الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

سعيد سالمين: الفيلم المحلي غائب عن مهرجاناتنا

سعيد سالمين: الفيلم المحلي غائب عن مهرجاناتنا
3 يونيو 2014 12:27
سعيد سالمين مخرج إماراتي استطاع أن يؤسس لنفسه نسقاً مختلفاً في عالم السينما عبر إخراجه العديد من الأفلام الروائية القصيرة والطويلة، وهو ما أهله للحصول على جوائز محلية وعربية ودولية، فكان لقب «صائد الجوائز وسفير السينما الإماراتية» من الألقاب التي جعلته يتحمس أكثر لاستكمال مشواره الفني عبر تقديم سينما محلية تعتمد على الاستعانة بالموروث الإماراتي الأصيل، لكنّ سعيد الذي قدم أعمالاً مختلفة نالت إعجاب العديد من النقاد وصناع السينما، يعيش سعادة بالغة هذه الأيام لعرض فيلمه «ثوب الشمس» في دور العرض الإماراتية، فضلاً عن إقبال الجمهور عليه وحرصه على مشاهدته، وهو ما يمثل احتفاء بالأعمال السينمائية المحلية لتكون دائماً في دائرة الضوء. أشرف جمعة (أبوظبي) يعود المخرج سعيد سالمين بالذاكرة إلى الفترة التي لونت حياته فنياً وشكلت معالم الطريق لديه، ويؤكد أنه في صغره لم يكن يتصور أن أحلامه ستتحقق ويمتهن السينما ويقترب من دهاليزها، وأن المهرجانات الدولية الفنية ستعمر أرض الدولة ويصبح لها هذا الصدى الكبير على الصعد كافة، ويشير إلى أنه من الجيل الذي بدأ الأعمال السينمائية في الدولة في مرحلة مبكرة، وكان يقوم بعمل أفلام بكاميرات لم تكن تتمتع بالتقنيات الحالية، وشارك بعد ذلك في عديد المهرجانات السينمائية التي بدأت آنذاك في الانتشار داخل الدولة، ويرى أن مسعود أمر الله آل علي المدير الفني لمهرجان دبي السينمائي، أسهم في وضع السينما الإماراتية في دائرة الضوء، فهو على حد تعبيره الأب الروحي للفن السابع في الدولة. جمهور إماراتي وحول عرض فيلمه «ثوب الشمس»، بدور السينما الإماراتية بكثافة في هذه القترة، يقول المخرج سعيد سالمين، إنها خطوة مهمة جداً أن يدخل الفيلم دور السينما الإماراتية، والأهم من ذلك هو الإقبال الكبير من الجمهور الذي حرص على متابعة الفيلم، وهو ما ظهر جلياً تأثير ذلك في مواقع التواصل الاجتماعي التي اهتم روادها بتفاصيل «ثوب الشمس» ووضع العديد منهم «بوستر» الفيلم على حساباتهم في «فيسبوك» و«تويتر» وغيرهما من المواقع، وانهالت التعليقات بشكل إيجابي وبذلك نكون قد كسبنا الجمهور الإماراتي الذي أضحى مهتماً بالأعمال السينمائية الإماراتية الخالصة، ويلفت إلى أن هذه الخطوة سوف تفتح المجال أمام العديد من المخرجين الشباب في أن يعملوا على صناعة أفلام سينمائية قوية تلعب فيها القصة المحلية دوراً رئيسياً بحيث تعبر عن واقع المجتمع وتغوص في التعبير عنه بصورة مقاربة. سيناريو وكاميرا ويقول سالمين: إن ثوب الشمس مدعوم من مهرجان أبوظبي السينمائي، ومجموعة أبوظبي للثقافة والفنون، ومؤسسة الإمارات للنفع الاجتماعي، وشركة رؤية السينمائية للإنتاج الفني، وحرصت على كتابة السيناريو بنفسي لخوفي من أن تتبدد الرؤية مع كاتب لم يعاصر ظروفها مثلي، وعندما كتبت هذا السيناريو كنت أعيش اللحظات جميعها بمنطق الذي يحمل كاميرا ويصور المواقف والأحداث، فضلاً عن أن الإخراج أكمل صورة الفيلم التي انطبعت في ذهني، لذا خرج إلى النور وفق رؤيتي الإخراجية والقصصية، وقد شارك «ثوب الشمس» في العديد من المهرجانات الدولية داخل الدولة وخارجها، سواء في روسيا أو في الوطن العربي أو في المهرجانات الغربية. جهود فردية ويتمنى المخرج سعيد سالمين رغبته في أن تتولى المؤسسات المعنية بالسينما في الدولة دعم عدد من الأفلام المحلية حتى تُبنى قاعدة كبيرة للفيلم الإماراتي، ومن ثم تنتعش الحركة الفنية السينمائية في الدولة، ويرى أنه يجب ألا تقل أعداد هذه الأفلام عن عشرة أعمال في السنة الواحدة، ويستشهد بأن هناك دولاً كثيرة ليس لديها قدرات مالية مثل التي تتوافر في الدولة، ومع ذلك تدعم من 7 إلى 10 أفلام سنوياً، لذا فهي منتعشة سينمائياً. وأوضح أن الظروف تصب حالياً في مصلحة السينما الإماراتية، ويجب أن نستغل هذه الفرصة في العمل بجدية على ازدهار هذه الصناعة في ظل توفر جميع العناصر لدينا. ويشير إلى أن الجهود الفردية وحدها في إنتاج الأفلام المحلية لن تستطيع الصمود، لذا فالدعم المؤسسي مهم جداً. موضحاً أن السينما الإماراتية لن تصل إلى العالمية، إلا إذا تلقت دعماً قوياً من الجهات الرسمية في الدولة. قصص واقعية وعن طبيعة الأفلام التي من الممكن أن تؤدى إلى إحداث حراك فني في الدولة، قال: إننا نعاني قلة في عدد الكتاب، وهو ما يؤثر بالسلب على تنوع القصة وطريقة كتابة السيناريو لأن السينما الناجحة تعتمد على عناصر عدة حتى يتكامل العمل، فضلاً عن أن فكرة التكرار واستنساخ أفلام من غير بيئتنا سوف تؤثر بالسلب على طبيعة الإبداع، كما أن المخرج المحلي عليه أن يبحث عن مضامين تعزز الهوية الإماراتية، ولدينا قصص كثيرة من الواقع تصلح أن تترجم إلى أعمال سينمائية كبيرة، وعلى الرغم من أنه لدينا مهرجانات سينمائية دولية، لكن الفيلم الإماراتي فيها غائب. ويتمنى سالمين أن يجد فرصة مناسبة للتفرغ فقط للسينما إذ إن حاله لا تختلف كثيراً عن أغلب المبدعين الإماراتيين المرتبطين بوظائفهم التي تؤمن لهم مصدراً مهماً للدخل، لكنه مقتنع بأن السينما لا تقبل ضرة، والتفرغ لها أمر مهم، واتخاذ مثل هذه الخطوة يحتاج إلى مزيد من التفكير، خصوصاً أن نجاحه الحقيقي هو أن يرى الجمهور الإماراتي أعمال في دور العرض. «ساير الجنة» وبخصوص العمل السينمائي الجديد المنتظر تصويره، أوضح أنه يحمل اسم «ساير الجنة»، وهو يقدم رؤية معاصرة لقصة طفلين يحاولان أن يحققا أحلامهما، ورغم ذلك، فإن الفيلم ليس لفئة معينة، لكن يمكن أن تشاهده فئات عمرية مختلفة وهو من تأليفه، فضلاً عن أنه أيضاً كاتب السيناريو، وفور أن جاءته الفكرة كتب ما يقارب 25 مشهداً، ثم توقف أشهراً عدة، ثم عاود الكتابة من جديد إلى أن انتهى من كتابة النص كاملاً، وظل عاماً ونصف العام في عمل متواصل من أجل أن يكون هذا السيناريو متميزاً. «جنية» في بيت مهجور يقول المخرج الإماراتي سعيد سالمين، أثناء تصوير فيلم «هبوب» في رأس الخيمة «بالجزيرة الحمراء»، كان هناك مشهد يتمثل في أن أحد الممثلين تتلبسه جنية، ومن المفترض أن يُقرأ قرآناً حتى تخرج من جسده، وكان ذلك يوافق التاسعة مساء والجزيرة خالية لأنه لا يسكنها أحد بالأساس، وعندما تم تجهيز كل شيء داخل أحد البيوت المهجورة وبدأنا التصوير، وسمعت صوتاً يشبه النشيج في أثناء قراءة القرآن، فأشرت إلى فريق العمل بالتوقف، وسألتهم عما إذا كانوا قد سمعوا صوتاً أم لا، فقالوا إنهم سمعوا هذا الصوت، وفي هذه اللحظة، حملنا أمتعتنا وخرجنا من البيت، ودخل أحد فريق العمل وحيداً إلى البيت المجهور، ثم طلب منا مغادرة الجزيرة فوراً، وهو ما اضطرني إلى الذهاب إلى المسرح الحديث بالشارقة، وأتممنا تصوير المشهد ونحن في حالة من الذهول.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©