الخميس 18 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

أم عمارة حضارة أمة في امرأة

28 نوفمبر 2008 01:36
''أم عمارة'' نسيبة بنت كعب رضي الله عنها صحابية جليلة، وصفها الإمام أبونعيم بقوله: أم عمارة المبايعة بالعقبة، المحاربة عن الرجال، كانت ذات جد واجتهاد وصوم ونسك واعتماد· وشهدت أم عمارة بيعة العقبة وأحداً، والحديبية، ويوم حنين، ويوم اليمامة، وجاهدت في سبيل الله خير جهاد· وقال عنها الإمام الذهبي: أم عمارة نسيبة بنت كعب بن عمرو بن عوف بن مبذول، الفاضلة المجاهدة الأنصارية الخزرجية النجارية المازنية المدنية· كانت أم عمارة متزوجة من زيد بن عاصم المازني النجاري، فولدت له عبدالله وحبيباً، وصحبا النبي -صلى الله عليه وسلم- وكان لأولادها وأسرتها شأن كبير في الاسلام· بعد بيعة العقبة الأولى أرسل الرسول -صلى الله عليه وسلم- سفير الدعوة الأول مصعب بن عمير الى المدينة المنورة، الذي نجح في نشر الإسلام هناك· وكانت أم عمارة ممن أسلم على يديه، وفي العام التالي جاء الى النبي -صلى الله عليه وسلم- ثلاثة وسبعون رجلاً وامرأتان من أجل أن يبايعوا النبي -صلى الله عليه وسلم- بيعة العقبة الثانية· وأما المرأتان: فالأولى هي أم عمارة بنت كعب رضي الله عنها، والثانية: أم منبع أسماء بنت عمرو رضى الله عنها· وعادت أم عمارة الى المدينة وهي تحمل أمانة هذا الدين العظيم، وما إن وصلت الى المدينة حتى قامت بنشر الاسلام بين النساء في المدينة وبين أولادها وأهلها وقومها· وشهدت الصحابية الجليلة عدة غزوات مع رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: ففي يوم أحد خرجت الأسرة المؤمنة أم عمارة وولداها عبدالله وحبيب وزوجها، واندفع زوجها وولداها يجاهدون في سبيل الله، بينما ذهبت أم عمارة تسقي العطشى وتضمد الجرحى، ولكن ظروف المعركة جعلتها تقبل على محاربة المشركين، وتدافع عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- عندما تفرق الناس من هول ما أصابهم في ذلك اليوم، فقد أخذت سيفاً وترساً ووقفت بجانب رسول الله -صلى الله عليه وسلم- تقيه بنفسها· وكان النبي -صلى الله عليه وسلم- يدعو لأم عمارة وولدها أن يكونا معه في الجنة· عن الحارث بن عبدالله: سمعت عبدالله بن زيد بن عاصم يقول: شهدت أحداً، فلما تفرقوا عن رسول الله صلي الله عليه وسلم، دنوت منه أنا وأمي، نذب عنه· فقال -صلى الله عليه وسلم-: ''ابن أم عمارة''؟ قالت: نعم· قال: ''ارم'' فرميت بين يديه رجلاً بحجر وهو على فرس فأصبت عين الفرس، فاضطرب الفرس، فوقع هو وصاحبه، وجعلت أعلوه بالحجارة، والنبي يبتسم، ونظر الى جرح أمي على عاتقها، فقال: ''أمك أمك اعصب جرحها، اللهم اجعلهما رفقائي في الجنة''· قلت: ما أبالي ما أصابني من الدنيا· وعادت من غزوة أحد تحمل آلام الجروح التي أصيبت بها يوم أحد، وما هي إلا ليلة واحدة قضاها المجاهدون في ديارهم يداوون جروحهم، وفي الصباح نادى منادي رسول الله -صلى الله عليه وسلم- الى حمراء الأسد، فقامت أم عمارة فوضعت عليها ثيابها ولكنها ما استطاعت أن تخرج معهم لكثرة الدماء التي تنزف من جسدها الطاهر· وظلت سنة كاملة تعالج الجراح التي أصابتها في غزوة أحد· ولما خرج النبي -صلى الله عليه وسلم- لغزوة بني قريظة كانت أم عمارة رضي الله عنها في هذه الغزوة المباركة· وكانت ممن بايع الرسول -صلى الله عليه وسلم- في بيعة الرضوان لتنال الرضوان والفوز بالجنة· وشهدت أم عمارة خيبر، وشاهدت فروسية أبطال المسلمين، وكيف أعز الله نبيه، وأهلك أعداءه· ولما سار الرسول -صلى الله عليه وسلم- الى غزوة حنين كانت أم عمارة رضي الله عنها معه تواصل مسيرتها في البذل والعطاء· وكانت رضى الله عنها قد ثبتت مع من ثبت في هذا الموقف العصيب في غزوة حنين، وهو موقف لا يثبت فيه إلا اصحاب العقائد الراسخة، واستطاعت أن تقتل واحداً من فرسان المشركين· وضربت أم عمارة رضي الله عنها المثل في كل المكارم، وكانت عابدة قانتة مجاهدة صابرة على قضاء الله عز وجل، فها هي تصبر على مقتل ولدها حبيب الذي أرسله النبي -صلى الله عليه وسلم- الى مسيلمة الكذاب حيث غدر به الكذاب وأمر بقتله· وبعد وفاة الرسول صلي الله عليه وسلم ارتد بعض قبائل العرب، فأرسل أبوبكر رضي الله عنه الجيوش ليحارب المرتدين ويردهم الى دين الله عز وجل، فسارعت أم عمارة لتستأذن أبا بكر في الخروج مع الجيش الى معركة اليمامة لتواصل مسيرتها في الجهاد· وانطلقت تشق الصفوف لتقاتل اعداء الله وكان عمرها قد زاد على الستين، وظلت تضرب بسيفها في جيش المرتدين الى أن أثلج الله صدرها بمقتل مسيلمة· وعادت أم عمارة المجاهدة الى المدينة، وكان أبوبكر رضي الله عنه يأتيها يسأل عنها ويطمئن عليها، فلقد كانت تمثل مكانة عالية في قلوب اصحاب النبي -صلى الله عليه وسلم
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©