الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

«النجوم الصغيرة» تعزف سيمفونيات راقصة تتناغم مع الإبداع

«النجوم الصغيرة» تعزف سيمفونيات راقصة تتناغم مع الإبداع
19 مايو 2013 20:35
في إطار الحفل السنوي لفرقة «النجوم الصغيرة» التي اعتادت على إقامة حفلها السنوي منذ ست سنوات، تألقت العديد من الفتيات الصغيرات على مسرح المركز الوطني للوثائق والبحوث في أبوظبي، حيث وصل عددهن إلى خمس وسبعين فتاة، مثلن ثقافات مختلفة بأدائهن الراقي وحركاتهن الرشيقة، ما ينم عن أنهن تلقين تدريباً على أعلى مستوى في الجمباز الراقص، واستمرت العروض على مدار يومين، قدمت العروض 77 فتاة من أعمار مختلفة، بحضور عقيلات سفراء الكويت، عمان، مصر، تونس، وليبيا، في الإمارات، والقائم بأعمال السفارة اللبنانية في أبوظبي. أشرف جمعة (أبوظبي) - اثنان وعشرون عرضاً فنياً، قدمتها الفتيات الصغيرات اللواتي كن نجوماً يحتفي بهن الجمهور بحرارة، ويستقبل رقصاتهن بشغف لا حد له، وتصفيق حار، في جو أسري جميل، حيث حضرت عائلات بكاملها لمساندة أطفالها في هذه الاحتفالية الفنية الراقية، فضلاً عن وجود جمهور من نوع آخر، يقدر الفن، ويتناغم مع الإبداعات التي قدمتها «النجمات الصغيرات»، على الإيقاعات الموسيقية المتنوعة، بثقة عالية، وكأنهن يعزفن سمفونيات عالمية، تختزل الفن في أعلى درجاته ومكوناته الدقيقة الخلابة. إعجاب الجمهور البداية كانت على مسرح المركز الوطني للوثائق والبحوث في أبوظبي، حيث تجمعت أعداد كبيرة من العائلات، وتدفقت إلى أروقة المسرح قبل بدء العروض بساعة تقريباً، وملأت جنباته عن آخره، لتخفت الإضاءة شيئاً فشيئاً، وفي الوقت نفسه ترتفع ستارة سميكة تحجب خلفية المسرح، وفي هذه اللحظة تظهر مجموعة من الفتيات يتحركن جهة اليمن تارة وإلى الشمال تارة أخرى، ويقفزن بمهارة من أعلى إلى أسفل ويتمتمن بعبارة «يلاّ جمباز» التي كانت على ما يبدو عنوان هذه الرقصة، وفي حركة استعراضية مبهرة مالت أربع فتيات للأمام من أجل أن تقفز زميلتهن من فوق ظهورهن بسرعة خاطفة وسط إعجاب الحضور الذي لم يتوان عن التصفيق بحرارة لهذه المجموعة التي أجادت أداء حركات صعبة تعتمد على ليونة كبيرة، وقدرة فائقة على التنفيذ من دون ارتكاب أي أخطاء ولو بسيطة جداً، وبالخفة ذاتها التي ظهرت فيها خمس فتيات على المسرح اختفين في لمح البصر، وهنا تستوقف مقدمة الحفل علياء الجابري إحدى الفتيات، لتدير معها حواراً سريعاً حول الإيقاعات الراقصة التي قدمتها، وكيف استطاعت تعلم رياضة الجمباز في هذه السن الصغيرة، واللافت أن الفتاة تجيب على أسئلتها بثقة عالية، وتتحدث من دون ارتباك عن المراحل التي مرت بها حتى وصلت إلى هذا المستوى. مهارات جماعية حول فرقة «النجوم الصغيرة»، التي تتعلم رياضة الجمباز عن حب وطواعية ورغبة صادقة في بناء جسم سليم وعقل سليم، يقول مديرها الدكتور سليمان إبراهيم بيضون: أسست هذه الفرقة منذ تسع سنوات، ومقرها الحالي بمدرسة الرؤية الخاصة بالمشرف، وتستقطب اللاعبات من سن أربع سنوات إلى عشرين عاماً، ويتلقين تدريبات على رياضة الجمباز، من أجل إكسابهن الليونة والقدرة على أداء الحركات بشكل سهل، ونحرص على إقامة حفل سنوي للاعبات بحيث يكون تتويجاً حقيقاً لثمرة جهودهن طوال العام، يبرزن من خلاله مهارتهن الفردية والجماعية في رقصات تعتمد في الأساس على الأداء الرياضي، بمشاركة 77 لاعبة قدمن 22 رقصة متنوعة، وهي «يلاّ جمباز، صداقة، اتبع قلبك، فقط كما نحيا، نار على ثلج، حمامة السلام، مشاعر متحركة، أو لا لا، ممزق، سمبا ، يد بيد، في عيني ابنتي، رشاقة، رقصة البحار، ابتسامات أميال، قطرات مطر، إلى الأبد، تذكار روسي، لكم أيها المشاهدون، عرض أزياء، بوليرو، حفلة الختام»، وغيرها. مشاركات إماراتية ويتابع بيضون: رياضة الجمباز المقرونة بالفن الراقص تثير فضول بعض العائلات في أبوظبي، ويقدمون لنا الفتيات الراغبات في تلقي التدريبات، وفي الوقت نفسه سرعان ما نجد استجابة كبيرة من الصغيرات، حيث ينسجمن مع هذه الرياضة ويتعلقن بها ويطمحن إلى الوصول إلى مستويات راقية، وبالنسبة للمشاركات الإماراتية يذكر أنها تتزايد عاماً بعد آخر، خصوصاً وأن لدينا 8 فتيات يتمتعن بمهارات عالية، ويطمحن إلى الارتقاء بمستوياتهن من خلال الحرص على التدريبات والانتظام فيها. مواهب فنية خلف مسرح المركز الوطني للوثائق والبحوث، وفي كواليس الحفل، كانت هناك حركة متصلة من قبل الأمهات اللواتي كنا يساعدن فتياتهن الصغار على ارتداء الملابس الخاصة بالعروض، حيث يصحبهن حتى اللحظات الأخيرة لتقديم عروضهن على المسرح، وبدت الطفلة تولان عبد الفتاح في حركة من النشاط وطلبت من والدتها مساعدتها في تهيئتها ووضع زينتها حتى تبدو أمام الجماهير في أبهى حال. ومن بين الأمهات اللواتي حرصن أيضاً على متابعة هذا الحفل ومرافقة طفلتها، المهندسة دينا محمود والدة الطفلة جنى خالد حفيدة الزميل الراحل رسام الكاريكاتير حامد نجيب، حيث تبلغ جنى من العمر تسع سنوات، وتقول: أمارس الجمباز منذ ثلاث سنوات، وتعلقت به من خلال مشاهدتي بعض العروض التي تقدم عبر التلفزيون، ونظراً لرغبتي في ممارسته تحمست والدتي، وألحقتني بفرقة النجوم الصغيرة، إلى أن اكتسبت مهارات كثيرة وأصبحت أتمتع دائماً بنشاط، وأتمنى مواصلة هذه الرياضة خصوصاً وأن الجمهور الذي حضر هذا الحفل شجعنا كثيراً. من جهة أخرى، أعربت حرم السفير الكويتي سحر الرفاعي عن سعادتها بهذا الحفل الذي أبرز مواهب فنية حقيقية، فضلاً عن وجود ابنتيها ضمن الفريق طيب ولولوة، حيث شاركتا في العروض، وظهرتا بمستوى راقٍ للغاية. لاعبة بمواصفات عالمية قبل بداية الحفل كان القلق مسيطراً على دانا أحمد التي تبلغ من العمر 20 عاماً، وتتمتع بمهارات فنية عالية، وتعد من اللاعبات الواعدات في فرقة «النجوم الصغيرة»، حيث كانت تطمح إلى تقديم عرض يبهر الجمهور، وفور صعودها إلى المسرح قدمت رقصات منفردة، وهي الوحيدة في الفريق التي أدت ذلك العرض، وتفاعل معها الجمهور بقوة، وظل يصفق لها فترات طويلة، ومن ثم أجرت معها مقدمة الحفل لقاءً أمام الجمهور، وذكرت دانا أنها تدرس طب الأسنان في جامعة الشارقة، وتلقت دروساً كثيرة في فن البالية، وتطمح في المستقبل إلى أن تكون لاعبة عالمية في فن رياضة الجمباز الراقص، خصوصاً وأنها تمتلك مواهب متعددة، وتؤدى الحركات بشكل جيد من دون ارتباك، بفضل معلمتها تايا بيضون التي زرعت فيها الثقة بالنفس، وجعلتها ترتبط بهذه الرياضة.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©