الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

الحوثيون يُصعّدون التوتر مع صالح ويُحكمون الطوق على صنعاء

الحوثيون يُصعّدون التوتر مع صالح ويُحكمون الطوق على صنعاء
21 أغسطس 2017 23:30
صنعاء (الاتحاد) بدا حزب المؤتمر الشعبي العام الذي يتزعمه الرئيس اليمني المخلوع علي عبدالله صالح أمس الاثنين، أكثر مرونة إزاء التصعيد الإعلامي والمسلح لحلفائه المتمردين الحوثيين الذين يسيطرون على صنعاء، ويعارضون بشدة إقامة تظاهرة كبيرة للحزب الخميس المقبل بمناسبة الذكرى السنوية الـ35 لتأسيسه. وأرسل المتمردون الحوثيون صباح أمس دفعات جديدة من مقاتليهم المدججين برشاشات وبنادق كلاشنكوف إلى ضواحي صنعاء لتطويق العاصمة التي تتهيأ لإقامة فعالية الاحتفالية لحزب المؤتمر الشعبي العام في ميدان السبعين جنوب المدينة. ونشر ناشطون حوثيون على مواقع التواصل الاجتماعي صوراً لعشرات المسلحين في طريقهم إلى صنعاء قدموا من بلدات ومحافظات مجاورة، بينما كشفت مصادر إعلامية في الجماعة المذهبية عن استعدادات «تجري على قدم وساق» لإرسال حشود مسلحة كبيرة من صعدة معقل الحوثيين في أقصى شمال البلاد، مشيرة أيضاً إلى تأييد قبائل طوق صنعاء لإجراءات الجماعة المناهضة لحليفها في الانقلاب حزب المؤتمر الشعبي العام، وذلك عقب اجتماع عقدته صباح أمسن زعامات قبلية محلية موالية للحوثيين. وتحدثت وسائل إعلام محلية، أمس، عن سقوط قتيلين، أحدهما قيادي مؤتمري والآخر مسؤول حوثي، باشتباكات اندلعت صباح أمس بين جماعات مسلحة من الطرفين عند المدخلين الغربي والجنوبي لصنعاء. وغداة تصريحاته التحذيرية لجماعة الحوثي من مغبة جر صنعاء إلى مربع العنف، بدا صالح أمس متصالحاً مع الجماعة المسلحة التي واصلت هجومها الإعلامي عليه، متهمة إياه بنقض اتفاق الشراكة معها والانحياز لصف التحالف العربي. وقال صالح لدى استقباله عدداً من الزعماء القبليين: «إننا في المؤتمر الشعبي العام حريصون على صلابة وتماسك ووحدة الموقف (الداخلي) وعلى الشراكة الوطنية بين المؤتمر وحلفائه وأنصار الله (الحوثيين) وحلفائهم». وجدد الرئيس المخلوع التأكيد على أن احتفالية المؤتمر الشعبي العام بذكرى تأسيسه «فعالية سلمية» وتعزز الجبهة الداخلية، مشدداً على أهمية الحفاظ على وحدة الصف وتكاتف الجهود لمواجهة التحدّيات الراهنة، ومنها «الحفاظ على سلامة وأمن الوطن والمواطنين، باعتبار أن الأمن هو أمن الجميع ومسؤولية كل أبناء الوطن الشرفاء». وأصدر حزب المؤتمر الشعبي العام أمس الاثنين بياناً نفى وجود أي حوار مع أطراف في التحالف العربي، «سواءً كان مباشراً أو غير مباشر.. بصورة علنية أو سرية»، مرحباً في ذات الوقت بأي حوار لإيقاف العمليات العسكرية في اليمن وإنهاء الحظر على البلاد. كما تجاهل حزب المؤتمر الشعبي العام قراراً أصدره المجلس السياسي الحاكم في صنعاء، الليلة قبل الماضية، قضى بتعيين القائد العسكري لجماعة الحوثيين، عبدالله يحيى الحاكم، رئيساً لهيئة الاستخبارات العسكرية بوزارة الدفاع. وصدر القرار في خضم الأزمة المتفاقمة بين الطرفين وسط اتهامات صريحة للمؤتمر الشعبي العام باستحواذ الحوثيين على السلطة. وقال مراقبون عسكريون لـ«الاتحاد»، إن الحاكم في نظر الجماعة الانقلابية «رجل المهمات الصعبة» وتعيينه في هذا المنصب العسكري الحساس رسالة موجهة إلى صالح وتحركاته المناهضة لهم، ويأتي في إطار استكمال سيطرتها على مفاصل الدولة. وقال المتحدث باسم جماعة الحوثيين، محمد عبدالسلام، في بيان أصدره فجر أمس، رداً على خطاب صالح أمس الأول، إن التصعيد المؤتمري ضد جماعته «نتاج توجيهات مباشرة تصل» من الخارج، وتندرج «ضمن توزيع الأدوار فقط»، حسب تعبيره. وهاجم تلفزيون المسيرة التابع للحوثيين، الرئيس المخلوع علي صالح، وقال مخاطباً الأخير وحزبه «المتربصون بلحظة وَهن.. لينقضوا على شعب اليمن.. فاسحبوا مبادرتَكم.. وانزعوا فتيل الشر.. وحاذروا أن تغتروا ثانية بصداقة خليج أو أميركان». وكان أمين عام المؤتمر الشعبي العام، عارف الزوكا، اتهم الحوثيين صراحةً بنقض اتفاق الشراكة بين الطرفين، وإجراء مفاوضات «منفردين» مع السعودية، ووزير الخارجية الأميركي السابق جون كيري في مسقط العام الماضي. وقال إن مبادرة البرلمان اليمني المعلنة الشهر الماضي وعارضتها بشدة جماعة الحوثيين واعتبرتها خيانة، أقرتها لجنة مشتركة بين حزب المؤتمر الشعبي والجماعة الانقلابية التي مثلها في اللجنة مهدي المشاط (مدير مكتب الحوثي) وعبد السلام هشول. وأشار إلى أن الحوثيين قبلوا بالشراكة مع المؤتمر الشعبي العام بعد مرور نحو عام ونصف العام على استيلائهم على السلطة في صنعاء في 6 فبراير 2015، وبعد أن أهدروا أكثر من أربعة مليارات دولار كانت تمثل احتياط اليمن من النقد الأجنبي. وقال «قبلنا وشاركنا (الحوثيين) في المجلس السياسي وفي الحكومة من أجل نحافظ على ما تبقى من الدولة، واتفقنا على أن يكون الدستور والقانون هو الحكم والفيصل بيننا في كل صغيرة وكبيرة»، لافتاً إلى أن الاتفاق تضمن إنهاء دور اللجنة الثورية العليا ولجان المشرفين التابعة لها، «والتي لا تزال تُمارس مهامها وهي التي تحكم في الميدان» وتمنع وزراء من دخول الوزارات. وقال الزوكا، إن الحوثيين يعيقون منذ تسعة أشهر تعيين قائد للحرس الجمهوري، ويرفضون دمج مليشياتهم بمؤسستي الجيش والأمن ومستمرون في تجنيد مسلحين بعيدا عن رقابة الدولة، متهماً أيضاً المتمردين بتنفيذ اعتقالات «خارج النظام والقانون». وأضاف أن الحوثيين حولوا مؤسسات الإعلام الحكومي في صنعاء إلى مؤسسات حزبية تابعة لهم تنشر خطابات زعيمهم وتتجاهل خطابات صالح «ويتحدثون عن شراكة.. إيش من شراكة!»، محذراً من جماعة الحوثي تَقُوم حالياً بإجراء تعديلات على المناهج التعليمية «وهذه قضية وطنية ومشكلة كبرى ستثير لنا فتنة».
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©