الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

حجية القرآن في التشريع

حجية القرآن في التشريع
28 نوفمبر 2008 01:37
لا خلاف بين المسلمين قديماً وحديثاً في أن القرآن الكريم هو المصدر الأول للتشريع، وأنه حجة الرسول -صلى الله عليه وسلم- ومعجزته الكبرى· ويقول الدكتور صبري عبدالرؤوف، الأستاذ بجامعة الأزهر: ''دل على حجية القرآن الكريم، القرآن نفسه، والسنة النبوية الشريفة وإجماع المسلمين''، ويوضح أن العديد من آيات القرآن الكريم تؤكد هذه الحجية، وتبين أنه مصدر المسلمين الأول للتشريع، منها قوله تعالى: ''ونزلنا عليك الكتاب تبياناً لكل شيء وهدى ورحمة وبشرى للمسلمين'' النحل: الآية ،89 وقوله تعالى: ''وأنزلنا إليك الكتاب بالحق مصدقاً لما بين يديه من الكتاب ومهيمناً عليه فاحكم بينهم بما أنزل الله ولا تتبع أهواءهم عما جاءك من الحق لكل جعلنا منكم شرعة ومنهاجاً'' المائدة ،48 ويقول في موضع آخر: ''قد جاءكم من الله نور وكتاب مبين يهدي به الله من اتبع رضوانه سبل السلام ويخرجهم من الظلمات إلى النور بإذنه ويهديهم إلى صراط مستقيم'' المائدة الآيات 16- ·15 ويضيف أن السنة النبوية الشريفة دلت على حجية القرآن الكريم، وجاء ذلك صريحاً في أحاديث الرسول -صلى الله عليه وسلم- إضافة إلى السنة الفعلية، حيث كان -صلى الله عليه وسلم- يطبق كل ما جاء به القرآن الكريم تطبيقاً صحيحاً ولا يحيد عنه قيد أنملة يوضح ذلك ما روي عن قتادة قال: سئلت عائشة رضي الله عنها عن خلق رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فقالت: ''كان خلقه القرآن''· ويقول إن السنة القولية الدالة على حجية القرآن الكريم نجدها في العديد من الأحاديث النبوية، ومنها ما روي عن ابن مسعود رضي الله عنه، أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: ''إن هذا القرآن مأدبة الله، فاقبلوا مأدبته ما استطعتم، إن هذا القرآن حبل الله المتين، والنور المبين والشفاء النافع عصمة لمن تمسك به ونجاة لمن اتبعه لا يزيغ فيستعتب، ولا يعوج فيقوم ولا تنقضي عجائبه ولا يخلق من كثرة الرد، اتلوه فإن الله يؤجركم على تلاوته كل حرف عشر حسنات، أما إني لا أقول لكم: ''ألم'' حرف، ولكن ألف حرف، ولام حرف، وميم حرف''· وروى عمرو بن عوف عن أبيه عن جده أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: ''تركت فيكم أمرين لن تضلوا ما تمسكتم بهما: كتاب الله وسنتي''· وعن علي رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: ''ستكون فتن كقطع الليل المظلم''، قلت يارسول الله: وما المخرج منها؟ قال: ''كتاب الله تبارك وتعالى، فيه نبأ من قبلكم، وخير من بعدكم، وحكم ما بينكم، هو الفصل ليس بالهزل، من تركه من جبار قصمه الله، ومن ابتغى الهدى في غيره أضله الله، هو حبل الله المتين، ونوره المبين، والذكر الحكيم، وهو الصراط المستقيم، وهو الذي لا تزيغ به الأهواء، ولا تلتبس به الألسنة، ولا تتشعب معه الآراء، ولا يشبع منه العلماء، ولا يمله الاتقياء، ولا يخلق على كثرة الرد، ولا تنقضي عجائبه· ويبين الدكتور عبدالرؤوف أن الإجماع نوع ثالث من الأدلة على حجية القرآن الكريم في التشريع، حيث أجمع الصحابة رضي الله عنهم، والتابعون من بعدهم، والأئمة المجتهدون على أن القرآن الكريم، المرجع الأول للتشريع· فالخليفة الأول أبوبكر الصديق رضي الله عنه يحدد خطته في القضاء بالاعتماد على هذا النهج، كما ذكر ابن القيم حيث يقول: ''كان أبوبكر إذا ورد إليه حكم نظر في كتاب الله تعالي، فإذا وجد ما يقضي به قضى به، وإن لم يجد في كتاب الله نظر في سنة رسوله، فإن وجد فيها ما يقضي به قضى به، فإن أعياه ذلك سأل الناس: هل علمتم أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قضى فيه بقضاء؟ فربما قام إليه القوم فيقولون: قضى فيه بكذا وكذا، وإن لم يجد سنة سنها النبي -صلى الله عليه وسلم-، جمع رؤساء الناس فاستشارهم، فإذا اجتمع رأيهم على شيء قضى بهف· وروي عن عبدالله بن مسعود، رضي الله عنه، أنه قال: فمن عرض له منكم قضاء فليقض بما في كتاب الله، فإن جاءه ماليس في كتاب الله وكان عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال به فليقض به· وكان الإمام أبوحنيفة النعمان يحدد أصول مذهبه فيقول: فإني آخذ بكتاب الله إذا وجدته، فما لم أجده فيه أخذت بسنة رسول الله -صلى الله عليه وسلم- والآثار الصحاح عنه، التي فشت في أيدي الثقات، فإذا لم أجد في كتاب الله ولا سنة رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أخذت بقول أصحابه من شئت، وأدع قول من شئت، ثم لا أخرج من قولهم إلى قول غيرهم، وعدد رجالاً قد اجتهدوا فلي أن اجتهد كما اجتهدوا
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©