الخميس 28 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

20 دقيقة لترويض البدانة ·· بدون رجيم

20 دقيقة لترويض البدانة ·· بدون رجيم
28 نوفمبر 2008 01:41
الانتشار الوبائي للسكري في الإمارات والخليج يبدأ من موائد الطعام واخطاء التغذية، هذا ما أجمع عليه كل الأطباء الذين التقيناهم خلال رحلة البحث عن أسباب انتشار هذا المرض وطرق الوقاية· الآراء أجمت على أن السلوك الغذائي الخاطئ يتصدر أسباب الانتشار الوبائي للبدانة، والبدانة تؤدي إلى الإصابة بالسكري عند من لديهم الاستعداد لذلك، ووقاية المجتمع من مخاطر ومضاعفات انتشار السكري على نطاق واسع تبدأ من تعديل وترشيد وتحسين السلوك الغذائي واعادة النظر واجراء مراجعة شاملة لمكونات موائدنا· رحلة البحث عن ''مواصفات'' صحية أكثر لموائدنا ولسلوكنا الغذائي، كشفت حقائق قد تبدو للكثيرين: أنت تستطيع أن تأكل ما تشاء دون أن تصاب بالبدانة ومضاعفاتها، فقط المطلوب منك أن تغلق جهاز التليفزيون قبل أن تبدأ في تناول طعامك، وأن تمتنع تماما عن تناول أي طعام وأنت واقف، وتتوقف عن تناول أي طعام خارج البيت، باختصار المطلوب من كل منا أن يتعلم كيف يأكل وأن يتجنب قائمة طويلة من أخطاء التغذية· يقول الدكتور محمد أبو الغيط استاذ التخدير والعناية المركزة في كلية طب قصر العيني المصرية واستاذ التغذية العلاجية: المشكلة الحقيقية ليست في كمية ما نأكل، ولكن في ماذا وكيف ومتى نأكل·· الغذاء الصحي ليس فيه ممنوعات أو محظورات من حيث المكونات، الصحة الغذائية لا تعني الحرمان ولا تطالب به، بل تعني بعض الضوابط والتعديلات في السلوك· يضيف: النمط العصري للحياة مسؤول عن تدهور أوضاعنا الغذائية والصحية·· خصوصا بعد أن استسلمنا له تماما، وعلى سبيل المثال، هل سأل أي منا نفسه لماذا يشعر بالجوع الشديد في منتصف النهار اذا تناول وجبة الإفطار، بينما ينسى الطعام تماما ولا يشعر بالجوع إذا غادر بيته بدون تناول أي طعام؟، المفروض أن من يتناول وجبة الإفطار لا يشعر بالجوع كما يشعر به من لم يتناولها·· وهذا ''المفروض'' كما نعتقد يعكس حقيقة الأخطاء الغذائية الكثيرة التي تسيطر علينا· الخطأ الأول ـ إذن ــ هو إهمال وجبة الإفطار، فعدم تناول هذه الوجبة يعطل آلية التمثيل الغذائي وحرق الدهون للحصول على الطاقة في الجسم، ولذلك يلاحظ من يتناول إفطاره أنه يشعر بالجوع في منتصف النهار، لأن عملية حرق الطاقة تتم بالمعدل الصحيح، والدرس الأول هو أن تناول الإفطار مفيد ومهم جدا· أخطاء ''الغداء'' الخطأ الثاني هو عدم الانتظام في تناول وجبة الغداء، ففي وقت الغداء نكتفي في الغالب بتناول ساندويتش أو وجبة سريعة، والسمة المميزة لمعظم الوجبات السريعة هي أن 65 بالمائة من مكوناتها دهون، أي أننا فعليا نأكل دهون ومعها القليل جدا من اللحم، وجرام واحد من الدهن يعطي الجسم 9 سعرات حرارية، بينما اللحوم الحمراء الخالية من الدهن وكذلك النشويات، يحتوي الجرام منها على 4 سعرات حرارية، والفارق كبير جدا· والدهون تجعل الانسان يأكل أكثر، فما لا يعلمه الكثيرون هو أن الدهون تعطل أو تعوق آلية الشعور بالشبع· والحقيقة الثالثة هي أن سرعة التمثيل الغذائي للدهون بطيئة، وهو ما يعطى الجسم فرصة لتخزين الطاقة الناتجة عن الدهون على شكل شحوم في الجسم، ولذلك يكون الفارق كبيرا جدا بين ساندويتش يحتوي على هامبورجر وبين ساندويتش يحتوي على لحم احمر، وثالث يحتوي على قطعة جبن وشرائح طماطم وخيار· الخطأ الثالث ـ يقول الدكتور أبو الغيط: إننا نلتهم الوجبات السريعة بسرعة، بمعنى أننا في الغالب نتناول الساندويتش ونحن واقفون وربما سائرون في الشارع، لذلك نأكله باستعجال أو بسرعة كبيرة، وتناول الطعام بسرعة يجعلنا نتناول كمية أكبر من الطعام قبل أن نشعر بالشبع، فالمعروف أن حركة التخاطب والإشارات العصبية بين الدماغ الجهاز الهضمي تحتاج إلى حوالي 20 دقيقة قبل أن يصدر الدماغ قرار الشبع الملزم بالتوقف عن تناول المزيد من الطعام·· وبالإضافة إلى ذلك وربما قبل كل ذلك·· الدهون تحفز على تناول المزيد والمزيد من الطعام لأنها تجعل مذاقه أشهى وطعمه ألذ· العشاء التليفزيوني والخطأ الرابع ينقلنا إلى وجبة العشاء، وأول ما نلاحظه هو معظمنا يتناول وجبة المساء وهو يشاهد التليفزيون، وتقريبا لا توجد غرفة طعام في أي بيت لا يحتل التليفزيون مكانا رئيسيا فيها، ولذلك لا نركز فيما نأكل بقدر تركيزنا فيما نشاهد ومن يأكل بدون تركيز يأكل أكثر وأكثر·· والدراسات العلمية أثبتت أن تناول الطعام أمام التليفزيون يزيد كمية ما نتناوله بشكل كبير·· ولأننا نأكل ما يفوق الطاقة· ولأننا نأكل وجبة العشاء في وقت متأخر، فأننا نشعر بالخمول الشديد بعد الأكل مباشرة، فنتوجه إلى النوم، وهذا يعني عدم حرق سعرات حرارية وإجهاد شديد للقلب· والخطأ الخامس هو أن كل الأخطاء السابقة تصاحبها حالة عامة من الخمول والكسل والعزوف عن ممارسة أي قدر من النشاط البدني، نحن أصبحنا حتى لا نتحرك في البيت، الريموت كنترول أو أجهزة التحكم عن بعد أصبحت البديل المريح لذلك، والكمبيوتر والانترنت والدش والسيارة جعلت الإنسان كسولا جدا· حقائق رقمية ويقول الدكتور شوقي المنير استشاري أمراض الجهاز الهضمي والغدد الصماء في أبوظبي: إن الحركة وحدها ليست كافية لحرق كل ما نحصل عليه من سعرات زائدة على الحاجة، يجب مع الحركة تجنب كل الأخطاء السابقة، لأن ما يحدث هو أن البعض يفرطون في تناول الأطعمة الدسمة اعتقاداً منهم أن ممارسة رياضة المشي كفيلة بحرق كل الزائد من السعرات، ولهؤلاء نقول إن المشي السريع أو الهرولة لمدة ساعة كاملة يحرق 300 سعر حراري، ووجبة طعام دسمة وحافلة بالدهون يمكن أن تحتوي على 3000 سعر حراري، وبما أننا لا نتناول وجبة طعام واحدة في اليوم فهذا يعني أن عدد السعرات الزائدة في اليوم الواحد قد يتراوح بين 2000 إلى 3000 سعر حراري، وحرق هذه السعرات الزائدة يحتاج إلى الهرولة المتصلة لمدة تزيد على 10 ساعات بلا توقف، والمعروف أن الكيلوجرام الواحد من الشحوم المخزونة في الجسم يحتوي على 9000 سعر حراري، والتخلص منه يحتاج إلى الهرولة أو المشي السريع لمدة 30 ساعة، إذن المطلوب هو التكامل بين المجهود البدني وبين النظام الغذائي لكي ننعم بصحة جيدة وشباب دائم ورشاقة مستمرة· ويرى الدكتور المنير أن إسهامات الحياة العصرية في قائمة أسباب اعتلال الصحة الناتج عن أخطاء السلوك الغذائي، لا تتوقف عند هذا الحد، فهناك أيضا تأثير الضغوط النفسية، التوتر والقلق والضغط· المعروف أن الضغوط النفسية الشديدة تحفز إفراز هرمون الكورتيزول في الجسم·· ومن وظائف هذا الهرمون ترسيب الدهون حول الجذع أو ما يعرف الكرش، وهذا النوع من الدهون يمثل أكبر عبء على البنكرياس وعلى الأوعية الدموية، وهي أخطر أنواع الدهون، وهذا النوع من السمنة هو اخطر أنواعها، ولذلك فإن سمنة الرجال اخطر من سمنة النساء· انتهت وصفة الصحة الغذائية·· انتهى الدرس الخصوصي·· فهل ننجح في الامتحان الغذائي اليومي أم نواصل الإجابات الخاطئة؟·· الإجابة متروكة لك· زيت الزيتون يقاوم الكوليسترول ولا يمنع البدانة جانب آخر من جوانب الأخطاء الغذائية يكشفه الدكتور عباس السادات استشاري الأمراض الباطنية وامراض الجهاز الهضمي والكبد في أبوظبي·· يقول: نحن نعرف أن الكوليسترول ضار بالصحة ويسبب تصلب الشرايين وأمراض القلب، ولكن الكثيرين منا لا يعرفون أن هناك أنواعا أخرى من الدهون، أكثر خطورة أو لا تقل خطورة، وأن كون بعض أنواع الدهون أو الزيوت خالية من الكوليسترول، لا يعني أنها لا تسبب البدانة· وعلى سبيل المثال، يعتقد الكثيرون أن جميع الزيوت النباتية صحية لأنها لا تحتوي على الكوليسترول، ويكفي أن نشاهد جملة ''خال من الكوليسترول'' على أي عبوة زيت نباتي لكي نعتبره صحيا تماما ونستهلكه، ربما بكميات تفوق الاحتياج الفعلي، رغم أن بعض هذه الزيوت تحتوي على كميات كبيرة من الأحماض الدهنية المشبعة الضارة، مثل زيت النخيل وزيت جوز الهند وزيت بذرة القطن، والمعروف أن هذه الزيوت تستخدم بكثرة في المطاعم لإعداد الأطعمة المقلية وكذلك يستخدمها الكثيرون في البيوت لقلي الطعام باعتبارها خالية من الكوليسترول وصحية رغم احتوائها على الأحماض الدهنية المشبعة · وحقيقة اخرى مهمة، هي أن جميع الشحوم والزيوت تسبب البدانة إذا تم تناولها بكثرة وبما يزيد على حصتها من مصادر السعرات الحرارية اليومية، ولا يستثنى من ذلك زيت الزيتون الذي يحتوي على نفس القدر من السعرات الحرارية الذي تحتوي عليه اي شحوم او دهون او زيوت اخرى، والفارق هو في مقاومته للكوليسترول الخبيث· وبشكل عام فإن أفضل الزيوت على الاطلاق هو زيت الزيتون، وأفضل مصادر الدهون أو الاحماض الدهنية غير المشبعة، والمفيدة للجسم هي الاسماك والمكسرات، ولكن الافراط في المكسرات يؤدي الى البدانة، أي اننا في جميع الأحوال يجب أن نراعي احتياجنا اليومي من السعرات الحرارية ونصيب الزيوت او الدهون منها· الرجيم الكيمائي·· حقيقة علمية بلا تفسير هل تعلم أن خلط العديد من أصناف الطعام في الوجبة الواحدة، يجعل الجسم يحصل على كامل السعرات الحرارية في جميع هذه الأصناف، وبالتالي يزيد من معدلات البدانة، أي أننا عندما نتناول وجبة تحتوي على النشويات والبروتينات الحيوانية والدهون، مثل الفتة والثريد، وكل الأصناف المماثلة والشائعة جدا في المنطقة العربية، فإن الجسم يستخرج كل الطاقة الموجودة في هذه الوجبة ويستهلك منها ما يحتاجه ويختزن الفائض على شكل دهون·· هذا ما يؤكده الدكتور محمد أبو الغيط، استاذ التغذية العلاجية· يقول: لو فرض أننا تناولنا صنفا واحدا، وليكن نشويات على شكل أرز أو معكرونة، فإن الجسم لا يحصل على كل ما في هذه الوجبة من طاقة، ولعل هذا ما يفسر آلية عمل ما يعرف بالرجيم الكيميائي والذي يعتمد على تناول صنف واحد من الطعام طوال اليوم كوسيلة لإنقاص الوزن·· ففي نظام الصنف الغذائي الواحد لو أننا تناولنا طعاما يحتوي على 2000 سعر حراري، فإن الجسم يحصل من هذه الكمية على 1000 سعر فقط، ويحرق 1500 سعر، إذن يضطر إلى سحب 500 سحر حراري من مخزون الشحوم فيه، مما يؤدي بمرور الأيام إلى التخلص من البدانة· هذه النظرية أثبتت صحتها وفاعليتها، ولكن حتى الآن لا يوجد تفسير علمي قاطع لها، ولكن هناك تفسيرات اجتهادية عديدة منها على سبيل المثال أن كل صنف من أصناف الطعام يتم هضمه بواسطة إنزيمات خاصة، وعندما نتناول صنفا واحدا بالكمية التي تحقق لنا الشبع فإن الإنزيمات الهاضمة لهذا الصنف تصبح غير كافية لهضمه كله·· فيهضم جزئيا ويتم امتصاص السعرات الحرارية من الجزء المهضوم وحده· وبرغم ذلك، فنحن لا ننصح بالاعتماد في طعامنا دائما على صنف واحد ولكن بتقليل التنوع قدر الإمكان، نستطيع أن نتناول وجبة تعتمد بشكل أساسي على النشويات مع الخضروات الطازجة·· وفي الوجبة التالية نتناول بروتينات حيوانية على شكل اسماك مشوية مثلا أو لحوم، مع خضروات· ومن الأخطاء الغذائية الشائعة كذلك، تناول الفاكهة بعد وجبة لحوم دسمة، وعلى الرغم من أهمية تناول الفواكه الطازجة بشكل عام، إلا أن تناولها بالتحديد بعد وجبة مشاوي أو أي وجبة تحتوي على دهون وشحوم بكمية كبيرة، يزيد من امتصاص الكوليسترول والدهون الثلاثية من الوجبة وبالتالي يزيد من التأثيرات التراكمية الضارة لها
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©