتخذ من كيب تاون مقرا لها، والتي تنشر ديلي سن، اكبر صحف جنوب افريقيا، فيناهز عمرها المائة عام. وتعتبر هذه الشركة من اكثر الشركات القديمة الطموحة في العالم حيث ما تزال مبيعاتها التي بلغت نحو 3.6 مليار دولار في السنة المنتهية في مارس، تأتي من المطبوعات، وقنوات التلفزيون المدفوعة القيمة، إلا أنها تستخدم هذه الأموال في شراء مؤسسات الانترنت. وتنحدر تن سينت التي تأسست في 1998، من مدينة شينزين بالقرب من هونج كونج، وبلغت عائداتها في 2009 نحو 1.8 مليار دولار. وتعرف هذه الشركة باسم “كيو كيو” الذي يطلق على خدمة للرسائل السريعة قوامها 567 مليون مستخدم. وتاتي معظم أرباحها من العاب الانترنت، ومن عملة معدنية افتراضية تسمى “كيو كوينز”. ويقوم المستخدم بشراء هذه العملة بعملة حقيقية لشراء سلع رقمية مثل الاسلحة الافتراضية وغيرها. وبالرغم من الفروقات التي بينها، الا ان هذه الشركات تعمل كحلف واحد، حيث يعود السبب في ذلك للتداخل المالي فيما بينها. وتملك ناسبرس جزءا من بوابة روسيا ميل دوت أر يو، كما تعتبر من المستثمرين الاوائل في تن سينت التي تملك فيها 35%. واستثمرت تن سينت في ابريل الماضي 300 مليون دولار في دي أس تي لتملك بذلك اكثر من 10% من حصتها البالغة نحو 3 مليارات دولار. كما تملك تن سينت استثمارات في فرع ناسبرس أم آي أتش للانترنت في الهند. والاكثر من ذلك، يجمع هذه الشركات هدف واحد وهو ايجاد شركات انترنت واعدة في بلدان يندر وجود المستثمر الغربي فيها. وتعمل دي اس تي مثلا في روسيا وما جاورها، وناسبرس في مؤسسات الانترنت المنتشرة في البلدان النامية مثل البرازيل، والهند. اما تن سينت، فتعتبر الاكثر حذرا بين الثلاث شركات، حيث انها وبجانب استثماراتها في دي اس تي، تملك اسهم قليلة في بعض شركات الالعاب مثل فينا جيم في فيتنام. ويساعد هذا الوجود العالمي هذه الشركات على الاستفادة من الدروس التي تعلمتها في بلد ما، لتطبيقها في آخر، وكذلك على تبادل المعرفة فيما بينها. وادركت دي اس تي امكانية نمو الشبكات الاجتماعية في روسيا، حيث تحول معظم افراد الشعب الروسي من استخدام رسائل الانترنت في تواصلهم، الى المواقع الاجتماعية. كما استفادت دي اس تي من طرق اخرى لكسب الارباح مثل التجارة الالكترونية، والعاب الانترنت. واندمجت ميل آر يو مع أستروم أون لاين للالعاب، لانشاء تن سينت الروسية. التحول نحو دول العالم الأخرى لم يكن اكثر من عامل زمن، قبل أن تحاول واحدة من الشركات الثلاث تطبيق الدروس المستفادة من الأسواق الناشئة، في الغرب. وكانت دي اس تي هي السباقة في هذا المجال لأسباب عديدة. حيث تعلم شركاؤها الاساليب التجارية في أميركا، وهي تخطط للدخول في العالمية في يوم ما. ولاحت لها الفرصة بعد الحذر الذي أبداه المستثمرون التقليديون، وعدم ادراكهم للنمو السريع الذي يمكن ان تحققه الشبكات الاجتماعية بعد انقضاء الازمة. ومن العوامل التي ساعدت دي اس تي في الانضمام الى مجموعة من الشركات مثل اليفيشن بارتنرس، وتي سي في، وسيلفر ليك، والتي تزود مؤسسات الانترنت الاميركية الناجحة بالاموال اللازمة، تركيبتها التي تسمح لها بسرعة ردود الافعال، والعروض المغرية التي يصعب رفضها. ووافقت في حالة فيس بوك على ما كان يبدو في ذلك الوقت قيمة كبيرة، كما وافقت على شراء اسهم الموظفين. ودفعت دي اس تي 800 مليون دولار مقابل الحصول على 10% من حصة فيس بوك. وعندما قامت اليفيشن باستثمار 120 مليون دولار في فيس بوك، اصبحت قيمة الشركة نحو 23 مليار دولار. ويرى بعض المحللين أن دي اس تي دفعت اكثر مما ينبغي لزونجا، اكبر مؤسسة لخدمات العاب الانترنت في العالم. لكن لم يدركوا سرعة النمو الذي يمكن أن تحققه كل من الشركتين. وبالرغم من أن ناسبرس لا ترغب في الاستثمار في دول الغرب، الا ان تن سينت ربما تحتذي بشركة دي اس تي وليس بها. وذكر مارتن لاو رئيس تن سينت ان شركته بصدد زيادة نشاطها الخارجي الذي ربما يثمر بمحادثات تفضي لشراء ياهو. وفي المقابل، فان النجاح الذي حققته الشركات الثلاث ربما يحث الشركات الاوروبية على الدخول في الاسواق النامية. وتخصصت بالفعل تايجر العالمية وهي واحدة من صناديق التحوط في نيويورك، في استثمارات الشركات المبتدئة متجاوزة بذلك جدار تكتلات شركات التكنولوجيا الغربية الشهيرة. ويبدو واضحا الآن انتشار استثمارات الانترنت في العالم، وان الغرب يفقد احتكاره ليس للافكار الذكية الخاصة بتجارة الانترنت فحسب، بل لتمويل هذه التجارة ايضا. عن “إيكونوميست”
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©