الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

عن نقد النقد (1)

عن نقد النقد (1)
19 مايو 2012
بصفتي أكتب القصة منذ زمن لا بأس به، وتلقيت الكثير من الإطراء الذي لا أستحقه، وتلقيت الكثير من اللوم الذي أستحقه غالبًا، فقد صرت خبيرًا في مدارس النقد الأدبية المختلفة التي يستخدمها القراء، ويمكنني أن أنقدها كما نقدتني.. خاصة تلك المدارس التي أشعر شيئًا من التجني في تعاملها.. وهذا التصنيف لمدارس النقد من ابتكاري لكني أقبل في تواضع أن يتم تدريسه في كليات الآداب وأكاديميات الفنون في العالم كله، كما سأسمح على مضض للنقاد الروس والألمان والصينيين بأن يستعملوه.. أقولها بتواضع شديد.. إذن كما لاحظت من خطابات القراء، يمكن تقسيم مدارس النقد إلى: 1 - مدرسة «آخر قصة هي الأسوأ»: مستوى قصصك لم يعد كما اعتدته.. من الواضح أن المستوى في هبوط مستمر، والدليل على هذا آخر ستين قصة.. ماذا قد دهاك يا أحمق؟ 2 - مدرسة «عمر اللي فات ما حيرجع تاني»: هذه مدرسة فرعية للمدرسة السابقة.. إنني أتأمل قصصك الأولى منذ عشرين سنة عندما كان المرور يتوقف في الشوارع وكنت ترى الشباب يصرخون من النشوة والوجد، وانتحرت فتاتان لأنهما لم تتحملا كل هذه الروعة.. أين ذهبت هذه الأيام ؟.. كلها ضاعت ولكن كيف ضاعت ؟.. لست أدري... 3 - مدرسة «ديجا فو Deja Vu»: قصتك الأخيرة تشبه إلى حد مريب رواية أميركية اسمها «أنياب زوج خالتي»، كما إن الحبكة ذاتها تكررت في رواية الأديب الصيني العظيم «صن- يات- صن» المسماة «بلهاء تحت أشجار السرو»، وهي الرواية التي مات قبل أن يكتبها ونال عنها جائزة نوبل.. على كل حال، الروايتان عندي لمن يرغب في التأكد من كلامي. 4 - مدرسة «لا جديد تحت الشمس»: أسلوبك هو بالضبط أسلوب من سبقوك. حتى في استعمال النقطتين و (-) قبل أي متكلم. دعك من أنك تنصب خبر (كان) واسم (إن) دائماً. 5 - مدرسة «نوستراداموس»: تنبأت بما سيحدث من ثاني صفحة.. النهاية متوقعة.. قبل أن يظهر «سيد شيحة» في الأحداث تنبأت بأن هناك رجلاً اسمه سيد شيحة وانه هو الذي سيسرق ساندوتش الكفتة صفحة 213.. النهاية تقليدية أكثر من اللازم. 6 - مدرسة «شيء ما غير موجود»: القصة جيدة لكن شيئاً ما غير موجود.. لا أعرف ما هو.. لكن لو وضعته لكانت القصة رائعة بدلاً من رداءتها الحالية.. خسارة.. خسارة .. خسارة.. خسارة.. خسارة.. 7 - مدرسة «المجد للثبات»: للأسف.. لم تكن القصة كما اعتدت منك.. للأسف لا يوجد شيء من كل ما عودتنا عليه هنا. 8 - مدرسة «المجد للتغيير»: للأسف.. القصة كما اعتدت منك.. هذا كاف.. يبدو أنك لا تنوي الكلام عن شيء آخر في سنوات عمرك الباقية. إنه الإفلاس!!.. لقد انتهى الرجل !... لقد أفلس!... والله العظيم أفلس.. نيا ها ها هاها ها ه!! 9 - مدرسة «الاكتمال القمري»: لم نعرف ما حدث لبطل القصة حتى لحظة تلاوته الشهادتين وهو يموت. هذا يترك النهاية مفتوحة وغير مريحة. لم تنته مدارس النقد التي اكتشفتها بعد.. لكن المساحة أضيق من أن أقدم المدارس الباقية فيها. سوف نلتقي في المقال القادم لنعرف المزيد عن هذا المذهب النقدي المذهل!. د. أحمد خالد توفيق
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©