الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

دمياط خلية نحل لا تهدأ.. وقلعة صناعية عملاقة

دمياط خلية نحل لا تهدأ.. وقلعة صناعية عملاقة
2 يونيو 2014 21:47
تستقبل محافظة دمياط المصرية زوارها بكراسي الزان والأرابيسك المعشق، وتدعوهم إلى جولة غير تقليدية في مدينة عُرف أهلها بالحرص الشديد على المال، كما عُرفت هي بـ «يابان مصر». تتميز مدينة دمياط، بأن بها جميع أنواع المهن والحرف، وكلها عالية الجودة، ومتقنة الصنع، وعلى رأسها صناعة الأثاث وهي صناعة أعلى جودة من الصناعة الإيطالية والفرنسية بسبب انتشار قاعدة هذه الصناعة في المراكز الأربعة الرئيسة: دمياط وفارسكور وكفر سعد والزرقا والقرى التابعة لها. ويؤكد الحاج رمضان إبراهيم، وهو من أقدم صانعي الأثاث بدمياط، أن تجارة الأخشاب التي كانت تنتشر بدمياط منذ زمن طويل تطورت إلى صناعة الأثاث، وقد استطاع الصانع الدمياطي أن يستوعب كافة الفنون والأذواق في صناعة الأثاث الروماني والفرنسي وأضفى عليها أسلوبه الخاص، والذي يعد مزيجاً من الحضارة الإسلامية والمصرية القديمة فنبغ في صناعة الأثاث اليدوي، وهو ما جعل السلطان العثماني سليم الأول، بعد استيلاء العثمانيين على مصر، ينقل عدداً كبيراً من سكان دمياط إلى الأستانة (عاصمة الخلافة)، بعدما بهره إبداعهم في صناعة الأثاث المعشق بالصدف والزجاج، ورغم أن دمياط استطاعت عبر السنوات الماضية أن تتربع على قمة صناعة الأثاث في مصر وتنتج ما يزيد على ثلثي الاستهلاك المحلي من الأثاث، فإن الصناعة تعاني الكساد بعد أن تراكمت الديون على أصحاب الورش. ويقول محمد صيام، مصمم أثاث من أبناء المدينة، «لم نكن ننتظر الزبون، كان الأسطى يجلس في ورشته يعمل هو وصبيانه ويأتينا الزبون يطلب ما يريد، وكانت أسواق روسيا والدول الشرقية تتشوق لاستقبال بضائعنا، الآن تبدلت الحال، فنحن نتشوق إلى زبون يأتي ليطلب حجرة، وقد تضاعف عدد المنتجين، وسوق روسيا ضعفت جداً، والأثاث الدمياطي الآن يبحث عن الزبون فعدد الورش التي تعمل في هذه المهنة والمهن الأخرى المرتبطة بها نحو 35 ألف ورشة بها ما يقرب من 70 ألف عامل». الجلود والحلوى وفي مجال الجلود، تتمتع دمياط بشهرة واسعة وخاصة في الأحذية، ويوجد بها أكثر من ألفي وحدة تنتج ما يقرب من 5 ملايين زوج من الأحذية، حسبما يؤكد رمضان عبدالعزيز صاحب مصنع جلود، وهناك أنشطة اقتصادية أخرى تعتمد عليها دمياط، أهمها صناعة المنسوجات اليدوية لقربها من مناطق زراعة الكتان فيوجد بالمحافظة أكثر من 90 مصنع منسوجات و5 مصانع للصباغة، بالإضافة إلى العديد من ورش النول الميكانيكي، التي تقدم أنواعاً مختلفة من الأقمشة والمنسوجات القطنية والمطرزة وغيرها. وإلى جانب ذلك هناك صناعة «الحلوى»، التي اشتهر بها أهل دمياط، نتيجة مخالطتهم لكثير من أسر أهل الشام في الماضي، فأخذوا عنهم صناعة الحلوى، وأتقنوها. أكبر أسطول للصيد بفضل موقع دمياط المتميز بين البحر والنهر، وقربها من بحيرة المنزلة، تتميز بأن بها أكبر أسطول للصيد في مصر، وبها مختلف الأنواع من الأسماك، وتشتهر باستخراج الملح لانتشار الملاحات بشواطئها، حيث يحفر العمال الأرض إلى عمق مترين ثم يوصلون مياه البحيرة إليها فيتبخر الماء في الصيف ويتراكم الملح الذي يأتي العمال لجمعه. ويعمل بمهنة الصيد عدد كبير من أهل دمياط، ومعظمهم من الشباب، لما تدره من عائد مادي كبير، ويقول محمد الديب، أحد العاملين بمهنة الصيد: «هناك 3 أنواع للصيد في دمياط تختلف ظروف كل منها عن الآخر، ومنها الصيد في البحر. والمزارع السمكية والأقفاص السمكية، ورغم العائد الكبير فإن حظر الصيد خلال بعض شهور السنة، يترتب عليه تعطل الأساطيل، وبالتالي نتعرض لخسائر ضخمة، والحل الأمثل لمشاكل الصيد في دمياط هو إنشاء ميناء للصيد. تحظى دمياط بموقع متميز بين البحر والنهر، مما جعلها ثغراً من ثغور مصر المهمة وعلى اتصال دائم مع ثغور الشام، وهو ما رشحها للقيام بدور حضاري في المنطقة، وهناك أماكن جذب يمكن أن يزورها السائح في دمياط. وتوجد بها مجموعة مبان أثرية، أهمها جامع عمرو بن العاص الذي يشبه الجامع المقام باسمه أيضاً في منطقة مصر القديمة بالقاهرة، وفي منطقة عزبة البرج بدمياط تقع «طابية عرابي» التي يرجع تاريخها إلى القرن الثامن عشر وتقدر مساحتها بحوالي 122 متراً، وهي قلعة حربية قديمة، أقيمت ضمن سلسلة التحصينات الحربية لحماية مصر من الغزو البحري. وفي مجال السياحة أيضاً، هناك المصايف التي تشتهر بها دمياط، ويفد إليها المصطافون من كل مكان مثل مصيف رأس البر ومنطقة اللسان، وهي عبارة عن حاجز خرساني أقيم عند الساحل الشمالي الشرقي من مصيف رأس البر عام 1983، ومنطقة الجربي السياحية وحمامات السباحة للتدليك المائي، وهناك سوق سياحية ووحدات وأكشاك رياضية كبيرة وستاد رأس البر الرياضي، بالإضافة إلى عدد من المسارح ودور العرض السينمائية ومدن الملاهي وقرى سياحية وشاطئ جديد للعائلات. (وكالة الصحافة العربية) تسمية المدينة تعود سبب تسمية دمياط بهذا الاسم إلى العصر الفرعوني، حيث كانت تسمى «سامحين»، ثم تحول اسمها إلى «دي آت» أي مدينة الأرز، وذكرت في التوراة باسم «كفتور»، وأطلق عليها أثناء الحكم الإغريقي لها «ناميا ست»، وعندما دخلت المسيحية مصر وأصبحت ديناً رسمياً للدولة القديمة، تحول اسمها إلى «ناميات»، ثم إلى دمياط، اسمها الحالي، في العصر الإسلامي، بعدما فتحها المقداد بن الأسود من قبل جيوش عمرو بن العاص في القرن السابع الميلادي، وبالتحديد سنة 642 م.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©