الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

رمضان وبداية جديدة

7 أغسطس 2010 20:37
ها هي الأيام تمضي وتقربنا من شهر فضيل ما أن يفارقنا حتى تهفوا القلوب إليه. إنه شهر البركة والمغفرة والرحمة والعبادات، شهر ننتظره بفارغ الصبر لأننا نخطط له ولأمور كثيرة في حياتنا، ننتظره وفي جعبة كل منا من النوايا والأهداف والأعمال الشيء الكثير. شهر رمضان يعتبر محطة لترتيب كثير من أمور حياتنا الدينية والأسرية والعائلية والاجتماعية والذهنية والنفسية والجسدية والتجارية وغيرها، فهو نقطة انطلاقة حقيقية نحو التفكير السليم والتوجه الصحيح وتعديل ما يمكن تعديله وإصلاح ما قد أفسدناه في الشهور الماضية. ففيه تظهر الهمم الصادقة لطالبي التغيير؛ فنجد مقدرة المدخن على التوقف عن التدخين خلال ساعات الصيام، والشخص المنفعل العصبي وقد لبس حلة الهدوء وضبط النفس وإدارتها، ومن كان في حالة العشوائية وقد أصبح في حالة من التنظيم والتركيز، وغيرها الكثير من المشاهد الجميلة التي تتحقق في هذا الشهر الفضيل. وهذه دعوة للاستفادة من رمضان بكل ما تعنيه الكلمة، ليكن لنا فيه الوقفة مع الذات وتقييم ما قمنا به في السابق وما نريد عمله، ولتكن التغييرات التي نخطط لها على جميع الأصعدة المتعلقة بنا وبحياتنا وتصرفاتنا وأسرنا وذواتنا. فالمختصون عندما درسوا كيفية ثبات العادة عند الإنسان وجدوا أنها تأخذ من 6 أيام إلى 21 يوماً، وهذا يعني من أراد أن يكتسب عادة جديدة فعليه أن يمارسها ويطبقها طوال هذه الفترة المحددة بشكل مستمر، لكي تصبح عنده عادة يقوم بها بتلقائية. ونحن في رمضان لدينا شهر، نستطيع بتوفيق الله أن نضع فيه منهاجاً لحياتنا ولأسرنا وأبنائنا، وما يعزز هذا لدينا أن كل من حولك من أفراد الأسرة والأهل والأصدقاء والمجتمع يعيشون معنا الحالة نفسها، فالأنفس مطمئنة والوجوه نضرة والقلوب صافية والحب يسود الأجواء والرحمة تتفشى بيننا. عزيزي القارئ استثمر وقتك في رمضان واجعل منه أوقاتاً لأمور كثيرة تود إنجازها وتنفيذها ربما لم تجد وقتاً في الأيام العادية للتخطيط لها، ولكنك اليوم أكثر تركيزاً وهدوءاً وراحة وعزيمة. البعض يعتقد أن الصيام يجهد ويتعب ولا يمنح الإنسان فرصة للتخطيط والعمل بالشكل الصحيح، نقول لهؤلاء إن الحقيقة عكس ما تظنون، بل في الصوم أنتم أكثر قدرة على الإنتاج والتميز والإبداع وهذا ليس بكلام نظري وإنما نتائج أبحاث علمية. ركز في رمضان على ما تريد تحقيقه؛ لأنه فرصة ذهبية أتت إلى عندك فلا تخسرها، ولا تقض معظم وقتك أمام شاشات التلفاز أو في المقاهي والأسواق، العمر يمضي فاغتنمه فأنت الرابح، وكل عام وأنت بخير. dralazazi@yahoo.com
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©