الخميس 18 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

«سيكولوجية» الاعتراف بالذنب

2 يونيو 2014 21:46
هناك من يبالغ في لوم نفسه وجلد ذاته، عندما يرتكب ما لا يتفق وطبيعته الإنسانية والأخلاقية والدينية. وهناك نوعان من الشعور بالذنب، الأول إيجابي، ونقصد به الشعور الذي يدفع صاحبه نحو الفعل الإيجابي، كالذي يذنب ذنباً فيشعر بالندم ويقرر نتيجة لهذا الشعور ألا يعود لهذا الذنب أبداً. والثاني شعور سلبي معطل للعودة إلى جادة الصواب. من الأهمية أن نعرف أن شكل الثقافة التي يعيش فيها الناس طريقة إحساسهم بالعواطف، لذا، ليس من المدهش أن بعض المشاعر والعواطف تنتاب أفراداً في بعض الثقافات دون البعض الآخر. فمثلاً، المفهوم الطبي الغربي للاكتئاب باعتباره متلازمة طبية نفسية تتسم بأعراض عاطفية، ومعرفية، وسلوكية، وجسدية معينة، ربما يكون من السمات الخاصة بثقافات أوروبا وأميركا الشمالية، لأننا لا نجد مفاهيم مناظرة للاكتئاب بين كثير من الجماعات غير الأوروبية مثل النيجيريين، والصينيين، والأسكيمو والكنديين، واليابانيين، والماليزيين. ورغم أن الأفراد في هذه الثقافات لا يمتلكون مصطلحات مقابلة للاكتئاب، فإنهم ربما يعانون من اضطرابات اكتئابية أخرى. ومع ذلك، ربما كانت تلك الأعراض يشعر بها، ويعبر عنها، ويستجاب لها بطرق مختلفة، وتعزى إلى أسباب مختلفة. الدكتور تشارلز ويتفيلد، في عرضه الرائع من كتابه «أنقذوا الطفل في داخلكم»، يرى أن الشعور بالذنب ببساطة هو شعور ضاغط ومؤلم وغير مريح يرتبط بسلوكنا وشعورنا بالاستياء حيال شيء ارتكبناه أو حيال شيء لم نقم به رغم أنه كان علينا القيام به. وغالباً ما يخلط الناس ما بين الخجل والشعور بالذنب، وقد لا يشعر البعض بأن لا فرق بينهما، وليس هناك من سلم يوماً من الشعور بالذنب في مرحلة ما من مراحل حياته. الشعور بالذنب، كمعظم المشاعر قد يكون انفعالاً مفيداً يساعد في توجيه علاقاتنا مع أنفسنا ومع الآخرين، ويدل على أنَّ ضميرنا لا يزال حياً. لذلك يسمى الشعور المفيد بالذنب شعوراً صحياً، فنحن نستعمل هذا النوع من الشعور بالذنب لنعيش في المجتمع ولنحل صراعاتنا ونصحح أخطاءنا، ونحسّن علاقاتنا. لكن عندما يعكر الشعور بالذنب صفونا وراحة بالنا بما فيها نمونا الروحي والعاطفي والعقلي، نسميه عندئذٍ «الشعور بالذنب غير الصحي». فالأشخاص المتحدرون من عائلات مضطربة غالباً ما يملكون مزيجاً من الشعور بالذنب الصحي وغير الصحي. والواقع أننا لا نسعى عادة إلى معالجة أسباب الشعور بالذنب أو التخلّص منه، فيصبح في أحيانٍ كثيرة مسبباً للعجز العاطفي والنفسي. وقد يتغلب شعورنا بالمسؤولية تجاه العائلة على شعورنا بالمسؤولية تجاه ذواتنا الحقيقية. يمكن التخفيف من الشعور بالذنب إذا اعترفنا بوجوده، وإذا حاولنا معالجته للتخلّص منه. هذا يعني أن نختبره وأن نناقشه مع أشخاص نثق بهم. والطريقة المثلى للتخلّص من عقدة الذنب هي الاعتذار إلى الشخص الذي آذيناه أو خدعناه، وطلب المغفرة والسماح منه. أما أكثر الأشكال تعقيداً للتخلّص منه، فهو التحدث عن الشعور بالذنب بعمق عن طريق العلاج النفسي الفردي أو الجماعي. المحرر | khourshied.harfoush@admedia.ae
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©