السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

أصحاب المهن السياحية يخشون صيفاً «كارثياً»

أصحاب المهن السياحية يخشون صيفاً «كارثياً»
19 مايو 2015 21:50
جربة (أ ف ب) بقيت الكراسي التي اعتاد السياح الاسترخاء عليها للتمتع بحرارة الشمس قرب مسبح فندق من فئة 4 نجوم في جزيرة جربة السياحية جنوب شرق تونس، فارغة. ويخشى مهنيو السياحة في تونس من موسم صيف «كارثي» إثر حادث متحف باردو الشهير وسط العاصمة تونس في 18 مارس الماضي. وقال مدير الفندق عادل تراس، في نبرة لا تخلو من تشاؤم، «انتهى الأمر بالنسبة لهذه السنة». وعادة، يكون الفندق الذي يعد 170 غرفة مزدحما بالسياح الإيطاليين في فصلي الربيع والصيف. ومع بداية العام، كانت الأمور تبشر بموسم «مثالي» حسب عادل تراس الذي اختار 25 موظفا جديدا. وقبل الهجوم على متحف باردو، حجزت وكالة سفر إيطالية كل غرف الفندق للفترة ما بين مطلع مايو الماضي وحتى نهاية أكتوبر المقبل مقابل 1?4 مليون يورو. لكن الوكالة ألغت الحجز بعد الهجوم الذي صدم مهنيي السياحة التونسية. و«كانت تداعيات الهجوم ثقيلة جدا» بحسب عادل تراس. والسياحة تعتبر أحد أعمدة الاقتصاد التونسي، إذ تشغل 400 ألف شخص بشكل مباشر وغير مباشر، وتساهم بنسبة 7 % في الناتج المحلي الإجمالي. وتأثرت سياحة تونس بحالة عدم الاستقرار الأمني والسياسي التي شهدتها البلاد بعد 2011، وبتصاعد عنف مجموعات جهادية مسلحة. وفي جزيرة جربة وحدها، أغلق خلال السنوات الأربع الأخيرة ثلاثون فندقا حسبما أفاد فرانس برس فرحات بن تنفوس، أمين عام نقابة أصحاب الفنادق في الجنوب الشرقي التونسي. وقال بن تنفوس «كانت السنوات الأربع الأخيرة مضطربة جدا. كان لدينا وزراء سياحة كثيرون وحكومات كثيرة، يعني كثيرا من عدم الاستقرار السياسي وهذا منع العمل على المدى الطويل» ثم جاء هجوم باردو «ليفاقم من الأوضاع». وخلال الموسم الصيفي، تحقق سياحة تونس ما بين 60 و70% من رقم أعمالها السنوي لأنها سياحة شاطئية بالأساس. وقال جلال الهنشيري، رئيس نقابة أصحاب الفنادق في الجنوب الشرقي التونسي، إن الموسم السياحي الصيفي الحالي «يبدو سيئا. ونأمل ألا يكون كارثيا». ويأمل فرحات بن تنفوس، أن تقتصر الخسائر المالية للسياحة التونسية في 2015 على تراجع بنسبة 5% في العائدات مقارنة بسنة 2014، رغم أن عائدات العام الماضي كانت دون تطلعات المهنيين. وقال: «أعتقد أنه يجب ألا نتحدث عن هذا العام وعام 2016، بل عن استراتيجية لتجاوز الأزمة». وفي الربع الأول من 2015، وقبل حصول الهجوم على متحف باردو، لم تكن هناك مؤشرات على موسم سياحي واعد في تونس، إذ تراجعت العائدات السياحية بنحو 7%، وعدد الليالي المشغولة بنسبة 10,7%، وعدد الواصلين إلى الحدود بنسبة 14,2%، مقارنة بالفترة ذاتها من 2014، بحسب إحصائيات وزارة السياحة. وخلال السنوات الأخيرة، برزت مشكلة جديدة أثرت، بحسب خبراء، على صورة الوجهة السياحية التونسية، وهي تراكم القمامة في مناطق سياحية رئيسية، مثل جزيرة جربة التي تعاني من غياب نظام مناسب للتخلص من النفايات. وقال فرحات بن تنفوس: بذلت جهود لحل هذه المشكلة في جزيرة جربة، وتعززت الإجراءات الأمنية استعدادا للموسم الصيفي. لكن التجار في أسواق جربة، يشكون في أن تكون هذه التدابير كافية لجذب السياح. وقال ياسين بن عثمان، حرفي جلود، «السياح القليلون في جربة خائفون بعد ما حصل في باردو، إذ يفضلون عدم مغادرة الفندق. منذ 2011 لم تكن أي سنة أفضل من سابقتها، لكن هذه السنة هي الأسوأ». وأفادت السائحة الأسترالية ريناتا باير، «القول بأني أخاف من التواجد هنا مبالغ فيه، لكني غير حرة في تنقلاتي لأني تفاديت ولأسباب تتعلق بالسلامة تأجير سيارة، وفضلت أن أكون مصحوبة بأصدقاء». ولم تعرف بعد نتائج حملةترويج للسياحة التونسية، خصوصا على شبكات التواصل الاجتماعي، أطلقتها السلطات لتشجيع السياح على العودة إلى تونس. وقال بائع الملابس التقليدية إبراهيم زغديد: «إن استمرينا على هذا النسق، فسأضطر لتغيير المهنة. فالسياحة لم تعد مصدر رزق مضمون».
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©