الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

الحكومات الغنية تندفع نحو شراء الأراضي الزراعية في الدول الفقيرة

الحكومات الغنية تندفع نحو شراء الأراضي الزراعية في الدول الفقيرة
28 نوفمبر 2008 01:22
يبدو أن الحكومات وكبريات المؤسسات الغنية مستمرة في اندفاعها نحو شراء حقوق ملايين الهكتارات من الأراضي الزراعية في الدول النامية في مسعى لتأمين إمداداتها الطويلة المدى من المحاصيل الزراعية، وهو الأمر الذي دفع جاك ضيوف رئيس منظمة الأغذية والزراعة (فاو) مؤخراً التابعة للأمم إلى التحذير من أن الارتفاع المثير للجدل في إعداد صفقات الأراضي يمكن أن يخلق نوعاً من ''الاستعمار الجديد'' تعمل بموجبه الدول الفقيرة على إنتاج الغذاء للأغنياء، وعلى حساب الجوعى من مواطنيها· وأحدثت الأسعار المرتفعة للأغذية، فيما يبدو، الموجة الثانية ''للتدافع نحو أفريقيا'' إذ أعلنت شركة ''دايو'' في كوريا الجنوبية في هذا الأسبوع عن خطط تهدف لشراء امتياز لاستئجار مليون هكتار من الأراضي الزراعية في جزيرة مدغشقر ولمدة 99 عاماً· وذلك بهدف زراعة 5 ملايين طن من الذرة في كل عام حتى سنة 2023 وإنتاج زيت النخيل من امتياز آخر بمساحة 120 ألف هكتار (296 ألف فدان) بالاعتماد على القوى العاملة في جنوب القارة الأفريقية، وسوف يخصص كامل الإنتاج لمصلحة كوريا الجنوبية التي ترغب في تقليل اعتمادها على الواردات· ويقول كارل أتكين الاستشاري في شركة بيدويلز أجرى بيزنيس في بريطانيا والمتخصصة في المساعدة على ترتيب بعض أكبر صفقات الأراضي الدولية الزراعية ''إن هذه الصفقات يمكن اعتبارها مشاريع تجارية على أحد المستويات ولكنها تخفي وراءها فكرة الأمن الغذائي الذي تدعمه إحدى الحكومات''· إلى ذلك فقد ذكرت حكومة مدغشقر أنه يجب إجراء تقييم للآثار البيئية أولاً وقبل المصادقة على صفقة شركة دايو، وكذلك فإن عملية الاستئجار تعتبر الأكبر من نوعها حتى الآن في عدد متنامٍ من صفقات الأراضي التي تم إبرامها منذ الطفرة التي شهدتها أسعار الغذاء في العام الماضي· إذ يقول اتكين ''تعتبر هذه الصفقة غير مسبوقة في إطار مبيعات الأراضي الصالحة للزراعة·· فقد تعودنا أن نرعى مبيعات بحجم 100 ألف هكتار ولكن هذه المساحة تزيد على ذلك بعشرة أضاف''· وكان مؤتمر القمة الخاص بالأمن الغذائي الذي عقد في روما في يونيو الماضي قد توصل الى اتفاقية تهدف الى ضخ المزيد من الاستثمارات وإعانات التنمية الى المزارعين الأفارقة من أجل مساعدتهم على الاستفادة من ارتفاع الأسعار عبر إنتاج المزيد من المحاصيل· إلا أن بعض الحكومات والشركات في بعض الدول الغنية ومعظمها في منطقة الشرق الأوسط قد عزمت فيما يبدو على عدم الانتظار حتى تستجيب الأسواق العالمية وآثرت أن تحاول ضمان أمنها الغذائي عبر شراء الأراضي الزراعية في الدول الفقيرة· ووفقاً لبعض الدبلوماسيين فإن مجموعة بن لادن السعودية تخطط للاستثمار في أندونيسيا من أجل زراعة الأرز البسمتي، وحتى الصين التي تتمتع بوفرة هائلة في الأراضي أصبحت الآن تعاني من النقص في المياه بسبب توسعها في الصناعة، فقد شرعت أيضاً في استكشاف إمكانية عقد صفقات للأراضي في دول جنوب شرق آسيا· وفي نفس الأثناء تمكنت دولة لاوس من بيع مساحة تتراو ما بين 2 و 3 ملايين هكتار أو ما يعادل 15 في المئة من أراضيها الصالحة للزراعة، وفي الوقت الذي نجحت فيه ليبيا في تأمين 250 ألف هكتار من الأراضي الزراعية في أوكرانيا حيث يعتقد أن مصر أيضاً ترغب في إبرام صفقة مماثلة فإن كل من الكويت وقطر ظلت تسعى لإبرام عقود رئيسية في حقول الأرز في كمبوديا· ويبدو أن هؤلاء المشترين الحريصين أصبحوا يقابلون بالترحاب من قبل البائعين من حكومات العالم النامي الذين باتوا في أمس الحاجة لرؤوس الأموال في أوقات الركود· حيث ذكر وزير استصلاح الأراضي في مدغشقر مؤخراً أن هذه العائدات سوف يتم استخدامها لبناء البنية التحتية والتنمية في المناطق التي تتهددها الفيضانات· وبينما يحاول السودان اجتذاب المستثمرين لشراء أكثر من 900 ألف هكتار من أراضيه الزراعية فقد ذكر رئيس الوزراء الأثيوبي مؤخراً ميليس زيناوي الى أن الدولة أصبحت تتطلع الى المستثمرين السعوديين المحتملين· عن ''الجارديان البريطانية
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©